وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

لليمن في قلوب المغاربة مكانة عالية، وللمغرب في عيون اليمنيين منزلة سامية، نظرات إعجاب وتقدير متقاطعة، ومشاعر احترام ومودة متبادلة بين الطرفين، من ثمراته هذا التواصل الثقافي الذي نجده في كثير من كتب الرحلات ، كما نلمسه في اهتمام المغاربة بكل ما له صلة باليمن السعيد، فشعراء اليمن في عيون المغاربة نبعُ الحِكمة، ونبتُ الشهامة العربية الأصيلة، وقد تجسّدَ هذا المعنى في كثير من أشعار أهل اليمن، ومن أبرزهم في العصر الحاضر، الشاعر الدكتور السفير عبد الولي الشميري، الذي تربطه بالمملكة المغربية صلات ثقافية ووجدانية عميقة، ويكنّ له المغاربة تقديراً عظيماً وإعجاباً واضحاً بشخصيته العلمية والإبداعية، وسوف نخصص هذه الدراسة، لرصد مجمل اهتمامات الباحثين والمثقفين المغاربة بهذه الشخصية العلمية الفذة، سواء بالكتابة عن منجزها العلمي والإبداعي، أو التعبير عن موقفهم من مبادراته وأعماله، لرصد المنجز وتقييمه، وبحث المأمول والمنتظر في اتجاه تعميق التواصل الثقافي بين اليمن والمغرب، كما سنعمل على تتبع مواقف هذه الشخصية وانطباعاتها حول المغرب والمغاربة، إذ لم يكن الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري إلا نموذجاً من مثقفي اليمن، الذين تربطهم بالمغرب علاقات وثيقة وروابط أدبية وعلمية متينة، وما يقال عنه، يصدق على كثير من أهل اليمن السعيد في تواصلهم الثقافي مع المغاربة.

التواصل الثقافي بين اليمن والمغرب .. السفير عبد الولي الشميري أنموذجاً


بصمة الشميري في الحياة اليمنية

حظيت شخصية الدكتور عبد الولي الشميري باهتمام كثير من الباحثين والعلماء والمفكرين والشعراء، داخل الوطن العربي وخارجه، ولقد كُتِبَ عنه العديد من الدراسات والبحوث، وكانت أعماله العلمية والإبداعية ومواقفه من القضايا العربية، موضوع عدد من الندوات العلمية والمؤتمرات والأيام الدراسية والملتقيات الشعرية، وكذلك موضوعاً لعدد من الرسائل الجامعية، والكتب النقدية الفردية والجماعية، نظرا لتأثيره الكبير في عدة مجالات، وحضور بصمته في كثير من مظاهر الحياة في اليمن وفي محيطه العربي والإسلامي والدولي، فقد كتب في التاريخ والشعر والثقافة والتراجم والسير، ومن مفاخره العلمية نستحضر موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه في عشرين مجلدا، وغيرها من المؤلفات الغزيرة، وتبعاً لهذه الأهمية التي طبعت أعمال الدكتور السفير عبد الولي الشميري، فقد حازت شخصيته إعجاب الكثير من المغاربة، وهو ما سنحاول رصده من خلال هذه الدراسة.


من سمات شخصية الدكتور عبد الولي الشميري


إن طبع اللين واللطف والرحمة والألفة والتواضع أهم انطباع يحصل للمرء وهو يلتقي مع الدكتور عبد الولي الشميري سواء من خلال السفر عبر القراءة في عوالم مؤلفاته المتنوعة، أو الإنصات إلى شعره في موقع اليوتيوب بصوته وأدائه المبهر، أو من خلال مطالعة درر حِكمه ومواقفه وآرائه التي يبثها في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها قوله: "لا يتواضع إلّا من كان واثقاً بنفسهِ ولا يتكبَّر إلا من كان عالماً بنقصهِ" ، وقوله: "الايتكيت هو آداب النفوس وليس في أشكال الموائد" ، وقوله أيضاً: "كونوا لطفاء، كل شيء ينقص إذا قسمناه على اثنين، إلا السعادة فإنها تزيد إذا تقاسمناها مع آخرين".

