وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

 

ولد "محمد الكيلاني" لأسرة مصرية بسيطة، وأصيب بإعاقة حرمته من التعليم، إلا استطاع بقوة إرادته قهر المستحيل والحصول على الماجستير والدكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف. قصة "الكيلاني" – 49 عاماً – هى بحق قصة ملهمة.. وهى حكاية مبهرة لتحدي الملمات.

 

المصري "محمد الكيلاني".. كان أمياً وأصبح يكتب معجم اللغة العربية.. حكاية بائع لب مصري


ولد الكيلاني بمحافظة الفيوم لعائلة بسيطة الحال مكونة من ثمانية أفراد, وترتيبه الثالث، بينما كان يعمل والده في كي الملابس.. أصيب محمد الكيلاني بمرض شلل الأطفال في عمر سنة ونصف السنة، الأمر الذي دفع أسرته باتخاذ القرار الصادم بعدم إلحاقه بالمدارس خشية تعرضه لأي هزة نفسية أو سخرة .

 

بدأ محمد الكيلاني منذ نعومة أظافره البحث عن عمل خاص، لكنه لم يستطع العمل في مهنة والده بسبب ظروفه الصحية، ثم بدأ يعمل في مهنة حياكة الملابس ولم يفلح فيها أيضاً، ثم بدأ في العشرينات من عمره في البحث عن مهنة أخرى مثل توزيع مواد على البقالة باستخدام الكرسي المتحرك، ثم اتجه لبيع اللب والتسالي خاصة مع ظروفه الصحية وعدم حمله شهادة تعليمية.


التعليم الذاتي

بدأ محمد في متابعة إخوته أثناء تعلمهم في البيت، وتعلم من خلال ذلك القدرة على القراءة والكتابة، ثم بدأ ينفق مصروفه على القراءة وشراء الجرائد وبعض الكتب الدراسية، مثل كتب الجغرافيا والتاريخ وبعض القصص الخاصة بالأطفال في ذلك الوقت مثل قصص ميكي، والمغامرون الخمسة، ورجل المستحيل، وغيرها من القصص، فضلاً عن استعارة المجلات من أحد أصدقائه، فكان محباً للقراءة قبل حصول على أي شهادة.

 

أفسحت له شقيقته التي كانت تعمل مُدرسة الفرصة لاستعارة الكتب من مدرستها فانهمك في قراءة الكتب للعقاد ونجيب محفوظ وغيره، وحاول محاكاة ما قرأ عبر محاولة كتابة روايات أو قصص أو شعر ثم شارك في المنتدى الثقافي لمدينة الفيوم.

 

كان يخجل من ذكر أنه لا يحمل أي شهادة، ولم يستطع دخول مسابقات في القصة القصيرة بسبب عدم حصوله على شهادات وحصل على جائزة في مسابقة شارك فيها باسم شقيقته وكان سعيدًا جدًا بحصوله على جائزتها.

 

النشاط الرياضي والتجاري

لم تمنع إعاقة محمد الكيلاني من تردده على الأندية الرياضية في محافظته حيث التحق بالفرق الخاصة بالمعاقين في لعبتي كرة الطائرة والسلة، وهو ما أتاح له التنقل بين المحافظات ورؤية عوالم أخرى، وخلال رحلة إلى بورسعيد فكر في تجارة الملابس وبدأ السفر إلى هناك لجلب ملابس وبيعها.

 

وأثناء اللعب في الأندية الرياضية للمعاقين عرض أحد الزملاء عليه العمل في دار للسينما بالفيوم، حيث عمل هناك قرابة عامين في بداية التسعينيات من القرن الماضي، ليتعرف على السينما والمؤلفين والأعمال الفنية.

 

شهادة التأهيل المهني

يقول, لموقع (سكاي نيوز عربية) حصلت على شهادة في التأهيل المهني في نسج السجاد، ثم تم تعييني بوظيفة عامل خدمات بمديرية الطب البيطري في الفيوم عام 1993، وخلال عملي في قسم الأرشيف لاحظت فروق المؤهلات في المرتب بسبب عدم حصولي على شهادات، الأمر الذي دفعني للتقدم إلى شهادة محو الأمية وحصلت عليها، ثم حصلت بعد ذلك على مستوى آخر في محو الأمية يعادل شهادة الابتدائية.

