مجتمع بوست | "التسويق الإلكتروني".. كوسيلة ريادية
التسويق عبر الإنترنت يضمن رواج المشروع الريادي عالميا.. حيث أصبح العالم الآن مثل "سوق في قرية صغيرة"
والتسويق، بصفة عامة، كما يعرّفه الخبراء، هو "فن تحديد حاجات ورغبات العملاء, وإرضاء هذه الحاجات أو الرغبات عن طريق منتج أو خدمة يتم تقديمها أو بيعها لهم، ومن ثم تحصيل منفعة أو ربح مقابل إشباع هذه الحاجات والرغبات". أما التسويق الإلكتروني، فهو "تعامل تجاري قائم على تفاعل أطراف التبادل إلكترونياً بدلا من الاتصال المادي المباشر". وهو، بتعبير آخر، عملية استخدام شبكة الإنترنت والتكنولوجيا الرقمية لتحقيق الأهداف التسويقية للشركات والمشاريع.
التسويق الالكتروني.. لماذا؟
ثمة من يرى أن التسويق الإلكتروني هو الاستفادة من الخبرة والخبراء في مجال التسويق في تطوير استراتيجيات جديدة وناجحة وفورية، تمكن من تحقيق الأهداف والغايات الحالية بشكل أسرع من التسويق التقليدي, بالإضافة إلى توسع ونمو الأعمال بدرجة كبيرة في وقت قصير وباستثمار أقل لرأس المال.
ويعد هذا النوع المستحدث من التسويق أحد أهم آليات الإدارة الذكية، نظراً للدور الكبير الذي يلعبه في كافة العمليات والسياسات والخطط التي تسعى الشركات من خلالها تحقيق أهدافها، لذلك تتزايد أهمية هذا المفهوم في الوقت الحاضر، باعتباره أحد أهم الجوانب التي تعتمد عليها الشركة في مواجهة المنافسة العالمية الشرسة.
أسباب نجاح التسويق الالكتروني
نجاح التسويق الإلكتروني يتطلب إتاحة المنتج أو الخدمة التي تقدمها مؤسستك لأكبر قدر من مرتادي الإنترنت
وقد ازداد اتجاه مؤسسات الأعمال الريادية والتقليدية، على حد سواء، بصورة كبيرة نحو التسويق الإلكتروني باعتباره من أهم أساليب دعم المشاريع الريادية في عصرنا الراهن، بل الأسلوب التسويقي الأهم على الإطلاق، وذلك للأسباب التالية:
- اتساع رقعة العملاء والزبائن نتيجة إمكانية الدخول اللحظي والدائم إلى موقع المؤسسة أو الشركة، الذي يظل مفتوحا دائما على مدار 24 ساعة يوميا، ويمكن الدخول إليه من قبل العميل المحلي أو الدولي أيضاً, فالتسويق الإلكتروني متاح للجميع وعلى مدار الساعة وطوال السنة.
- انسيابية وسهولة التعامل بين البائع والمشتري من خلال قنوات الاتصال المستحدثة. وتستخدم العديد من الشركات في هذه السياق وسائل الاتصال المختلفة للتواصل مع عملائها القائمين "الفعليين" و"المحتملين" و"المرتقبين"، وتعد الشبكة العنكبوتية من أهم الوسائل الرائدة والمفيدة، لضمان عملية إرساء وبناء علاقات متينة مع هؤلاء العملاء.
- المنتج الإلكتروني هو المنتج الذي يمكن تبادله بشكل آلي تماما, وبالتالي فهو لا يحتاج إلى توزيع مادي, إذ يمكن إتمام عملية البيع والشراء بالكامل من المنزل أو الشركة, ويتم التداول عبر شبكة المعلومات دون تأثير يذكر للحدود الجغرافية، ومثال ذلك شراء برنامج جاهز من شركة "ميكروسوفت" العالمية ومقرها الأصلي في الولايات المتحدة، وتحميله مباشرة على جهاز الكمبيوتر الخاص بالعميل، دون أن تلعب الحدود أي دور في ذلك.
- الحد من الأعمال الورقية في المؤسسات الريادية، ما يساهم في تقليل وقت إتمام المعاملات من خلال اختصار خطوات عملية التسويق.