رهافة الحس ورقة الوجدان

وقد اتسمت شخصيته برهافة الإحساس ورقّة الوجدان، ولطف المعاملة وكرم الضيافة، والإحساس بآلام الفقراء والمتعبين، حيث لا يُخفي تأثّره بآلام الضُّعفاء، يقول: "القلوب المتعبات استودعت همّها قلبي فأدمت وجعه" ، ومعظم شعره في المناجاة والمدحة النبوية والحث على مكارم الأخلاق؛ من صبرٍ وتسامحٍ وحُسن ظنٍّ بالآخرين مهما أساؤوا، الشيء الذي يعني حضور نوع من التصوف في رؤية هذا العالم الجليل والأديب العربي الكبير، ولذلك أحبّه المغاربة دون تردّد، وتفاعلوا مع رؤيته الإبداعية وفكره الإنساني النبيل، ومعدنه النفيس، فأقبلوا على الإنصات لشعره وقراءة ما جادت به قريحته من معاني إنسانية كونية، وحِكم ودُرَر، تمثل عصارة تجربة طويلة في الفكر والإبداع جديرة بالتأمل والإصغاء، فقد عُرف بدعوته الدائمة للتسامح والسلام ونبذ الاختلاف والشقاق، والحرص على جمع الشمل ودرء آفة الفرقة، إلى جانب الغيرة على الأمة العربية، والدفاع عن سمعتها وتاريخها، ويَرى أنَّ الاختلاف في الموقف والرأي ينبغي أن لا يكون مُبرّراً للخصومة والعداوة، يقول: 

"احتفظوا قدر ما تستطيعون بالمودة بينكم، سيتصالح الساسة، وستروا أعداء اليوم أصدقاء الغد، هذه هي السياسة ومعاييرها الانتهازية، فلا تخسروا الصداقة من أجلها، فالسياسة ليست دينا ولا وطنا، والسّاسة ليسوا أنبياء ولا قديسين، فلا تمزقوا علاقاتكم الاجتماعية بسبب وجهة نظر متعصبة أو متحيزة لرأي متشنج سيصبح في المستقبل كلما تذكرته شعرت بالألم والوجع" ، وواضح أن التجربة الدبلوماسية للدكتور عبد الولي الشميري قد جعلته سياسيا محنكاً ومدركاً لخبايا الأمور، فهو ينطق عن تجربة، وعن عمق خبرة، ومن ذلك قوله: "علينا أن لا نغتر بالكلام ولا بالمظهر، فلا يوجد فرق بين لون الملح ولون السكر، ولكن ستعرف الفرق بعد أن تذوق التجربة! كذلك هم البشر".


الدكتور عبد الولي الشميري في المغرب


للدكتور عبد الولي الشميري مشاركات متعددة في المهرجانات الثقافية والأدبية، وحظي بأكثر من تكريم، في عدد من الدول العربية كمصر واليمن ولبنان والبحرين وفلسطين والجزائر والمغرب، ودول أجنبية مثل فرنسا والسويد وبريطانيا، غير أن تركيزنا في هذا المقال سينصب على ما له صلة بالمغرب، حيث يتعلق الأمر بمشاركات الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري في بعض الملتقيات والمهرجانات، وأيضا تكريمه والاحتفاء بمنجزه الأدبي.


