وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

 

هل صحيح أن ميعاد السحور قد أختل فى عصرنا الحالي فأصبح لكل فرد كم أفراد الأسرة ميعاد سحور خاص به بسبب اختلاف التوجهات والأنشطة أو ربما بسبب التكثيف الإعلامي فى شهر رمضان.

 

حكاية المسحراتي.. والسحور وبركته

عموماً أياً كان الأسباب .. فالسحور فى شهر رمضان سنة من سنن النبى الكريم "صلى الله عليه وسلم" والمسحراتى عندما يطوف على المنازل وينشد الأغاني الدينية ويوقظ النائمين للاستعداد لتناول طعام السحور والتهيؤ لصلاة الفجر كلها مظاهر تضفى جواً روحانياً جميلاً فى هذا الشهر الفضيل فمازال هناك الكثيرون ممن ينتظرون ميعاد السحور بشوق واهتمام بالضبط كما ينتظرون مدفع الإفطار كل يوم من أيام شهر رمضان.

 

وهناك جوانب عديدة ومهمة فى السحور سيقوم عدد من الأساتذة وعلماء الدين بإلقاء الضوء عليها.

 

تعجيل الفطر وتأخير السحور

قال رسول الله صل الله عليه وسلم: "تسحروا فإن فى السحور بركة" ويضيف أن الدين الإسلامي الحنيف كما يسن تعجيل الفطر حيث يتناول قليل من التمر بمجرد سماعه آذان المغرب ثم نصلى المغرب وسنته ثم نجلس لتناول طعام الإفطار.. فإن الدين الإسلامي أيضاً يسن تأخير السحور إلى أن ينتهى المسلم من السحور قبل الفجر بفترة وأداء أعمالنا اليومية المكلف بها ويكفى فى طعام السحور القليل من الماء والتمر واللبن لا حرج من أن يتناول الشباب والصبية طعاماً جيداً فى السحور.

 

السحور ووسائل الإعلام

 

قد يقع تأثير للسهر مع برامج التليفزيون التى تبثها وسائل الإعلام خلال الشهر الكريم أن السهر مع وسائل الإعلام تساعد الناس على الانتظام فى السحور حيث يشعرون بالجوع نتيجة السهر.. ولكن يجب أن يخصص الفرد المسلم وقتاً كافياً خلال الليل للصلاة وقراءة القرآن ثم يتناول السحور ويصلى الفجر ويخلد إلى النوم ليستأنف عمله الذى ينتهى بعد الظهر.

 

متى يكون السحور واجب

ورغم أن السحور سنة إلا أنه قد يكون واجباً كما تقول الدكتورة مكارم الديري أستاذ مساعد بجامعة الأزهر وتضيف: السحور يكون واجباً على بعض الأفراد الذين يقومون أعمال شاقة ويكون شعورهم بالجوع ذو تأثير سلبى على أعمالهم وعلى صحتهم.

 

وتقول أيضاً أن الحكمة من سنة السحور أن يتقوى به المسلم فى أيام الصيف الذى قد تطول فيها مدة الإمساك عن الطعام والشراب لأكثر من "15" ساعة.

 

وللدكتورة مكارم أيضاً رأى حول قيام كثير من الناس بالبقاء لساعات طويلة أمام برامج التليفزيون المشوقة خلال شهر رمضان فتقول: هناك تناف بين تقرب الإنسان من الله فى هذا الشهر الكريم وبين بقائه لساعات طويلة أمام برامج التليفزيون حيث يجب أن يكون الإنسان معتدلاً.. فيعطى من وقته المناسب لقراءة القرآن والصلاة والتقرب من الله بالتسبيح والدعاء وقيام الليل.. وأن يحرص رب الأسرة على إيقاظ أهله لتناول طعام السحور ثم صلاة الفجر.

 

أكلة السحور

أما الدكتور فوزي عبد القادر الفيشاوي فيشير إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذى يقول فيه: "فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب "أكلة السحور" أخرجه الترمذى.

ويقول الرسول أيضاً: "السحور بركة فلا ندعوه ولو أن يجرع أحدكم جرعة ماء فإن الله وملائكته يصلون على المتسحرين".

 

حكاية السحور

ويلقى الدكتور الفيشاوى الضوء على حكاية التسحير والمسحرين عن بدايتها وكيفيتها عبر مسيرة الزمان فيقول: "المثير للدهشة أن المسلمين القدامى كان يستدلون على جواز الأكل والشرب بآذان بلال بن رباح ويستدلون على قطعه بآذان إبن أم مكتوم حيث كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول "إن بلالا ينادى بليل فكلوا واشربوا حتى ينادى إبن أم مكتوم".

