العلاج النبوي المعروف.. "الكمأة".. الغرب يعيد اكتشافها باسم "عيش الغراب"
أكد علماء
النبات فى العالم أن فطر "عيش الغراب" يتماثل تماماً مع
"الكمأة" التى وردت فى الطب النبوى والتى اكتشفها العرب واستخدموها فى
غذائهم وعلاجهم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة.. وأثبتت الدراسات الحديثة أن
الكمأة غذاء كامل وعلاج ناجح لكثير من الأمراض.
وترفع الغرب
على أن يتعامل مع "الكمأة" باسمها وزرعوا هذا الفطر فى بيئتهم بعد أبحاث
ودراسات جهيدة وأطلقوا عليه "عيش الغراب" أو"المشروم" وما هو
إلا الكمأة التى أوصى بها الطب النبوي.
وعيش الغراب
هذا يتهافت عليه العالم بأسره ليكون عامل مشترك فى معظم وجبات الطعام العالمية
ينتشر في الصحراء العربية ولا يحتاج إلا لمستثمرين يجمعونه ويتاجرون فيه تجارة
رابحة بإذن الله
.
فلولا إهمال
العرب لهذا الفطر الذى ينمو فى الصحراء لظل السبق العلمي لهم، ومن ناحية أخرى
لأصبحت "الكمأة" تجارة رابحة تدر دخلاً كبيراً فى الاقتصاد العربي.. لكن
تكاسل العرب واستسهلوا كالعادة التعامل مع البديل الأوربي وهو "عيش
الغراب" الذى يتماثل تماماً فى شكله وقيمته وتركيبته وفوائده مع الكمأة.. أو
بالأحرى هو "الكمأة الأوربي".
العلم الحديث أثبت تماثل كامل بين "الكمأة العربية"
و"عيش الغراب الأوربي"
إلا أن الكمأة
تتفوق فى غناها بالأحماض الأمينية والبروتين النباتى، ويشبه طعمها لحم الضأني وهى
سهلة الهضم وغنية أيضاً بفيتامين (ج) والمعادن كما توجد نسبة قليلة من الدهون لكن
ليست على صورة كولسترول.
وذكرت الدراسات
أن العرب كانوا يتناولون الكمأة طازجة ويجففونها على الرمال الساخنة تحت حرارة
الشمس.. وتعتبر كمأة الصحراء "الترفاس" أطيب مذاق وأشهى طعماً من الكمأة
الأوربية –كمأة الغابات- إلا أن معرفة أماكن وجودها فى بلادنا العربية وجمعها لم
يأخذ حظه من الدراسة الاقتصادية الجادة والتخطيط الفعال.
وهو
يؤكد الشق الثانى من الحديث النبوى بأن ماءها شفاء للعين ويمثل جانباً آخر من
الإعجاز العلمى بحديث الكمأة. بذلك يكتمل الإعجاز العلمى بالحديث النبوى كله بشقيه
سوأ الخاص باستعمالها كمادة غذائية دون مجهود أو استخدام مائها دواء للعين.
فى كتاب سنن
إبن ماجة –الجزء الثالث "1998"، باب الكمأة والعجوة، صفحة 219، وردت
الأحاديث النبوية التالية عن الكمأة:
1. حدثنا
محمد بن عبد الله ابن نمير، حدثنا أسباط بن محمد، حدثنا الأعمش عن جعفر ابن أياس
عن شهر بن حوشب عن أبى سعيد وجابر، قالا: قال رسول الله: الكمأة من المنّ وماؤها
شفاء للعين، والعجوة من الجنة وهى شفاء من الجنة "بكسر الجيم".
2. حدثنا
على بن ميمون ومحمد بن عبد الله الرقيان قالا: حدثنا سعيد بن مسلمة بن هشام عن
الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى عن النبى صلى الله عليه
وسلم مثله.
3. حدثنا
محمد بن الصباح، أنبأنا سفيان بن عيينة عن عبد الملك بن عمير سمع عمرو بن حريث
يقول: سمعت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل يحدّث عن النبى: أن الكمأة من المن الذى
أنزل الله على بنى إسرائيل وماؤها شفاء العين.
4. حدثنا
محمد بن بشار، حدثنا أبو عبد الصمد، حدثنا مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبى
هريرة قال: كنا نتحدث عند رسول الله فذكرنا الكمأة فقالوا: هو جدرى الأرض، فنمى
الحديث إلى رسول الله فقال: الكمأة من المن والعجوة من الجنة وهى شفاء من السم.
5. فى
كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية "1988" وفى القسم الثانى فى ذكر شئ
من الأدوية والأغذية المفردة وتحت الفصل الخاص بالكمأة، جاء الحديث الشريف التالي:
ثبت عن النبي أنه قال: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين، أخرجاه فى الصحيحين.