1-خيمة الفكر والإبداع بمدينة فاس

للسفير الدكتور عبد الولي الشميري صلة قديمة بالمغرب، ترجع لأكثر من عقدين من الزمان، فقد شارك في خيمة الفكر والابداع الرابعة، بمدينة فاس، التي نظمتها جمعية فاس سايس للتنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، من 11 إلى 13 أكتوبر 2003م، بتنسيق الشاعرة الدكتورة لويزا بولبرس، تحت شعار: "اللغة والشعر: وفاء لروح الخليل بن أحمد الفراهيدي" ، إلى جانب مجموعة كبيرة من الشعراء والنقاد والباحثين الذين قدموا من عدة بلدان عربية وأجنبية، وقد ألقى الدكتور عبد الولي الشميري بعض قصائده الشعرية وشارك في المناقشات العلمية التي عرفتها هذه الخيمة العلمية الرمزية، بصفته رئيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون باليمن ورئيس منتدى المثقف العربي بالقاهرة، وذلك إلى جانب نخبة وازنة من الشعراء العرب، منهم عبد العزيز محيي الدين خوجة وعبد الله العثيمين وناصر بن مسفر الزهراني ووهيب شمس الدين من السعودية، وعبد العزيز البابطين من الكويت، وهارون هاشم الرشيد وعائشة الخواجا الرازم وواصف أبو منصور من فلسطين، وعبد الله الحارثي وسالم بن علي الكلباني وأحمد بن هلال العبري من سلطنة عمان، ومحمد علي الرباوي وحسن الأمراني وعبد الكريم الوزاني ولويزا بولبرس وأمينة المزيني ومحد التازي سعود ولطيفة لزرق وعبد السلام بوحجر من المغرب، فضلا عن أكاديميين وباحثين في الأدب والنقد.

التواصل الثقافي بين اليمن والمغرب .. السفير عبد الولي الشميري أنموذجاً


2-مهرجان الشعر العالمي بمدينة العيون الساقية الحمراء


شارك الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري في مهرجان الشعر العالمي الذي أقيم بمدينة العيون الساقية الحمراء، بالمغرب، أيام 4 و5 و6 نوفمبر 2016م، ومن تنظيم جهة العيون الساقية الحمراء بالتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وتمحور موضوع هذا المهرجان حول: "الشعرية الصوفية وآليات اشتغالها"، وهو مهرجان عالمي عرف حضوراً كبيراً لأهم الشخصيات الثقافية في العالم الإسلامي وأيضا مشاركة شعراء ومثقفين من دول أجنبية، منها: أمريكا والمكسيك وإسبانيا والبرتغال وفرنسا وإيطاليا وكولومبيا، وكوبا، والسنغال ونيجيريا، وإندونيسيا وتركيا، والأردن والكويت والإمارات وقطر والبحرين والسعودية والعراق وتونس ومصر واليمن وفلسطين وموريتانيا وعمان وغيرها .


حيث ألقى الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري في هذا المهرجان، بعض قصائده، ومنها قصيدة: متى أراك؟. وقد عبّر عن إعجابه بتنظيم هذا الملتقى وحُسن الاستقبال الذي خصَّهُ به "والي العيون السيد بو شعاب بحضيه، عند سلم الطائرة مع هيئة المؤتمر ومديرته الدكتورة لويزا بولبرس، ورئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس الدكتور عمر الصبحي" ، كما عبّر في كلمته التي ألقاها في مستهل تقديم قصيدته أمام المشاركين والنخبة المثقفة من أهل مدينة العيون وضيوفها، عن فرحه وسروره وامتنانه، قائلا "اسمحوا لي أن أتقدم بالشكر الجزيل والثناء الجميل للمغرب الحبيب أرضاً وإنساناً ومَلِكاً، ولمدينة العيون وللولاية والجهة ولكل مَنْ استقبلونا في هذه المدينة استقبالاً رائعاً حافلاً بالمشاعر الدافئة، حتى شعرتُ فعلاً أنهم هُمُ الذين ينطبق عليهم قول القائل: يا ضيفنا لو زرتنا، لوجدتنا نحن الضيوف وأنتَ ربُّ المنزِلِ" . 


وخلال هذا الملتقى تم الحديث عن الكتاب الذي أشرفت على تنسيقه وإعداده وطبعه وإخراجه الدكتورة لويزا بولبرس حول الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري.


