أعلن نادي الزمالك مؤخرًا عن التعاقد مع البرتغالي فيتور بيريرا لتولي مهمة مدرب حراس المرمى في الجهاز الفني الجديد، خطوة أثارت اهتمام الجماهير والإعلام المصري خاصةً بعد تردد أن اسمه ارتبط سابقًا بأندية أوروبية وإقليمية متنوعة، ومن بينها تجربة في نادي مكابي تل أبيب موسم 2016/2017.
في هذا المقال سنعرض سيرة المدرب وخبراته العملية، الفوارق بين اشتهاره كمدرب عام وشخص آخر يحمل نفس الاسم، أبرز الملفات التي يمتلكها، وكيف يمكن أن يؤثر تواجده على حراس الزمالك في الفترة القادمة.
من هو فيتور بيريرا الذي تولى تدريب حراس الزمالك؟
الاسم "فيتور بيريرا" شائع نسبياً في عالم كرة القدم البرتغالي، لذلك من الضروري التمييز بين شخصين بارزين يحملان الاسم:
-
فيتور مانويل دي أوليفيرا لوبيز بيريرا (Vítor Manuel de Oliveira Lopes Pereira) — المولود عام 1968: مدرب فريق شهير تولى مناصب قيادية كمدير فني في أندية كبيرة على مستوى أوروبا وآسيا، ويشتهر بعمله كمدربٍ أول وليس كمدرب حراس. هذا الاسم مرتبط بشخصية مدرب رأسية مع تاريخ تدريبي طويل.
-
فيتور مانويل غوفيا بيريرا (Vítor Manuel Gouveia Pereira) — المولود عام 1972: حارس مرمى سابق انتقل بعد الاعتزال للعمل كمدرب لحراس المرمى، وله سجلات عمل كمساعد ومتخصص في تدريب الحراس، ومن ضمنها دور مسجل في موسم 2016/2017 داخل جهاز نادي مكابي تل أبيب الإسرائيلي. هذا هو الشخص الأرجح الذي يشغل منصب مدرب حراس الزمالك الجديد.
التمييز أعلاه مهم لأن الخلط بين الاثنين قد يخلق صورة مضللة عن المهام والصلاحيات المتوقعة من "مدرب حراس المرمى" في الزمالك — فالأول معروف بخبرته كمدير فني، والثاني متخصص في تدريب الحراس عملياً.
الخلفية المهنية والخبرات العملية
بداياته ومسيرته كحارس ثم مدرّب حراس
بحسب قواعد بيانات كرة القدم المختصة، فيتور (المولود 1972) بدأ مسيرته كمُحترف كلاعب حراسة ومن ثم اتجه إلى التدريب المتخصص بالحراس.
طريق المتخصصين في حراسة المرمى عادةً يمر بتدرّب عملي ضمن أكاديميات وأندية صغيرة ثم الانضمام إلى فرق كباقي أعضاء الجهاز الفني كمدرب حراس أو مساعد لأجهزة فنية أجنبية.
هذه الخبرة العملية تجعل لديه فهماً فنياً وتقنياً دقيقاً لمهارات المرمى (التمركز، ردود الفعل، إخراج الكرة، التواصل) وتطويرها وفق برامج بدنية وتقنية متخصصة.
تجربة مكابي تل أبيب (2016/2017)
تظهر سجلات المواسم أن فيتور بيريرا كان ضمن الطاقم التقني لمكابي تل أبيب خلال موسم 2016/2017، وقد أُشير إليه في قوائم الطواقم كمُدرب لحراس المرمى أو كجزء من الجهاز الفني المختص بالحراس في ذلك الموسم.
وجوده في نادي ذي مستوى قاري وإقليمي مثل مكابي يعكس تعرضه لمنظومة عمل احترافية واختلاطه بحراس على مستوى جيد، إضافةً إلى اطلاعٍ على أساليب تدريب مختلفة وفق ثقافة كرة القدم الإسرائيلية.
عمله السابق في مصر (إذا وُجد)
بعض التقارير العربية الحديثة تشير إلى أن بيريرا سبق أن عمل في مصر ضمن أجهزة فنية لأندية محلية (بعض المصادر ذكرت فاركو)، ما يعني أن لديه دراية ببيئة الكرة المصرية، متطلبات الجهاز الفني المحلي، والخصوصيات التي تتطلبها إدارة فرق في الدوري المصري. أي خبرة سابقة في مصر تُعد ميزة لانخراط أسرع وتواصل أسهل مع لاعبي الزمالك.
