وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية


"الأخطبوط".. الأساطير القديمة اعتبرته من الكائنات الشيطانية



"الأخطبوط".. الأساطير القديمة اعتبرته من الكائنات الشيطانية



يعد الإخطبوط من أقدم الحيوانات تواجد على وجه الأرض.. فقد ظهرت أسلافه الأولى، منذ أكثر من خمسمائة مليون سنة.. أي قبل ظهور الثدييات بل وحتى قبل ظهور الأسماك بفترة طويلة.

ويعتقد الباحثون أن الجد الأول للأخطبوط كان حيواناً رخوا، له صدفة خارجية، وكان قريب الشبه من حيوان النوتي المعاصر .
ومع التغيرات البيئية على مر العصور، وظهور كائنات جديدة كالثدييات والأسماك، زادت حاجة الأخطبوط للسرعة والحماية.. وحدثت بعض التغيرات فى جسمه جعلته قادراً على الحركة السريعة ومنحته ليونة فى الجسم ومرونة فى الحركة، وضاعفت من مهارته فى صيد الطعام.

يوم التزاوج نهاية المطاف للذكر.. وتموت الأنثى بمجرد أن يفقس البيض



يتكون جسم الأخطبوط من رأس كبير، وثماني أذرع عضلية طويلة.. ولهذا يطلق على مجموعة الحيوانات الرخوة التي ينتمى إليها، رتبة " الرأسقدميات ".. أى الحيوانات التى تتكون من رأس وأرجل.. وبالإضافة للأخطبوط، تضم هذه الرتبة أيضاً حيوانات "الحبار" و"السيبيا" وحيوان "النوتي" أو الملاح.وقد تعرف الإنسان حتى الآن على نحو مائتين وخمسين نوعاً من الأخطبوط تم اكتشاف معظمها فى خلال القرن العشرين.. فأكثرها يعيش فى أعماق المحيطات، مما يتطلب أدوات خاصة، للوصول إليها فى مواطنها. 

والأخطبوط كائن بحري، لا يعيش إلا فى المياه المالحة، ويموت إذا نقل للمياه العذبة.

ورأس الأخطبوط يشتمل على جميع أعضاء الجسم وأجهزته.. ويحتويها جميعاً كيس جلدى كبير يحيط بجسم الأخطبوط ويعرف بإسم المعطف.. وفى نهاية المعطف تمتد الأذرع الثمانية من محيطه الدائرى.

وعلى كل من الأذرع، يوجد صفان من الممصات الصغيرة، ويصل عددها إلى مائتين وخمسين ممصاً على الذراع الواحدة.. والممص جزء دائرى مجوف له قوة شفط شديدة.. ويعتمد الأخطبوط على الأذرع فى كل شئون حياته، مثل الصيد والحركة والتزاوج وغير ذلك.

يمتاز الأخطبوط أيضاً بعينين كبيرتين، تقعان على جانبى الرأس.. أما الفم فيقع فى الوسط بين منشأ الأذرع، وبه فكان قويان، يشبهان منقار الطائر.
ولسان الإخطبوط حاد مسنن، ويستخدمه عند ضخ السم فى جسم الفريسة، حتى يشلها قبل أكلها.. فهو حيوان سام وإن كان تأثير السم يختلف من نوع لآخر.

معظم أنواع الأخطبوط ذات أحجام صغيرة، لا تزيد عن بضعة سنتيمترات.. إلا أن هناك أنواعاً أخرى، تمتاز بأحجامها الكبيرة، كما توجد أنواع متوسطة الحجم.

وأكبر أنواع الأخطبوط هو الأخطبوط العملاق، الذى يعيش فى المحيط الهادى.. يصل طوله إلى تسعة أمتار وستين سنتيمتر، ويزن حوالى مائتين وسبعين كيلو جرام.. أما أصغر أنواع الأخطبوط، فيعيش على شواطئ كاليفورنيا، ولا يزيد طوله عن ستة سنتيمترات.

كما توجد بعض الأنواع ذات الحجم المتوسط، ويصل طولها إلى حوالي متر واحد.. مثل أخطبوط الأعماق، الذى يعيش فى المحيط الأطلسي والأخطبوط الشائع، الذى يعيش فى معظم البحار والمحيطات.