 

فقد كان بين السحور والإمساك أذن –أذانان- يمكن تمييز الصوت فيهم.

وعن التسحير فى مكة يحدثنا إبن بطوطة فيذكر أن المؤذن الزمزامى فى الحرم الشريف كان يقوم فى الصومعة –أى المئذنة" الموجودة بالركن الشرقى من الحرم داعياً ومذكرا بالسحور ويردد ذلك المؤذنون فى باقى الصوامع "المآذن" وبالإضافة إلى ذلك فقد كان يرخى طرف حبل فى يده فيتدلى منه قنديلان ليستطيع من لا يسمع الآذان أن يرى نورهما فيستدل على ميعاد السحور فإذا أقترب الفجر حتى كاد يتبين الخيط الأبيض من الأسود يتم سحب القنديلين للاستدلال على الإمساك عن الطعام والاستعداد لصلاة الفجر!

 

مواقف طريفة!

ومن المواقف الطريفة التى سجلتها صفحات التاريخ أن والى مصر سنة 238 هجرية وهو عنبسة بن إسحاق أعتاد الخروج من بيته بنفسه فى مدينة العسكر قاصداً جامع عمرو بن العاص وكان وهو في طريقه يتولى مهمة تسحير النيام منادياً "عباد الله تسحروا.. تسحروا فإن فى السحور بركة".

 

أما فى العصر الفاطمى فكان المؤذنون هم الذين يتولون تسحير الناس ويعتبر "نقطة المزكلش" أول من ابتدع إنشاد الشعر الشعبى المسمى "القوما" عند التسحير وهو شعر لطيف له نظام خاص يرغب الناس فى التسحير ويدعوهم إليه.

 

وحكاية طبلة المسحراتى!

فى كتاب لأبن الحاج محمد بن محمد أبو عبد الله يذكر أن العادة "التسحير" جرت فى القاهرة والفسطاط أن يطوف أصحاب الأرباع وغيرهم بالطبلة على البيوت وهم يضربون عليها.

 

أما فى بلاد اليمن والمغرب والإسكندرية فقد أتخذ التسحير شكلاً آخر حيث كان المسحرون ينادون النائمين بأسمائهم بالإضافة إلى النقر على الطبلة وفى بلاد الشام كان المسحرون يعزفون على العيدان والصفافير وينشدون الأهازيج ولازالت طبلة المسحراتى وأناشيده مستمرة حتى الآن فى الكثير من البلاد الإسلامية رغم إبتكار مدفع الإمساك!

 

سؤال وجواب!

البعض قد لا يعطى السحور أهمية ويكتفى بوجبة إفطار كبيرة تحتوى على السعرات الحرارية اللازمة لوجبتى السحور والإفطار وقد يسأل سائل.. هل من يستغنى عن وجبة السحور ويكتفى فى شهر رمضان بوجبة الإفطار فقط يتعرض للضرر؟!

 

والإجابة يسوقها الدكتور الفيشاوى فيقول: نعم ففى مثل هذه الحالة عاة ما يحرق الجسم جزءاً من الوجبة يكون فى حاجة عاجلة إليه لإطلاق الطاقة اللازمة لاستمرار عملياته الحيوية ولكن الجزء الأكبر الزائد من وجبته وهذا خطأ كبير يجر على الجسم متاعب كثيرة بالإضافة إلى مشكلات التلبك المعوي واضطرابات الهضم التى تصاحب وجبة الإفطار الكبيرة.

 

وإذا اكتفى الصائم بوجبة إفطار معتدلة وليست كبيرة فإنه يتعرض لمخاطر أكثر حيث سيضطر الجسم لسحب مخزون الجليكوجين من الكبد مبكراً ويحوله إلى سكر جلوكوز يكفيه لمدة "6 ساعات" وهو لا يكفى إذ أن مردة الصيام طوال اليوم تكون أطول من "6 ساعات" ليحرقها ويولد الطاقة مما يؤدى إلى صداع مؤلم وهبوط شديد للصائم بالإضافة إلى شعوره بالتعب عند بذل أقل مجهود!

 

لهذا كله كانت وجبة السحور مهمة جداً للصائم وفيها بالفعل بركة وخير كثير وتعين الصائم على تحمل مشقة الصيام طوال النهار.

