وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية


سونيتا مورجي برابو Suneetha Moorje Prabhu طالبة مركز التعليم المتقدم في مانجالورو بالهند، والبالغة 16 عاما، هي نموذج جديد عما تصنع المسابقات والجوائز في تحفيز الصغار الذين يحركهم الشغف ويدفعهم للتميز.


سونيتا مورجي برابو.. رحلة شغف بالعلوم تنتهي بابتكار وجوائز.. من حصاد 2020



سونيتا مورجي برابو.. رحلة شغف بالعلوم



سونيتا مورجي برابو.. في السادس والعشرين من يناير 2020 الماضي، حصلت سونيتا على جائزة بال شاكتي برساكار Bal Shakti Pursakar أو الجائزة الوطنية للطفل (من بين 14 طفلا لهذا العام).

وهي الجائزة السنوية التي تقدمها الحكومة الهندية، ممثلة في وزارة تنمية المرأة والطفل، منذ عام 1996 لأصحاب القدرات الاستثنائية والإنجازات المتميزة في مجالات الابتكار والإنجازات الدراسية والخدمة الاجتماعية والفنون والثقافة والرياضة.


الجائزة حصلت عليها سونيتا لابتكارها مشاركة مع زميلها سانجيف هوتا Sanjeev Hotha حلا زهيدا لمشكلة لدغات البعوض.
فوفقا لتقرير صادر عام 2019 عن مديرية البرنامج الوطني لمكافحة الأمراض المنقولة بالنواقل أن الهند سجلت أكثر من 67377 حالة إصابة بحمى الضنك بين يناير وأكتوبر.


وفي حين أن المستحضرات والأجهزة الطاردة للبعوض والشبكات والبخاخات، وغيرها من الحلول يفشل معظمه في مواجهة التحدي خاصة في المناطق التي يزدهر فيها البعوض الناشر للأمراض.


ومن هنا تأتي أهمية هذا الابتكار البسيط والزهيد والفعال، والذي يحول الملابس إلى أداة لطرد البعوض بشكل طبيعي، وتبلغ كل تكلفة هذا الحل 14 روبية هندية فقط.

الشغف بالعلوم منذ الصغر


في لقاء لها من موقع "ذا بتر إنديا The Better India" ذكرت سونيتا أنها شغوفة بالعلوم منذ نعومة أظافرها، وأن شغفها هذا دفعها للمشاركة في المعارض والمسابقات العلمية الوطنية والدولية، وأنها سمعت عن انتشار حمى الضنك بالهند وهي في الصف التاسع، وأنها قررت المضي قدما في البحث عن حل وهي في الصف العاشر.

ومن ثم تواصلت سونيتا مورجي برابو مع زميلها سانجيف من مدينة بوون الذي التقت به في معرض الوطني للعلوم للأطفال بينما كانا في الصف الثامن، ومن وقتها ظلا على تواصل.

استلهم سانجيف الخيط الأول للفكرة عندما أهداه والده قطعة قماش مطبوع عليها اسمه، حيث كان مفتونا بمفهوم كيف يمكن طباعة القماش بطريقة ما، حتى أنه حتى عدة غسلات فإنه يحتفظ بالصبغة والطباعة عليه.


وكشف سونيتا مورجي برابو بحثهما سويا أن صبغة معينة تخلق رابطة قوية مع نسيج القطن، ويمكن أن تشكل نفس الصبغة أيضا رابطة بنفس القوة مع طارد البعوض. وقادهما هذا إلى اختبار ما إذا كان من الممكن الاستفادة من خاصية الصبغة هذه لجعل الملابس تطرد البعوض بشكل طبيعي.

ومن ثم قام الثنائي بتطوير الحل والتحقق من صحته في المنزل في المعهد الهندي للعلوم والبحوث في بوون، وفي المختبر الكيميائي الوطني في بوون NCL-Pune.





وفي ديسمبر 2018، في المعرض الوطني لمبادرة البحث والابتكار لمدارس STEM، الذي أقيم في دلهي، قدم الثنائي فكرتهما التي فازت بالجائزة الكبرى. وبينما كان ذلك بالتأكيد دفعة لروحهم الابتكارية، قام الخبراء والموجهون بتوجيههم بشأن التحسينات التي يجب تنفيذها لتقديم الفكرة على المستوى الدولي.


ومن ثم شارك الثنائي في مايو 2019 في المعرض الدولي للعلوم والهندسة آيسف (ISEF)، وهو أكبر مسابقة علمية دولية لما قبل الكلية في العالم، والتي تقام سنويا في الولايات المتحدة بحلول ذلك الوقت، وقد حققوا العديد من التطوير في الفكرة.


كانت الخطوة الأولى للوصول إلى منصة جائزة بال شاكتي برساكار هي اختبار القماش ضد البعوض الذي اتصلوا من أجله بأخصائي حشرات كان يقوم بتربية البعوض. حيث أرادوا التحقق من عدد الغسلات التي يمكن أن تتحملها خاصية مقاومة البعوض في النسيج؟ واتضح من الاختبار أنه يمكنه تحمل 40 غسلة.


وبعد التحدث إلى أصحاب المصلحة في صناعة النسيج، تلقوا ردود فعل مشجعة، وعزز هذا دافعهما لتكرار اختبار الابتكار مع أنواع أخرى من النسيج، حيث أن الطريقة المتبعة متاحة حالياً للملابس القطنية فقط..

طرد البعوض


وعندما سئلت سونيتا عن التكاليف قالت إنه بـ 14 روبية، يمكن إضافة خاصية طرد البعوض إلى الأقمشة القطنية المنتجة بكميات كبيرة. حيث إنهم استهدفوا بتصميم الحل مساعدة الأقل حظا.


وحسبما أفاد موقع ذا بتر إنديا في تقريره فإن سونيتا وسانجيف في طور تسجيل براءة اختراع لابتكارهما. وبمجرد الحصول على براءة الاختراع، يمكن لهذا الحل الثوري أن يمهد الطريق نحو توفير بديل منخفض التكلفة للمواد الطاردة أخرى وخفض عدد الأمراض المنقولة بالنواقل الحشرية في الهند.


المتأمل في قصة هذا الشباب الصغير وابتكارهما، لابد وأن يلاحظ مقدار التعاون والتشجيع الذي سمح لهما باختبار ابتكارهما ومدى جدواه، كيف تعاون معهم عالم الحشرات، ورجال الصناعة، والمعامل الحكومية، وكيف تم توجيههم في المسابقات والمعارض التي شاركوا فيها، وكيف فتح لهم الطريق حتى وصلوا إلى مرحلة تسجيل براءة الاختراع.


كل ذلك ليس في بلد من بلاد الغرب، ولكن في بلد شرقي، جنوبي، لها نفس مشكلاتنا في الإدارة، فضلا عن مشكلة أكثر من مليار إنسان في الفقر والمرض والبطالة وغير ذلك، إلا أن ما تكشفه القصة، أن التقدم عبر بوابة العلوم رغم كل تلك المعيقات هي إرادة أمة، تقوم على تنفيذها دولة بقدراتها وإمكاناتها.

بقم/ د. مجدي سعيد





ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button