وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

 كلمة يوتوبيا (Utopia) جاءت من كلمتين يونانيتين معا، الأولى هي "Eutopia" والتي تعني "المكان الجميل"، وكلمة "Outopia" والتي تعني "لا مكان"، أي أن يوتوبيا (Utopia) تعني المكان الجميل الذي لا يوجد في أي مكان.

 

utopia-outopia


 

أول من استخدم هذا التعبير كان السياسي والمفكر والمؤلف والعالم الإنجليزي "توماس مور، 1487 – 1535"، وكان معلما ومرشدا لملك بريطانيا الطاغية المستبد "هنري الثامن"، والذي طلب من بابا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية أن يسمح له بتطلق زوجته "كاترين" لأنها لم تنجب له ولدا يرث العرش، فرفض البابا لأن الكنيسة لم تكن تبيح الطلاق، فانشق هنري عن الكنيسة، وأنشأ الكنيسة الإنجليكانية في إنجلترا، وأعلن نفسه رئيسا لها، وقام بتطليق نفسه من زوجته.

 

رفض توماس مور هذا الفعل من هنري الثامن، وعارض ظلمه وطغيانه، وكتب كتابه الشهير "يوتوبيا" عام 1516، والذي صور فيه عالما مثاليا يسوده العدل والقيم والأخلاق الحميدة، وتتوزع فيه ثروات المجتمع بالتساوي على كل المواطنين بلا تفرقة، ويتم انتخاب الحاكم فيه بحرية وبلا تفرقة من بين العاملين في المجتمع، سواء كان الطبيب أم رجل الدين أم الحلاق أم بائع الخضروات وهكذا.

 

كتب توماس مور كتابه باللغة اليونانية القديمة حتى لا يصل إلى يد الملك، ولكن بعض من حوله وقع الكتاب في أيديهم وقاموا بترجمته للملك، فقبض على توماس مور وسجنه في برج لندن، ثم قام بقطع رأسه.

 

فكرة المجتمع المثالي أو المدينة الفاضلة التي تخلو من الحروب والظلم والطغيان، ويعم فيها السلام والعدل والمساواة، فكرة قديمة درسها الفلاسفة اليونانيون القدماء ومنهم أفلاطون في كتابه "الجمهورية" الذي يتحدث فيه عن مفهوم العدالة في نظام الحكم، وتأثر بها توماس مور في كتابه "يوتوبيا"، كما تأثر بها من قبله الفيلسوف والطبيب والموسيقي المسلم "الفارابي، 874 – 950" في كتابه "آراء أهل المدينة الفاضلة ومضاداتها"، وهو كتاب حاول فيه تكوين صورة عن مجتمع فاضل على غرار جمهورية أفلاطون.

 

أما كلمة "ديستوبيا – Dystopia" فهي عكس كلمة يوتوبيا، وتتكون من مقطعين: Dys أي صعب أو شرير، و Topia أي مكان، أي أنها تعني المجتمع القاسي الفاسد الشرير.

 

كان أول من تحدث عن "ديستوبيا" ووصفها هو الفيلسوف والاقتصادي الإنجليزي "جون ستيوارت مِل، 1806 – 1873"، والذي كان يؤمن بأن السعادة هي الغاية الحميدة للوجود البشري، كما آمن بالديموقراطية والعدل والمساواة وحرية الفرد، وهاجم عبادة النظام وسحق الأفراد من قبل السلطة أو الرأي العام.

 

أطلق ستيوات مِل مسمى "ديستوبيا" على المجتمع الذي يسوده الظلم والقهر بواسطة النظام الحاكم الذي يجعل من نفسه شبه إله، ويُخضع الأفراد بالقوة والسلطة، ويلغي حرية الفكر والاعتقاد والمعارضة.

 

قال جون ستوارت مِل: "إن البشر جميعا لو اجتمعوا على رأي، وخالفهم في هذا الرأي فرد واحد، لما كان لهم أن يسكتوه، بنفس القدر الذي لا يجوز لهذا الفرد إسكاتهم حتى لـو كانت له القوة والسلطة".

 

من أمثلة الأدب الديستوبي روايات مثل "1984" و"مزرعة الحيوانات" والاثنتان للكاتب الإنجليزي "جورج أورويل"، ورواية " 451 فهرنهايت" للكاتب الأمريكي "راي برادبري"، ورواية "عالم جديد شجاع" للكاتب الإنجليزي "ألدوس هكسلي"، والرواية المصورة "V for Vendetta" للكاتب الإنجليزي "آلان مور".

 

ومن أمثلة نظم الحكم الديستوبية نجد النظام النازي في ألمانيا، والنظام الفاشي في إيطاليا، والنظام الستاليني في الاتحاد السوفيتي السابق، والنظام الماوي في الصين، وهناك طبعا كل الأنظمة العربية - تقريبا - السابقة والحالية والقادمة أيضاً.

 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button