الدراسات أثبتت أنه أكثر الرخويات قابلية للتعلم وأكثر قدره علي حل مشكلاته


للأخطبوط نوعان من الحركة، يختلفان تماماً فى الهدف والأسلوب وكذلك فى سرعته عندما يتحرك.النوع الأول: وهى الحركة البطيئة عند السير أو الزحف أو الطفو، ويعتمد على أذرعه الطويلة فى القيام بهذه الحركات فهو يزحف بها على الصخور أو على رمال القاع، أو يطفو بها فى الماء، ويكون شبيها بالمظلة حين يطفو وغالباً ما يعتمد على هذه الحركة البطيئة حين يخرج لصيد الغذاء.

النوع الثاني : من الحركة: الحركة السريعة حيث يمتص الحيوان كمية كبيرة من الماء فى داخل المعطف ثم يطلق الماء بقوة من فتحة صغيرة تشبه القمع، مما يعطى للجسم قوة دفع كبيرة.. فيتحرك الحيوان بسرعة هائلة فى الاتجاه المقابل، كأنه يسير بجهاز نفاث وغالباً ما يلجأ الأخطبوط لهذا الأسلوب فى الحركة، عندما يعمد إلى الهرب من الأعداء.

بلا هيكل

 الإخطبوط كائن عجيب يختلف كل الاختلاف عن معظم الرخويات التى ينتمي إليها.. فهو لا يحمل فى جسمه أي جهاز هيكلي صلب.. وليست له صدفة تحميه مثل معظم الحيوانات الرخوة، كالمحار والقواقع.. فضلاً عن مرونة جسمه، مما يمكنه من الانضغاط لأحجام صغيرة، حتى أنه يستطيع الدخول فى حيز ضئيل، لا يزيد عن عشر حجمه الأصلي.

ويمتاز عن بقية الرخويات بعينيه المركبتين من عيني الإنسان إذ تحتوى العين على عدسة، تسقط المرئيات على الشبكية.. مما يعطى للأخطبوط قوة إبصار عالية، وقدرة على تحديد المرئيات عن بعد، مهما صغر حجمها.
وهذا البصر الحاد، يمكن الحيوان من الصيد فى ظلام الليل.. وعلى الرغم من حدة إبصار الأخطبوط، إلا أنه لا يستطيع أن يميز بين الألوان.

 دمه لونه أزرق.. وعنده ثلاثة قلوب


والعجيب أن حيوان الأخطبوط يحمل ثلاثة قلوب فى جسمه.. أحدها هو القلب الرئيسي، ويتكون من أذنين وبطين واحد.. والقلبان الآخران يعاونان القلب الرئيسي، فى ضخ الدم إلى الخياشيم، وإلى بقية أجزاء الجسم.ويتنفس الأخطبوط عن طريق الخياشيم كالأسماك.. حيث تسمح انقباضات المعطف، برفع الماء من الخياشيم وإليها، مما يساعدها على استخلاص الأكسجين من الماء ولكن الأخطبوط كائن أصم لا يسمع، فليست له أذنان ولا يحمل أي جهاز سمعي.

كما يمتاز الأخطبوط بدمائه الزرقاء، لاحتواء الماء التى تحمل الأكسجين على عنصر النحاس.. أما الدماء فى جسم الإنسان، فلونها أحمر لاحتوائها على مادة الهيموجلوبين، التي تشتمل على عنصر الحديد والإخطبوط بالغ الحساسية للمس، ويتعرف على أي لمسة غريبة، فى أي جزء من أجزاء جسمه.

كما أن حاسة التذوق عنده تتفوق ألف مرة على حاسة التذوق عند الإنسان.. فمستقبلات التذوق عنده، توجد على جميع أجزاء الجسم، ولا تقتصر على اللسان مثل الإنسان.

وللأخطبوط أيضاً عضو للشم، يقع تحت العين مباشرة، ويمكنه من التعرف على الروائح المختلفة.

التكاثر

يعتبر التزاوج هو نهاية المطاف بالنسبة للأخطبوط.. إذ يموت الذكر بعد تلقيح الإناث، كما تموت الأنثى بمجرد أن يفقس البيض.
والذكر فى العادة يلقح عدداً من الإناث لا يزيد عن ستة.. ثم يغوص إلى الأعماق حتى يموت فى هدوء.