 

أنسب وقت للسحور

أما أنسب وقت للسحور فهو ما كان متأخراً وقبل آذان الفجر بنحو "15-20 دقيقة" كما كان يفعل النبى صلوات الله وسلامه عليه" والسحور لابد أن يكون بعد منتصف الليل فما كان قبل ذلك فلا يعد سحوراً وذلك عملاً بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم القائل: "أمتى بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور" رواه أحمد.

 

فأنسب وقت للسحور هو ما كان بين السحور والآذان قدر "50 آية" كان أصحاب النبى "صلى الله عليه وسلم" هم أعجل الناس فطوراً وأبطأهم سحوراً" رواه البيهقى بسند صحيح.

 

وقد ثبت علمياً أن تأخير السحور يطيل الفترة الزمنية فيما بين وجبتى الإفطار والسحور بنحو "7-9 ساعات" وهى فترة مناسبة للغاية يتمكن خلالها الجهاز الهضمى من هضم وامتصاص وجبة الإفطار الكاملة فى سهولة ويسر وبكفاءة عالية.

 

وكذلك فإن إطالة الفترة الزمنية ين السحور والإفطار تؤدى إلى نخلص الجسم من فضلات الطعام المتراكمة فتصبح الفناة الهضمية خالية تقريباً من كل المراحل الهضمية وتكون على استعداد لتقبل الجسم للماء لزيادة التعرق وهو ما يؤدى إلى الشعور بالعطش.

 

أما الفائدة.. الأهم المتوخاة من تأخير السحور إلى الثلث الأخير من الليل فهو أنه فى هذا الوقت يتجلى فيه الحق تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيجيب دعاء العزة "وبالأسحار هم يستغفرون" سورة الذاريات 180".

 

وجبة سحور محببة

من أول النصائح الغذائية للصائمين فى وجبة السحور ضرورة الحرص على أن تتضمن الوجبة "الفول المدمس" حيث له فائدة كبيرة فى القضاء على الجوع لفترة كبيرة حيث يبقى فى المعدة لفترة طويلة حتى أطلق عليه البعض "مسمار البطن" كما يمتاز طبق الفول المدمس بقيمته الغذائية الجيدة حيث يحتوى على البروتين والكالسيوم والمواد الكربوهيدراتية والحديد والفوسفور وفيتامينات "ب1"و "ب2" كما أن طبق الفول المدمس عند وضع قليل من الزيت والليمون معه وتناول الجبن والبيض سوف يكون وجبة غذائية كاملة ومتوازنة تمد الجسم بكل ما يحتاجه من عناصر غذائية خلال فترة الصيام.

 

أما النصيحة الثانية فهى تناول الكنافة والقطايف والبقلاوة وأخواتها حيث أنها من أكثر المواد الغذائية تركيزاً حيث تحتوى هذه المواد على نشويات ودهنيات وسكريات ولكن يشترط أن يكون تناولها بقدر يسير ولا يتم تناول طعام آخر معها ولكن لا بأس من تناول اللبن الزبادى معها أو كوب من الحليب حتى يحصل الصائم فى سحوره على وجبة غذائية متزنة.

 

والنصيحة الأهم هنا هو ضرورة توخى الحذر فى تناول هذه المواد أى يجب تناولها بالقدر اليسير والمعقول لأن الإراط فى تناولها يؤدى إلى زيادة إفراز هرمون الأنسولين الذى يسبب سرعة حرق السكر فى الأنسجة ووصوله إلى معدل أقل من الطبيعى مما يؤدى إلى إصابة المرء بالعصبية الزائدة وسرعة الإنفعال وإنقلاب الأعصاب.

ويحذر خبراء التغذية مرضى القلب أو أصحاب البدانة بتجنب تناول هذه المواد.

 

كيف تدفع العطش؟!

وأخيراً فإن الكثير من الناس يظن –خطأ- أن شرب الماء الزائد فى السحور يدفع العطش أثناء النهار وهذا هو الوهم بعينه حيث أن الكلية تقوم بإفراز الماء الزائد سريعاً.

 

لذلك فإن النصيحة الذهبية لدفع العطش أثناء نهار رمضان فهو عدم تناول المخللات والفلافل والمواد الحريقة والفسيخ أو السردين أثناء السحور وأن السحور الذى يدفع العطش كذلك فإن للبن الزبادى على السحور فوائد لا يستهان بها فهو يحتوى على الأنزيمات ومواد أخرى عديدة تسهل الهضم وتريح المعدة كما أن اللبن الزبادى يقوم بتلطيف المعدة وترطيبها ويزيل الإحساس بالعطش بالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية حيث يحتوى على العديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية وبالإضافة إلى الفيتامينات فهو يحتوى على نسب متفاوتة من الدهون والبروتينات.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button