تعاني
بعض مجتمعات الأقليات في بعض بلدان العالم من قلة الحظوظ المتوافرة لهم في الحياة,
الأمر الذي يدفع أبناء تلك المجتمعات للقيام بمبادرات لسد تلك الفجوات من أجل
تمكين مجتمعاتهم.
من بين النماذج الملهمة في هذا المجال نموذج الشابة الصغيرة آجا كابيل AjaCapel والتي من بين النماذج الملهمة في هذا المجال نموذج الشابة الصغيرة آجا كابيل تبلغ الآن (يناير 2021) حوالي 16 عاما، والتي كانت من بين المكرمين عام 2020 على المستوى الوطني وعلى مستوى ولاية إلينوي بحصولها على إحدى جوائز الروح الرعائية للمجتمع The Prudential Spirit of Community Awards لدورها في تعليم الروبوت والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) للصغار في مجتمع الأقليات بمدينة أوربانا، حيث تدرس آجا كطالبة في مدرسة أوربانا الثانوية.
وتقوم آجا بتدريس الروبوت في المتحف المحلي للعلوم، وتقود مبادرة لمنح أطفال مجتمع
الأقليات مزيدا من الفرص لتعلم المواد السابق ذكرها.
وحول قصة الأمر تحكي آجا قائلة: عندما كنت طفلة كنت أحب تفكيك الأشياء، ومن ثم لم يكن هناك شيء في مأمن من يدي، لذا سجلني والداي لدراسة الروبوت في متحف أورفيوم تشيلدرن للعلوم في سن الرابعة. كانت آجا وهي طفلة صغيرة تعاني من عسر القراءة وتحديات تعليمية أخرى، ل كنها وجدت أن مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات تتوافق جيدا مع أسلوب تعلمها، لذا فإنها تفوقت فيها سريعا.
وقد
تم اختبار براعة آجا التدريسية ومهاراتها القيادية عندما غابت المدربة الرئيسية يوما
ما عن فصل الروبوت في متحف العلوم، فتطوعت آجا للقيام بالمهمة وسرعان ما تولت القيام
بالوظيفة.
لكنها
كما تقول: كفتاة أمريكية من أصل أفريقي، شعرت بالإحباط لأنني لم أعلم الكثير من الأطفال
الذين يشبهونني، وعندما علمت عن الفجوات العرقية في تعلم العلوم والتكنولوجيا والهندسة
والرياضيات صممت على تغيير هذا الوضع، ومن ثم تقدمت للحصول على منح وعقدت شراكات مع
مجموعات في مجتمعها.
ففازت
بمنحة للتدريس في ورشة لبناء الطائرات بدون طيار لمدة يومين ل 14 من التلاميذ من أصول
أفريقية، وعلى منحة لإقامة مخيمين للفتيات من الأقليات، إضافة إلى ساعات تدريسية في
متحف العلوم. كما استضافت 14 فعالية لتعليم البرمجة للصغار وتعليمهم العلوم والتكنولوجيا
والهندسة والرياضيات. والآن أصبح لدى آجا موقعها الخاص الذي تنظم من خلالها تلك الفعاليات
التعليمية والتدريبية التي تركز فيها على سد الفجوة التعليمية والمهارية المتعلقة بجميع
تلك الموضوعات.
الريادة
في أبسط معانيها، ومن تجليات قصة آجا وغيرها من القصص، هي حمل جزء من الهم الاجتماعي
العام ولو كان صغيرا، من خلال ما تحب، وما تحسن فعله، من أجل المساهمة في تلبية احتياج
أو حل مشكلة بقدر المستطاع كل في مكانه، ومكانته، وموضعه وموقعه وبحسب ما يتاح من إمكانات
وظروف مواتية. وخلاصتها: اهتمام، وهم، ونية، وفعل مهما كان بسيطا، كخطوة أولى في طريق
يتلوه خطوات.