ما وراء الجراح
أموت من النفس للنفس غيلة
ولا تنتج العين غير الدموع الثقيلة
خُلقتُ لأحيا
وما كان لي أن أموتْ
على كل غصنٍ ذوى في السكوتْ
ولا أن أرى في عمى الناظرينَ
الهوى.... والجوى....
والعيون الذليلة
أنا السيف٠٠ يحيا ليقطع
أنا الشمس٠٠ تحيا لتسطع
أنا القولُ والفعلُ...
والأصلُ والفصلُ....
في دارةٍ للرعايا العيالْ
وفي الامتثالْ
لما يقتضيه الهدى والفضيلة
-· -· -· -· -· -·
فلا البدر من حقه أن يكفَّ الضياء
ولا الشمس ترضى بغير السماء
ولا الظل يرضى
بغير الغيوم الظليلة
·-·-·-·-·
تنام الهموم ٠٠
على جمرها في الجحيم
وتمضي من الحرف للحرف...
وسْط الحراب الطويلة
وما ثمَّ بعد العذاب السقيم
على دربنا المستقيم
ولا نملك الخطو٠٠
إلا بذلّ السلاسل
وهذي قيود الأرقّاء..
تطوي رقاب البواسل
فكفوا عن المشهد المزدرَي
فإن قرامطة اليوم عاثوا بأم القرى
وقد أثمرت ثورتي٠٠
ما وراء الجراح
وقص الجناح
وفتح القمائمٌ
وفك الطلاسم
وكشف الرؤى والوجوه العميلة
·-·-·-·-·
وحيث الأراجيف قد عرقلت كل حيلة
وما ثم في حقلنا من فسيلة
فإني سأهجر درب الغواة
وأحمل ما أستطيع من الذاكرة
وأسلكُ كل السبلْ
وأُبطِلُ كل الحيلْ
وأردع كل الرعاع عن اللعبة الماكرة
وأحيي موات السنين
على طيفِ طيفٍ من الذكريات الجميلة
ونلتف..
إلفاً بإلفٍ
من القلب للقلب...
في خيمةٍ
حول شيخ القبيلة
·-·-·-·-·
وها أنا أحمل سر الورقْ
لنصنع قهوتنا من لهيب الحدقْ
وأقطع كل الصلات بكل البشر
وأحيا على صبحنا المنتظر
بأن يفقأ الحقُ تلك العيونِ الدخيلة
وأن يلهج الناس ..
بالذكر...
والشكر
في الحادثات الوبيلة
وأجمعُ عزم الزمان وأمضي
إلى الخطوة المستحيلة
·-·-·-·-·
فيا أمة الهاتفين مع الراية المؤذية
ويا أمة تلعق الأحذية
وترتجّ في رقصها للطبول الضليلة
أموتُ..
أموتُ
أموتْ
ويقتلني كل هذا السكوتْ
خُلقتُ لأحيا
من الشمس... أسْمى
وما كنت يومًا لأُنَمْي
إلى أمةٍ أمعنت في الرذيلة
ولا أن أرى في عمى الناظرين
الهوى
والجوى
والعيون الذليلة
·-·-·-·-·
شعر
د. محمود خليل
القاهرة
الجمعة 12/4/2019