 

الالتحاق بالجامعة

واصل محمد الكيلاني القراءة وتثقيف ذاته حتى حصل على الشهادة الإعدادية، وكان الأول على مستوى طلاب المنازل، وأكمل دراسته في المرحلة الثانوية، ودخل إلى القسم الأدبي بهدف الوصول في إحدى الكليات التي تقبل المعاقين في جامعة الفيوم، حيث التحق بكلية دار العلوم وواجهته مشكلة وجود الكلية في الأدوار العليا.

 

وهنا واجه محمد الكيلاني مشكلة كبيرة وهي عدم وجود مصعد في الكلية، فاعتمد على حمل الزملاء له لكل هذه الأدوار بالكرسي الحديدي، واستمري لأربع سنوات وواكب بين دراسته وتعيينه الذي كان قريباً من الكلية، فكان يتنقل بين الكلية والتعيين وبين السكن دون مساعدة أحد، ثم جاءه خبر سار في السنة الرابعة من الدراسة الجامعية بنقل تعيينه إلى الجامعة كإداري ليصبح عمله قريباً من دراسته.

 

الدراسات العليا: منهج النحاة في الاستدلال بالحديث النبوي الشريف بين النظرية والتطبيق

يقول: حصلت على بكالوريوس دار العلوم عام 2003 ثم أكملت المسيرة بالدخول للدراسات العليا عام 2004 في قسم النحو والصرف، وسجلت رسالة في عام 2005 في موضوع "منهج النحاة في الاستدلال بالحديث النبوي الشريف بين النظرية والتطبيق" ثم حصلت على الماجستير عام 2009 بتتقدير امتياز، رغم اعتقاد الطلاب أن دراسة أصول النحو صعبة للغاية لكننى اعتبرت الأمر تحدياً شخصياً لي.

 

الزواج, ودكتوراة مع مرتبة الشرف

تزوج الكيلاني في هذه الفترة وقد شغله الزواج والأسرة قليلاً عن حياته العلمية ثم حصل على الدكتوراه في عام 2018 من كلية الآداب التي كانت تقبل الدارسين من خارجها، وكانت رسالة الدكتوراه بعنوان "مسائل سيبويه النحوية في كتب تفسير الأندلسيين... توفيق ودراسة"، وقد استغرقت منه الدراسة جهداً كبيراً في البحث عن المخطوطات، والمعلومات التي تفيد دراسته حتى حصل على الدكتوراة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

 

الاشتغال بالترجمة

يقول: اتجهت بعذ ذلك للعمل فى مجال ترجمة الكتب باللغة الإنجليزية لحسب بعض المنصات والتي تخص مجال الاقتصاد والمال، فكنت أراجع الكتب المترجمة وأعيد صياغتها متبعاً أسلوباً رائعاً، وترقيت للعمل في جامعة الفيوم كاخصائي شؤون تعليم باعتباري من الكادر الإداري وليس الأكاديمي.

 

معجم اللغة العربية التاريخي

المسيرة الرائعة لمحمد الكيلاني لم تقف عند هذه الحدود الرائعة والملهمة, حيث تم اختياره للعمل في معجم اللغة العربية التاريخي التابع لاتحاد المجامع العربية، وهو اتحاد يخص العالم العربي كله ويشارك في عمله علماء لغة من خمس دول عربية على رأسها مصر والسعودية والإمارات.

 

وقد رشحه مجمع اللغة العربية في مصر للمشاركة في إعداد هذا المعجم الذي يعد أفخم معجم للغة العربية يجري العمل عليه حاليًا، ويشارك في إعداده ضمن فريق كبير مكون من أكثر من 500 عالم في النحو على مستوى العالم العربي، الأمر الذي أسعده كثيراً.

 

التنمية البشرية في مجال الإعاقة

يستعد الكيلاني حالياً لإعداد وتأليف كتاب في مجال التنمية البشرية يخص ذوي الإعاقة لمشاركتهم همومهم وأحلامهم وتحدياتهم، فضلاً عن كتابته بعض المقالات الصحفية في بعض الصحف مثل الأهرام لإبراز الجانب الإيجابي في حياة ذوي الإعاقة.

 

رسالة محمد الكيلاني:

"أطالب كل شخص بعدم الاستسلام واكتشاف قدراته وإمكاناته، وأن يكون نقطة مضيئة للمجتمع حول، وتقليل احتياجه للبشر، والاستقلال بذاته دون الاعتماد على أحد، وأن يتعلم العطاء، لأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملا، ما يجعل كل فرد مفيدا لنفسه ولأسرته ومجتمعه وبلده".

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button