وتضع الأنثى عدداً كبيراً من البيض المخصب، قد يصل فى خلال أسبوعين إلى نحو مائة وخمسين ألف بيضة وتقوم الأنثى بتثبيت البيض على الصخور فوق سقف العرين الذي يؤويها.. وهى تهتم بتنظيف البيض وتدفئته، وتجديد الماء من حوله، وحمايته من أي غريب متطفل، حتى يتم الفقس وتخرج الصغار.
الي
ومع كل هذا، تضيع نسبة كبيرة من هذا البيض فى بطون الأسماك الجائعة التى تغافل الأم وتسطو على بيضها.. وتتراوح فترة حضانة البيض عند الأنواع المختلفة، بين خمسين يوماً وسنة كاملة.

والعجيب أن الأنثى طوال فترة الحضانة تتوقف تماماً عن تناول الطعام حتى تتفرغ لرعاية البيض وفى أثناء ذلك تعتمد الأنثى فى غذائها على حرق الدهون المختزنة فى جسمها.. مما يضعفها فى نهاية الأمر، وتموت بمجرد أن يفقس البيض.

يتفوق الأخطبوط علي الحرباء التي يضرب بها المثل في التلون والخداع


يعتقد العلماء أن مخ الأخطبوط ذو تكوين معقد ويعتبرونه أرقى تركيباً من المخ عند بقية الرخويات التى ينتمي إليها.وقد أجريت دراسات عديدة على ذكاء الأخطبوط.. وثبت بالفعل أنه حيوان ذكى، وأنه يتفوق فى ذكائه على جميع الحيوانات الرخوة.. فهو أكثر قابلية للتعلم، وأكثر قدرة على حل المشاكل التى تواجهه.

فالأخطبوط يستطيع على سبيل المثال، أن يقوم برفع الغطاء عن إناء زجاجي، حتى يحصل على الطعام فى داخله.. وعندما يرغب فى أكل المحار، فإنه يستخدم قطعاً من الصخور كأوتاد يدسها بين مصراعي الصدفة، حتى يفتح المحارة ويأكل محتوياتها
وقد كان العلماء فى الماضي يعتقدون أن الأخطبوط قليل الحيلة ضعيف البنية، لخلو جسمه من الجهاز الدعامى أو الهيكلى ثم إكتشفوا مع تقدم العلم، تعدد الوسائل التى تحميه من الأعداء.

فهو يستطيع فى لحظات خاطفة أن يغير لون الجلد وملمسه، كما تغير مواضع الأذرع.
وبهذه الطريقة، يقلد الأخطبوط عدداً كبيراً من الحيوانات البحرية، مثل ثعبان البحر ونجمة البحر وقنديل البحر وأنواع مختلفة من الأسماك.

ويعتقد الخبراء أن الأخطبوط يتشبه بتلك الحيوانات، لأنه يراها أقل تعرضاً للهجوم والعدوان.

وربما يهدف بهذه الحيلة، إلى أن يبث الرعب فى قلوب الأعداء، عندما يفاجئها بتغيير شكله بسرعة فائقة.

ويعد إطلاق الحبر فى أوقات الخطر من وسائل الدفاع عند الأخطبوط.. فهو فى معظم الأنواع يحمل كيساً عضلياً، يحتوى علالدمى مادة داكنة اللون كالحبر ويطلقها فى الماء، عندما يهاجمه عدو.

وتعمل هذه المادة الداكنة، على تشتيت الرؤية للعدو المهاجم، وإخفاء الأخطبوط حتى تسنح له فرصة للهروب.. وفى نفس الوقت، تؤثر هذه المادة الداكنة على حاسة الشم عند العدو، فلا يستطيع أن يتعقب الإخطبوط.

الإضاءة البيولوجية من أهم وسائله الدفاعية ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍


كما تعتبر الإضاءة البيولوجية أيضاً من وسائل الدفاع عند الأخطبوط.. فبعض الأنواع وخصوصاً تلك التى تعيش عند القاع فى الظلام الدامس، تمتاز بقدرتها على الإضاءة الذاتية.

وهذه الإضاءة المفاجئة، تبهر العدو، وتغشى على بصره، مما يساعد الأخطبوط على الهرب السريع قبل أن يسترجع العدو قدرته على الإدراك.

هجومه علي الإنسان

الإخطبوط حيوان مسالم، ونادراً ما يهاجم الإنسان.. بل أنه يحاول الاختفاء ويبتعد سريعاً حين يرى الإنسان، لاعتقاده بأنه عدو يخشى بأسه.