تعتبر "الكمأة" من الإعجاز العلمي في السنة الشريفة
والغرب يتباهى باكتشاف "عيش
الغراب" حديثاً
نشرح فى
الفقرات التالية حديث رسول الله: الكمأة من المن وماؤها شفاء للعين، مسترشدين
بكتاب الطب النبوى الذى سبقت الإشارة إليه، فى الكتاب المذكور: الكمأة تكون فى
الأرض من غير أن تزرع وسميت كمأة لإستتارها. ومنه كمأ الشهادة: إذا سترها وأخفاها
والكمأة مختفية تحت الأرض لا ورق لها ولا ساق ومادتها من جوهر أراضى بخارى محتقن
فى الأرض نحو سطحها: يحتقن ببرد الشتاء وتنميه أمطار الربيع فيتولد ويندفع نحو سطح
الأرض متجسداً، ولذلك يقال لها: جدرى الأرض، تشبيها بالجدرى فى صورته ومادته، لأن
مادته رطوبة دموية تندفع عند سن الترعرع فى الغالب وفى ابتداء استيلاء الحرارة
ونماء القوة، وهى مما يوجد فى الربيع، ويؤكل نيئاً ومطبوخاً، وتسميها العرب: نبات
الرعد لأنها تكثر بكثرته وتنفطر عنها الأرض، وهى من أطعمة أهل البوادي وتكثر بأرض
العرب، وأجودها ما كانت أرضها رملية قليلة الماء، وهى أصناف منها صنف قتّال يضرب
لونه إلى الحمرة يحدث لأجله الاختناق.
وهى "أى
الكمأة" باردة رطبة فى الدرجة الثالثة رديئة للمعدة بطيئة الهضم، وإذا أدمنت
أورثت القولنج والسكتة والفالج ووجع المعدة وعسر البول، والرطبة اقل ضرراً من
اليابسة ومن أكلها فليدفنها في الطين الرطب ويسلقها بالماء والملح والزعتر ويأكلها
بالزيت والتوابل الحارة. لأن جوهرها ارضى غليظ وغذاءها رديء، لكن فيها جوهر مائي
لطيف يدل على خفتها، والاكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار، وقد اعترف
فضلاء الأطباء بأن ماءها يجلوا العين.
وقوله عليه
الصلاة والسلام: "والكمأة من المن" أي أنه شبّه الكمأة بالمن "يأتى
شرحها" المنزل من السماء، لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا زرع بذر ولا
سقى، وقوله عليه الصلاة والسلام فى الكمأة: "وماؤها شفاء للعين"، فيه
ثلاثة أقوال، أحدها: أن ماءها يخلط فى الأدوية التى يعالج بها العين لإنه يستعمل
وحده، ذكره أبو عبيد.
الثانى: أنه
يستعمل بحتاً بعد شيها واستقطار مائها: لأن النار تلطفه وتنضجه وتذيب فضلاته
ورطوبته المؤذية ويبقى النافع. الثالث: أن المراد بمائها الماء الذى يحدث به من
المطر، وهو أول قطر ينزل إلى الأرض، فتكون الإضافة إضافة إقتران لا إضافة جزء ذكره
إبن الجوزى وهو أبعد الوجوه وأضعفها.
وقيل إن استعمل
ماؤها لتبريد ما فى العين فماؤها مجرد شفاء وإن كان لغير ذلك فمركب مع غيره، وقال
الغافقى: ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين، إذا عجن به الأثمد واكتحل به، ويقوي
أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدة ويدفع عنها نزول النوازل.
الدراسات العلمية أثبت ما جاءت به السنة الشريفة
فيما يخص الكمأة باعتبارها غذاء ودواء
فيما يلى وصف
فطر الكمأة كما جاء بكتاب "تذكرة أولى الألباب والجامع للعجب العجاب" من
تأليف الشيخ الطبيب داود الضرير الأنطاكى (1926) المتوفى سنة 1008هـ / 1600م. يقول
الكتاب: كمأة: تسمى منتر الأرض، تكثر فى سنة المطر والرعد، تنتأ من الأرض بلا ورق
ولا زهر بل قطع كالقلقاس، وأنواعها كثيرة باعتبارها الاسم، منها الفطر والمأكول
منها الصغير الكائن فى الرمل والقفار وغيره رديء خصوصاً ما كان قريب الزيتون أو
أسود فإنه سم وقته وهى باردة رطبة فى الثانية، تغذى وتملأ القروح وتزيل الذرب
والانزلاق، وماؤها يجلو البياض كحلا، وهى تولد القولنج والسدد والسدر (الدوار يعرض
لراكب البحر) وربما أوقعت فى الجنون أو ضعف البصر أو القتل، ويصلحها التغليف
والسلق بنحو الشبت والكمون والزيت، ويقطع سميتها السكنجبين ( شراب مركب من حامض
وحلو) بذرق الدجاج والقئ باللبن: نلفت النظر على وجه الخصوص فى كلام الأنطاكى عن
الكمأة: "وماؤها يجلو البياض كحلاً" أي يجلو بياض العين عن طريق
الاكتحال، ولا ينقص من هذا قوله: "وربما أوقعت فى الجنون أو ضعف البصر"
فهذا يرجع غالباً إلى بعض أنواعها الضارة التى يجب أن يتجنبها الإنسان أصلاً.