3-الملتقى الوطني للثقافة بفاس


في هذا الملتقى الثقافي، بالعاصمة العلمية للمملكة المغربية، مدينة فاس، لم يكن الشاعر اليمني الدكتور عبد الولي الشميري مجرد ضيف فوق العادة، كما هي العادة عندما تُوجّه له دعوة الحضور والمشاركة في ندوات ومهرجانات ثقافية بالمملكة، بل كان حضوره أكثر عمقاً ورسوخاً، وذلك بإطلاق اسمه الكريم على الدورة العربية الأولى للملتقى الوطني للقصة القصيرة بفاس، في نسخته الرابعة عشر، وقد تضمنت أشغال الملتقى جلسات علمية حول المنجز الأدبي والإبداعي للمحتفى به الشاعر الدكتور السفير عبد الولي الشميري، وذلك يومي 22 و23 أكتوبر 2016م، من تنظيم جمعية الفنانين للثقافة والمسرح بفاس، وبدعم من وزارة الثقافة والجماعة الحضرية لمدينة فاس، وقد عرف مشاركة نخبة واسعة من النقاد والباحثين الجامعيين الرواد، منهم: حميد لحمداني، جمال بوطيب، رضوان الخياطي، عبد اﻹله قيدي، والإعلامي إدريس الواغيش، إلى جانب دكاترة آخرين، منهم ادريس الذهبي وعبد الوهاب الفيلالي وعبد الله بنصر العلوي وغيرهم من الباحثين المغاربة وطلاب الجامعة، إلى جانب ضيوف من اليمن ومصر، وعلى رأسهم الشاعر إسماعيل عقاب ، وقد سهر على تنظيم وإدارة هذا الملتقى السيد تحاف السرغيني أحد أبرز الوجوه الثقافية بمدينة فاس.

التواصل الثقافي بين اليمن والمغرب .. السفير عبد الولي الشميري أنموذجاً


وقد حضر الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري لتوزيع الجوائز والشهادات التقديرية على الفائزين في مسابقة القصة القصيرة، وتفضّل مشكوراً بطبع الأعمال الفائزة، وكان تواصله الثقافي في منتهى الجمال والبهاء كما تدل على ذلك وقائع التغطية الصحفية التي أنجزها محمد علوي، ونشرها بموقعه: علوي بريس، إلى جانب الصور التي أرّخت لهذا الحدث الثقافي البارز ونوعية الحضور والمشاركين والصدى الطيب الذي خلّفه حدث التكريم.


عبّر الدكتور عبد الولي الشميري عن سعادته بالتكريم الذي حظي به في مدينة فاس، وغيرها من مدن المملكة المغربية، سنة 2016م، وخاصة القراءات النقدية التي أنجزها نخبة من العلماء المغاربة، يقول الدكتور عبد الولي الشميري: "في المغرب العربي الحبيب كانت لي جولات ثقافية ومشاركات إبداعية خلال العشرين يوما الماضية من خواتيم أكتوبر ومطلع نوفمبر 2016م؛ فبعد حضور جامعة الشعر المغربية بالرباط وسلا، اتجهتُ الى مدينة فاس لحضور دورة الملتقى الوطني للقصة القصيرة دورة الأديب والشاعر اليمني الدكتور عبد الولي الشميري، الذي رعته جمعية الفنانين للثقافة والمسرح، التي يرأسها الإبداعي الكبير الدكتور تحاف السرغيني، وبحضور كبير؛ منهم نائب عمدة فاس والجماعة الحضرية الشاعر الدكتور حسن محب، وممثل وزير الثقافة الدكتور سعيد اللوفاني، وقد نلت ونالت دواويني شرف التناول والعرض النقدي في سبعة أبحاث قيمة من كبار أساتذة جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس وغيرهم من العلماء الأكاديميين كالدكتور عبد الله بنصر العلوي والدكتور عبد الوهاب الفيلالي والدكتورة لويزا بولبرس والدكتور إدريس الذهبي والدكتور محمد بطاني" .