- ولوج المشروع الريادي بسهولة ويسر إلى أسواق جديدة، وتوفر إمكانية دخوله جميع الأسواق العالمية والتعرف على منتجاتها وعروضها, حيث أصبح العالم مثل سوق في قرية صغيرة, ومن ثم يسهم ذلك في الوصول إلى العملاء في أي وقت, ودون أية قيود.
- زيادة القدرة على جمع معلومات تفصيلية عن العملاء اعتمادا على الاستقصاء والتقييم الإلكتروني، الأمر الذي يساهم في تحسين وتطوير تحليل السوق, فثمة عدد كبير من مستخدمي شبكة المعلومات يمكن الحصول على بياناتهم، لاستخدامها في عملية توجيه المنتجات والأسعار وطرق التسليم التي تتناسب مع جمهورها المحتمل، ووضع خطة للعمل وفق مبادئ معينة والسير على أساسها.
- توفير وسيلة تسويق ريادية وسريعة ومتميزة للمستهلك, إذ أن مستهلكي اليوم غالبا ما يحتاجون إلى معلومات مفصلة عن السلع التي يرغبون في شرائها، ما يشجعهم على اتخاذ القرار الصحيح، واختيار ما يناسبهم عن وعي وثقة.
- توفير الكتالوجات والصور والفيديوهات للمنتجات أو السلع المراد تسويقها عبر الموقع الإلكتروني، بدون أي تكاليف إضافية، مثل الكلفة التي تتحملها الشركات لإرسال الكتالوجات إلى المستهلكين بالبريد العادي، أو القيام بحملات تسويقية في التجمعات والأندية وما إلى ذلك، مما يكبد رائد الأعمال تكاليف باهظة.
- يسمح التسويق الإلكتروني بالتفاعل بين رائد الأعمال والمستهلك، ويوفر له فرصة الحصول على تغذية مرتدة من العملاء حول المنتج، من أجل العمل على تحسينه أو إحداث إضافات فيه بناء على رغبة العملاء، وهو أمر بالغ الأهمية للمشاريع الريادية بكل تأكيد، ويتطلب خطوات كثيرة في حالة اللجوء إلى أشكال التسويق التقليدية.
- إمكانية تحقيق أكبر استفادة ممكنة من أهل الخبرة والتخصص في مجال النشاط، حيث يتيح التسويق الإلكتروني إمكانية التواصل الفعال معهم، والتعرف إلى ما يسدونه من نصائح، وما يقدمونه من خبرات للشخص الريادي.
على المؤسسة الريادية بناء جسور من الثقة والمصداقية بينها وبين العملاء في هذا العالم الافتراضي
جسور من الثقة والمصداقية
تجدر الإشارة، أخيرا، إلى أن نجاح عملية التسويق الإلكتروني يتطلب التأكد من إتاحة المنتج أو الخدمة التي تقدمها مؤسستك لأكبر قدر من مرتادي شبكة الإنترنت, وخصوصا في أوساط رواد مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت الشغل الشاغل للملايين من البشر، والعمل على تأسيس موقع إلكتروني للشركة أو المصنع أو المتجر يخدم المنتج أو الخدمة، بحيث يكون مزودا بمعلومات كافية وذا شكل جمالي جذاب, فضلاً عن وضع خطة تسويقية متكاملة لتغطية الآليات المختلفة لعملية التسويق إلكترونيا.
وعلى المؤسسة الريادية بناء جسور من الثقة والمصداقية بينها وبين العملاء في هذا العالم الافتراضي، وهى مرحلة قد تأخذ بعض الوقت, ولكنها في غاية الأهمية، ذلك أن العميل لم يسبق له رؤية المسوق أو رائد الأعمال نفسه عيانا، وربما كان بينه وبين صاحب الخدمة أو المنتج بلادا وبحارا, ومن هنا تأتى أهمية بناء جسور الثقة والمصداقية يوما بعد يوم.
وإذا كنت كـ"مسوق إلكتروني" بحاجة لإنجاز أعمالك التسويقية أو الاستجابة لمتطلبات السوق من عرض وطلب، فأنت تحتاج إلى تعديل رسالتك الإعلانية والترويجية والدعائية أولا بأول، حتى تظل منافساً قوياً في عالم الأعمال, فهذا ما يوفره التسويق الإلكتروني كوسيلة ريادية مبتكرة نظراً لتمتعه بالسرعة الفائقة التي يتم بها نقل المعلومات عبر الإنترنت.