نقاط القوة المتوقعة لدى فيتور بيريرا كمدرب حراس
-
تخصّص تقني: كمدرب حراس سابق، من المرجح أن يركز على تحسين التقنيات الفردية لكل حارس (مقبض الكرة، التمركز، إنقاذ المواقف ثنائية القدمين)، إضافة إلى التأكيد على العمل الموقفّي من الكرات الثابتة والهجمات المرتدة.
-
برامج بدنية ووقائية: تدريب الحراس الحديث يتضمن برامج بدنية خاصة للسرعة الانفجارية والتحمّل، كما يتعامل مع الوقاية من الإصابات المرتبطة بالقفز والهبوط — وهي ملفات أساسية للحراس على مستوى الأندية الكبرى.
-
طرق تدريب حديثة: العمل في أندية خارجية يمنحه تعرّفاً على أساليب تدريب متقدمة (تكنولوجيا تحليل الأداء، فيديو تحليل الحلقات التدريبية، وأجهزة متابعة البدء السريع). هذا يتيح نقل مهارات متقدمة إلى حراس الزمالك.
-
الجانب النفسي: حارس المرمى يحتاج إلى قوة ذهنية كبيرة؛ ومن المدربين الجيدين من يملك أدوات دعم ثقة الحراس عبر تدريبات محاكاة الضغط والمواقف الحاسمة داخل التدريب الأسبوعي.
التحديات والفرص داخل بيت الزمالك
تحديات متوقعة
-
التكيف مع بيئة النادي: الزمالك نادٍ ذو ضغوط وإعلام شديد، والتعامل مع هذه الضغوط يتطلب قدرة على التواصل مع الجهاز الفني والإعلام والجمهور.
-
الحفاظ على التوازن بين الحراس: وجود أكثر من حارس صاحب خبرة وشهرة قد يخلق تحديات في توزيع دقائق اللعب وإدارة نفسية اللاعبين.
-
مواكبة برامج الجهاز الفني: التكامل بين مدرب الحراس والمدرب العام (والمدرب الفني للأندية) ضروري لضمان نظام لعب متكامل، خاصة إذا كانت فلسفة الفريق تعتمد على لعب الكرة من الخلف ومشاركة الحارس في بناء اللعب.
الفرص
-
رفع مستوى حراس الزمالك الحاليين: وجود مدرب خاض تجربة احترافية خارج مصر يفتح نافذة لإدخال تقنيات جديدة قد تُحسّن من مستوى التمرّد الدفاعي وانقاذ المواقف.
-
التطوير طويل المدى للحراس الشباب: يمكن لمدرب متخصص أن يبني منظومة تطوير للحراس في قطاع الناشئين ترتبط بخطة الفريق الأول. هذا يمنح الزمالك ميزة استدامة في مركز حراسة المرمى.
ماذا يتوقع الجمهور من فيتور بيريرا؟
الجماهير تُحب النتائج السريعة، لكن تطوير الحارس غالبًا ما يأخذ وقتًا. من المتوقع أن يركز بيريرا في البداية على:
-
تقييم أداء الحراس الحاليين وتحليل أوجه القوة والضعف عبر فيديو وحصص عملية.
-
تقديم خطة لتحسين الركائز التقنية والبدنية.
-
إشراك حارس احتياطي في تدريبات تكتيكية تحاكي مباريات الضغط العالي لتوسيع الخيارات أمام الجهاز الفني.
خاتمة
تعيين فيتور بيريرا كمدرب حراس مرمى بالزمالك يمثل خطوة استراتيجية تستهدف رفع مستوى منظومة الحراسات داخل الفريق عبر خبرة برتغالية اكتسبت جزءًا منها في أندية خارجية مثل مكابي تل أبيب موسم 2016/2017.
من المهم التمييز بين أشخاص يحملون الاسم نفسه لتجنّب الخلط الإعلامي، لكن الأهم الآن هو قدرة هذا المدرب على ترجمة خبرته إلى تطور عملي يُشاهد على أرض الملعب — سواء بتحسين نسب التصديات، الانضباط التكتيكي، أو بناء ثقة الحراس أمام المنافسين. الجمهور والمتابعون سيقيسون النجاح بالأداء والنتائج لكن أيضاً بتطور واضح في مؤشرات الأداء لحراس المرمى خلال الأسابيع والأشهر القادمة.