كما لم يتردد في التعبير عن فخره بهذا التكريم، الذي رآه كبيراً ما دام قد جاء من مدينة فاس، التي لها شأن عظيم في التاريخ الإسلامي، يقول الدكتور عبد الولي الشميري: "إنه لشرف كبير، وما ليَ لا أزهو به تكريماً في مدينةٍ عانقَ الشمسَ ألَقُها، وزاد القمرَ بهاؤها، البلدة التي أنجبت عمالقةً، وأعلاماً أجلاءَ من رواد الثقافة والمؤرّخين والاقتصاديين وفناني العمارة والزخرفة، والطب ومؤلفي المعاجم والموسوعات وجامع السنن، وأن يُطلَقَ اسمي على هذه الدورة للملتقى الزاهي بالفنّ والمعرفة والإبداع، إنه ليوجِبُ عليَّ أشياءَ كثيرة نحو فاس الحبيبة، وأهل فاس الأحبة، إنني أعتبر هذا التكريم ليس لشخصي فقط، ولكنه تكريم لليمن السعيد بأسره، وفاءً لمهدِكم الأول، ولعروبتكم الشامخة من عرب وأمازيغ، وكلكم مثلي تنحدرون من سبإ بن يعرب بن قحطان بن هود عليه الصلاة والسلام، شاء النّسّابون أم أبوا"، وعلّق على القراءات النقدية في نصوصه، والتي أنجزها باحثون مغاربة في حفل تكريمه، قائلا: "لقد أنصَتُّ بُرهةً لمقالاتكم وبحوثكم التي غاصت في أعماق أعماق نصوصي، وكشفتْ كثيراً من أسرارٍ خبّأتها داخل كلمات أشعاري وقصائدي، هذه القصائد بُنيّاتي، كتبتها بعضها في الليل والنهار، في الطائرة والبرّ والبحر، تحت ظلال الشّجر، على رقرقة الأنهار، مع نسمات السَّحر، خبّأتُ فيها أشياء كشفها النقاد الذين قرؤوني نصّاً نصّاً، وفرزوها كلمة كلمة، أحيّيهم وأبارك أقلامهم، وإنني لسعيدٌ وفخورٌ بهذا الجُهدِ الكبير الذي بُذِلَ لدراسة نصوصي في تضاعيف كتبي، إنه لشرف كبير أحمدكم عليه كل الحمد، وأشكركم من أعماق قلبي، وأنتم أساتذتي لقد سبرتم أغوار مفرداتي وطلاسمَ وِجداني، شئتُ ذلك بالاعترافِ أم أنكرتُ، نعم إنكم استنبطتم ما جاش في خلدي، وما خبّأتُ في تضاعيف نصوصي، فحُقَّ لي أن أزهو في هذه الليلة فخراً، وأن يكتُبَ عنّي جهابذة العِلم وقضاة الكلمة وأطباء الحرف ومهندسوا المعاني، إن تحليلاتكم لنصوصي وإبراز ما وراء الأحرف وما بين السطور، لمُبهرٌ لي حقّ الابهار، وإنني أحيّي وأشكر الجميع، وأعجز كل العجز أن أفي بحقّكم شُكراً وإجلالاً لكل هذا الجُهد الكبير في ما بذلتم معي، إنني أشكر من أعماق القلب الأعزاء الأجلاء الكرماء النبلاء أهل فاس قاطبةً، والوافدين إليها.." .


التواصل الثقافي بين اليمن والمغرب .. السفير عبد الولي الشميري أنموذجاً


ويضيف الدكتور عبد الولي الشميري في سياق وصف وقائع حفل تكريمه بفاس وما تركه من أثر طيب في نفسه ووجدانه: "كما تسلمتُ في ختام الدورة عدداً من دروع وشهادات وهدايا التكريم، من كلّ من الملتقى الوطني الرابع عشر للثقافة والمسرح، ودرع جامعة سيدي محمد بن عبد الله، وشعار المجموعة الحضرية لمدينة فاس، وقلادة المركز الأكاديمي للدراسات والترجمة، وهدية أدبية فنية لجوق محمد بوزبع للفنان فؤاد العامري وفرقته التي شاركَت في إحياء الفقرات الفنية والعزف بالأوتار والأسمار الأندلسية الشجية، كما أقيمت حفلة عشاء كبرى بدار الدكتورة الشاعرة لويزا بولبرس لكبار المشاركين والضيوف والبعثة الدبلوماسية اليمنية بالمغرب ممثلة بالقائم بالأعمال خالد النحوي ونائبه حسين صالح وكوكبة من أبناء اليمن في المغرب" .


