وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

طفلي لص صغير.. سرقات الصغار تبدأ من المنزل وربما تنتهى فى السجن

طفلي لص صغير.. سرقات الصغار تبدأ من المنزل وربما تنتهى فى السجن


أظهرت دراسة أجريت فى قسم الطب النفسى جامعة القاهرة أن نسبة 35% من الأطفال بين الخامسة والتاسعة من العمر، يعتبرون سرقة أشياء الآخرين سلوكاً اعتيادياً لا غبار عليه، بل أن بعض هؤلاء الصغار يجدون نوعاً من المتعة فى السطو على ممتلكات أصدقائهم وزملائهم فى المدرسة، فيتحولون إلى لصوص صغار يتهددهم خطر الجنوح والانحراف فى المستقبل.

فى البداية سألنا د. دعاء حلمي (أستاذة الأمراض النفسية والعصبية) عن دوافع وأسباب السرقة عند الأطفال فأجابت: هناك ما يسمى باضطراب السلوك و له أعراض كثيرة مثل الكذب حيث نجد الطفل يكذب كثيراً دون سبب أو يسرق ممتلكات غيره، وتكون بداية السرقة غالباً في المنزل  ثم في المدرسة ثم يتطور المرض عند هذا الطفل بعد ذلك ليسرق من الآخرين، فبعض البنات يسرقن لشراء الحلوى أو ليتنزهن في الأماكن المختلفة بينما الأولاد لشراء السجائر أو المواد المخدرة، ولا تكون المشكلة كبيرة أو ملحوظة عندما يقتصر الأمر على البيت فقط ولكن عندما يمتد الأمر إلى المدرسة وتصل للآباء شكاوي من سلوك أطفالهم يصبح الأمر مشكلة كبيرة .

وتضيف د.دعاء أن أسباب السرقة هي الاضطراب المزاجي، وفى هذه الحالة لا يستطيع الطفل أن يتحكم في مشاعره أو يعاني من العصبية في حالة عدم تلبية رغباته أو يقوم بالهروب من المدرسة وقد يصاب بهوس السرقة، وهى أن يقوم بسرقة الغير على الرغم أنه لا يحتاج أن يسرق، لكن يكون لديه رغبة ملحة فى استخدام أو امتلاك الشيء المسروق ليشعر بالسعادة كما أن الطفل المصاب بالفصام يكون لديه شكوك وهلاوس وتكون معظمها هلاوس سمعية حيث تعطى له هذا الوسواس القهرى أوامر كى يسرق ويقوم الطفل بتلبية هذه الأوامر.

مدمن سرقة!


وأكدت د. دعاء حلمى أن المستوى الاجتماعى ليس له علاقة بقيام الطفل بالسرقة، فقد يكون متوفر لدى الطفل كل شئ، وعلى الرغم من ذلك فإنه يسرق أيضاً ولكن يتوقف ذلك على طريقة تربية الأطفال، وكيف يتحكمون فى مشاعرهم "عندما يقومون بأخطاء هل هناك عقاب أم لا؟ فلابد أن العلاج السلوكى يعتمد على الثواب والعقاب، ويجب البحث عن العلاج مبكراً لأن بتأخر العلاج يتطور المرض لدى الطفل، فمثلاً إذا كان هناك طفل يسرق ليحصل على السجائر فإذا لم نجد علاجاً له فى البداية، فسوف يتطور المرض عنده ويصعب علاجه ونجده بعد ذلك يتحول إلى مدمن سرقة ولهذا فإن التوجيه والإرشاد لا يقتصر فقط على المنزل وإنما لابد أن يكون للمدرسين دور فى إخبار الوالدين بسلوكيات أطفالهم.

وترى د. دعاء أن دور الدولة بالغ الأهمية فى توفير مراكز الطب النفسى والعلاج وقد يكون العلاج سلوكياً فقط، ويتم ذلك من خلال قيام الطبيب المعالج بتوضيح الخسائر التى يتعرض لها الطفل نتيجة لسرقته مثل خسارته لأهله أو أصدقائه أو مدرسته وذلك لتحفيزه أن يكون طفلاً أميناً.