إلا أن الأخطبوط في بعض الأحيان، قد يهاجم الإنسان دفاعاً عن نفسه، أو لأسباب أخرى غامضةـ وقد نشرت وكالات الأنباء عدة حوادث، هاجم فيها الأخطبوط العملاق، قوارب فيها بشر، وقلبها فى الماء.

وعلى الرغم من تأكيد الناجين فى معظم الحوادث على أن الأخطبوط قد هاجمهم، إلا أن أكثر العلماء يشككون فى هذه التقارير.

فهم يرون أنه ما من سبب يدفع الأخطبوط العملاق للصعود إلى سطح الماء، حتى يقلب القارب، ثم يغوص مرة أخرى فالأخطبوط أصم لا يسمع ولا يثيره صوت الموتور.. كما أنه يتغذى بالمحار والقشريات ولا يوجد فى القارب ما يصلح لغذائه فضلاً عن أنه يفضل البقاء عند القاع، وليس من عادته أن يطفو عند السطح، أو أن يتردد على المناطق الضحلة.

ويؤكد الباحثون أن هذا الأخطبوط العملاق، لم يحاول فى يوم من الأيام أن يؤذى أحداً من الغواصين الذين يهبطون إلى القاع.. وقد ذكر هؤلاء الغواصون أن الأخطبوط كان يسبح بجانبهم فى بعض الأحيان، كما كان يحاول الاختفاء عن الأنظار فى أحيان أخرى.

ومازالت هذه التقارير المتضاربة تحير العلماء والباحثين وتدفعهم إلى مضاعفة جهودهم للكشف عن أسرار هذا الأخطبوط العملاق الذى يعيش فى أعماق البحار.


للأخطبوط عدة فوائد بالنسبة للإنسان.. فهو يؤكل فى العديد من أقطار العالم حيث يعد من الأطعمة الشهية الغالية الثمن ويستخدم الصيادون فى صيده حراباً خاصة أو يستعينون بسلاسل حديدية ثقيلة تعلق بها شباك دقيقة الفتحات يمشطون بها قاع المحيط.وهناك أنواع من الأخطبوط تستخرج منها بعض العقاقير الطبية، مثل أخطبوط هاواي ومن هذه العقاقير ما يستخدم فى علاج أمراض الأذن أو فى حالات الحموضة وبعض الأمراض الجلدية.

وقد كان الإنسان فى الماضي القريب يستخدم فى الكتابة والرسم حبر الأخطبوط والحبار والسيبيا ولكنه يستعيض حالياً عن هذا بالحبر الصناعي.

أساطير قديمة

عرف القدماء الأخطبوط إلا أن معلوماتهم عنه كانت قليلة وقد أرتبط ذكره لديهم بالقوة الخارقة والحجم الهائل وكانت سيرته تقترن بمشاعر الخوف والفزع، لأنهم كانوا يعتبرونه من الكائنات الشيطانية.

كما عرفه البحارة والملاحون فى البلاد المطلة على البحار مثل اليونان فقد ذكره الفيلسوف اليوناني أرسطو وتحدث عنه البحارة فى أسبانيا والبرتغال واليابان وسجل الكتاب فى هذه الأقطار أوصافاً لشكله وصفاته الخارجية.

وقد ذُكر الأخطبوط في أساطير البحارة القدماء علي أنه وحش متعدد الأذرع , يستطيع اختطاف البحارة من فوق السفن , فلا يتمكن الآخرون من تخليصهم .

وذُكر في الأساطير أيضاً أنه لا يتأثر بقطع إحدى أذرعه , بل تنبت له غيرها في الحال .. وهكذا أضفت عليه الأساطير صورة شيطانية مفزعة ويعتقد الباحثون أن الكائن الضخم متعدد الأذرع الذى ذكر فى الأساطير هو الحبار على الأرجح إذ أنه يتفوق فى ضخامته وعدد أزرعه.. كما أنه يعيش غالباً بالقرب من سطح الماء.

كما يعتقدون أن مجرد ظهوره للبحارة، كان يسبب لهم الرعب الشديد وأنه لم يكن يهاجمهم فى الواقع، إلا إذا هاجموه أو حاولوا الاعتداء عليه ويعتقد الباحثون أيضاً، أن بعض الإضافات الخيالية قد لحقت بتلك الأساطير إذا أن ذراع الأخطبوط لا تنبت فى مكانها على الفور وإنما بعد بضعة أشهر.


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button