حديث رسول الله
يقول: الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، المنّ بمعاجم اللغة "المعجم الوسيط
–الجزء الثانى، 1973": مادة راتنجية صمغية حلوة تفرزها بعض الأشجار كالأثل،
والمن كذلك طل ينزل من السماء على شجر أو حجر ينعقد ويجف جفاف الصمغ وهو حلو يؤكل
أى أنه شبّه فطر الكمأة بالمن المنزل من السماء لأنه يجمع من غير تعب ولا كلفة ولا
زرع بذر ولا سقى، وقد يكون المقصود أن الكمأة تنبت وتظهر وتتكون بفعل ماء السماء
مثلها فى ذلك مثل مادة المن الصمغية حلوة المذاق، وفى كلتا الحالتين لا يوجد جهد
زرع أو تعب من جانب الإنسان، وهذا يمثل الجانب الأول من الإعجاز العلمى بالحديث
النبوى. والكمأة تؤكل نيئة "مثل المن" ومطبوخة، وهى من أطعمة أهل
البوادى، أى أن الكمأة طعام ورزق من الله تعالى خالصاً للإنسان دون جهد منه، وهذا
حادث بالفعل لأنها من طعام أعراب الصحراء.أما الشق الثانى من الحديث: "وماؤها
شفاء للعين" ففيه عديد من الأقوال، يقول كتاب الطب النبوى (سبقت الإشارة
إليه): والإكتحال بها نافع من ظلمة البصر والرمد الحار، وقد إعترف فضلاء الأطباء
بأن ماؤها يجلو العين، وممن ذكره (المسيحى) و(صاحب القانون) وغيرهما، وقال
الغافقى: ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين: ويقول الأنطاكى بكتاب التذكرة: وماؤها
يجلو البياض "أى بياض العين" كحلاً. هذا ما قاله الأطباء القدامى بخصوص
ماء أو عصارة الكمأة.
من المعروف أن
الفطر ومنه عيش الغراب يحتوى على مواد كيميائية تذيب الجلطات، وهذا يسرى على نبات
الكمأة الذى هو بالضرورة أحد أنواع الفطر، من هنا فإن ماء الكمأة أو عصارتها يحتوى
أيضاً على نفس المركبات الكيميائية وبناءً عليه فإن إضافة ماء الكمأة إلى العين
يساعد فى إذابة ما بها من جلطات مهما كانت صغيرة، ويزيل كذلك ما بها من تجمعات
دموية وإحتقان للدم وما يترتب عليه من إلتهابات، وقد يكون هذا أحد مظاهر شفاء
أمراض العين بماء الكمأة والمطلوب أن يدخل ماء الكمأة إلى المعامل الحديثة لإجراء
التجارب الطبية عليه كقطرة للعين، وقد تقودنا هذه التجارب إلى إكتشاف مهم لعلاج
أمراض العين.
الكمأة فطر ينمو فى الصحراء..
وعيش الغراب فطر ينمو فى بيئة مصنعة
أما "عيش
الغراب" البديل الأوربى للكمأة فهو يتماثل تماماً معها.. إذ تحتوى ثمار عيش
الغراب على حوالى 90% من وزنها ماء و10% مواد صلبة، وكذلك ترتفع نسبة البروتين،
ويساعد على بناء الأجسام المضادة والهرمونات.. ويتميز بروتين عيش الغراب تماماً
كالكمأة –وهذا ما أكده العلماء- بأنه من أنواع البروتينات الكاملة أى التى تحتوى
على جميع الأحماض الأمينية الأساسية للجسم، أما الدهون فيه فلا تشكل أكثر من 1%
وهى عبارة عن أحماض دهنية غير مشبعة، ولا تشكل خطورة على صحة الإنسان، ولذلك يعتبر
"عيش الغراب" من الأغذية المخفضة للطاقة التى يهتم بها عشاق الرشاقة،
والمهتمين بإتباع أنظمة غذائية مثالية.
وقد اكتشفوا
أخيراً أن فطريات عيش الغراب تكون مواد مضادة لتكوين الأورام، واكتشف فى بعضها
النشاط المضاد للكوليسترول، وبعضها يعمل على تثبيط نمو الخلايا السرطانية، مما جعل
بعض دول شرق آسيا تعتبر فطر "عيش الغراب" غذاء ودواء فى وقت واحد.
وقال العلماء
أن أنواع فطريات عيش الغراب الصحراوية ويقصدون "الكمأة" ذات تأثيرات
علاجية لبعض الأمراض الخطيرة للإنسان.
والسؤال
أخيراً:.. لماذا لا يتم توجيه شبابنا إلى البحث عن الكمأة وإعادتها إلى الحياة
والاتجار فيها وسوف تمثل تجارة رابحة إذا أقيمت لها مشروعات صغيرة لحل مشكلة
البطالة عند الشباب العربي المسلم.