ومن جانبها تقول د. نيفين مصطفى زيور (رئيسة قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس): إن هناك نوعاً من السرقة يرتبط بنقص الحب والرعاية وفى هذا النوع يختار الطفل أحد الأصدقاء يستريح له وغالباً ما يكون من جنس مختلف، ويرغب الطفل فى أن يقيم معه علاقة عاطفية تعوضه الحنان أو الحب المفقود فإذا لم يستجب هذا الشخص له فإن هذا الطفل يمضى فى إصرار لإقامة هذه العلاقة ولكنها تكون فى الخيال بالدرجة الأولى، وهنا يلجأ الطفل إلى سرقة بعض الأشياء من ذلك الشخص، وفى العادة لا يكون للشئ المسروق قيمة مادية تذكر ولكن الطفل يسرق هذا الشئ يحتفظ به فى مكان أمين، ويجد فى هذا الاحتفاظ رمزاً لاستمرار العلاقة وهذه الظاهرة الفريدة هى ما يطلق عليها علماء النفس "ظاهرة الأثرية"، ولهذا يتحتم على الآباء والأمهات بذل قصارى جهدهم من أجل توفير الحب والحنان والرعاية لأطفالهم.

لص تحت التمرين

ويرى د. أحمد الجارحى الأستاذ بكلية الآداب جامعة عين شمس أن السرقة عند الأطفال ترتبط بالمرحلة العمرية أو السنية فهناك طفل يكون غير واع أو مدرك للخطأ الذى يرتكبه ولا يفهم فكرة الحلال والحرام بينما بعض الأطفال يعانون الحرمان من امتلاك الأدوات واللعب التى يريدونها لعدم قدرة الأبوين على توفيرها، ولأنه يرى بحوزة أصدقائه أو أقرانه عدداً منها فلا يجد سوى السرقة، فيهم بسرقة مثل هذه الأشياء من أصدقائه وأقرانه ليلهو ويتمتع بها وعلاج السرقة عند الأطفال يكون من خلال أخصائى حيث يقوم بعمل برنامج يشارك فيه الأب والأم وقد تتدخل المدرسة أيضاً ويكون العلاج فى هذه الحالة أسرياً ومجتمعياً أيضاً.

أما د. فادية علوان (رئيسة قسم علم النفس بكلية الآداب جامعة القاهرة): فتقول انه عندما يسرق الطفل فإنه ذلك يصيب الوالدين بالقلق ويتركز قلقهم على السبب الذى جعل أبنهم يسرق فيتساءلون هل أبنهم أو أبنتهم إنسان غير سوي.

وترى د. فادية أنه من الطبيعى لأى طفل أن يأخذ الشئ الذى يلفت انتباهه وينبغى ألا يأخذ هذا السلوك على أنه سرقة حتى يكبر الطفل الصغير ويصل ما بين الثالثة حتى الخامسة من عمره، وحتى يفهموا أن أخذ شئ ما مملوك للغير خطأ وينبغى على الوالدين أن يعلموا أطفالهم حقوق الملكية لأنفسهم وللآخرين، والآباء فى هذه الحالة يجب أن يكونوا قدوة لأبنائهم.

وعن دوافع السرقة لدى الصغار تقول د. فادية: قد يسرق الطفل تقليداً لبعض الزملاء فى المدرسة أو لأنه نشأ فى بيئه إجرامية عودته على السرقة والاعتداء على الغير وتشعره السرقة بنوع من القوة والانتصار وتقدير الذات، أو لكى يتساوى مع أخيه أو أخته الأكبر منه سناً فى بعض الامتيازات.

ربما يسرق بسبب كونه يعانى من الضعف العقلى وانخفاض نسبة الذكاء مما يجعله سهل الوقوع تحت سيطرة أولاد أكبر منه  قد يوجهونه نحو السرقة.

وأخيراً يؤكد د. بهجت سمعان الأخصائى النفسى أنه لابد من الاهتمام بالأطفال نزلاء مؤسسات رعاية الأحداث وذلك عن طريق توفير سبل الرعاية لهم وأن يعاملوا على أساس أنهم أطفال ضنت عليهم الحياة بسبل الراحة والأمان وليسوا مجرمين بالفطرة لابد أن يقدم لهم أساتذة الطب النفسى والأخصائيون النفسيون والاجتماعيون الإرشاد والتوجيه والرعاية ولابد أن ننظم لهم الندوات والمحاضرات حتى يلتقى هؤلاء الصغار مع رجال الدين ويغرسون فى نفوسهم المثل والقيم الدينية والأخلاقية العليا.

وكذلك توفير رحلات ترفيهية وتثقيفية على مستوى عال وأن تقدم وزارة التربية والتعليم العون الكافى لكى يستكمل الأطفال الجانحون دراستهم وكى يتعلموا مهناً عملية كالنجارة والسباكة وأعمال الدهانات وغيرها. 

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button