وبالإضافة إلى القراءات النقدية التي تم تقديمها في هذا اللقاء التكريمي، فقد نظَمَ الفنان فؤاد العامري قصيدة من فن الملحون في مدح المحتفى به الدكتور عبد الولي الشميري، تم تقديمها ملحنة وبأداء فرقة الملحون، وقد تم تدوين هذه القصيدة بخط مغربي جميل على جلد فاخر، وتقديمها هديةً للمحتفى به، وقد جاء في مطلعها:

البدر والشمس تساءلوا عن نجم جديد

بان نوره على نورهم وعاد يبهر الأذهان

قلت عبد الولي الشميري نوره يسطع من بعيد


4- المهرجان الدولي للشعر بالرباط


مَثَّل الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري الجانب اليمني في المهرجان الدولي للشعر، الذي نظّمته الجامعة المغربية للشعر، مهرجان الدبلوماسية الثقافية والشعر الإنساني، الدورة الرابعة، تحت شعار الدبلوماسية الثقافية ورسالة التواصل الإنساني، من 18 إلى 20 أكتوبر 2016م، بالرباط، بشراكة مع وزارة الثقافة المغربية، وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، ومنظمة الإيسيسكو بالرباط، وبمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المغاربة وعلى رأسهم الدكتور عبد الله بنصر العلوي، والدكتورة لويزا بولبرس، إلى جانب مشاركة شعراء وأدباء ونقاد يمثلون 25 دولة من القارات الخمس، حيث  شارك الدكتور عبد الولي الشميري من خلال هذا المهرجان الدولي للشعر بالمغرب في تأسيس التحالف الثقافي لأجل الإنسانية، استجابة للدعوة الرسمية التي وجّهها له رئيس الجامعة المغربية للشعر، مدير المهرجان الأستاذ أحمد التاغي ، وقد أقيم حفل الافتتاح في مقر الإيسسكو بمدينة الرباط، ثم في كلية اللغة العربية بجامعة القاضي عياض بمدينة مراكش، كان تأسيس التحالف الثقافي من خلال إعلان مراكش للدبلوماسية الثقافية.


الدكتور عبد الولي الشميري ناقداً


لم يكن حضور الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري في المغرب بصفته مبدعاً فقط، أو موضوعاً للبحث والدراسة والتحليل، أو ضيف شرف للتكريم، وتمثيل بلده اليمن، بل حضر أيضاً بصفته ناقداً وباحثاً أكاديمياً، فقد أسهم في نقد بعض النصوص المغربية وتحليلها، ومن ذلك دراسة له بعنوان: الجماليات الشعرية التي تنفرد بها التجربة الشعرية لسميرة فرجي، من خلال ديوانها "مواويل الشجن"، معتبرا هذه الشاعرة "أميرة الشعر العربي الفصيح" ، ومؤكّداً أن "الحديث عن شعر الشاعرة الملهمة سميرة فرجي متنوع، والتقييم يختلف من قصيدة إلى أخرى"، مضيفاً: "إنها في صدقها وجمال تعابيرها ذبيحة بين عناد الكتمان وشموخ الاعتزاز بالذات"، مختتماً دراسته عن شعرها قائلا: "فأنت تجاوزت مدى لم يبلغه قيس وليلى، وكثير، وعزة، وقهرت العاشقين والشعراء الغزليين من بعدك.. واعترف أنك بهذه القصيدة بلغت عرش الأميرة المتوجة للشعر الفصيح، الموزون المقفى البليغ السهل الممتنع" .

كما لا يُخفي إعجابه بكثير من النصوص المغربية، مما يدل على وجود حسّ نقدي لديه، وتواصله الثقافي مع المبدعين المغاربة، والتزامه بأعراف النقد والإبداع، في تبادل الآراء والمواقف بشأن النصوص، وتقييمها.


الذات الإبداعية في شعر الدكتور عبد الولي الشميري:


يُعدّ الدكتور إدريس بن مليح أحد أهم الباحثين المغاربة الذين كتبوا عن شعر الدكتور عبد الولي الشميري دراسة مطولة، صدرت في كتاب خاص يحمل عنوان: "الذات الإبداعية في شعر الدكتور عبد الولي الشميري"، ضمن منشورات دار البشير للثقافة والعلوم، بمصر، عام  2007م.

التواصل الثقافي بين اليمن والمغرب .. السفير عبد الولي الشميري أنموذجاً


في هذا الكتاب النقدي، تناول الباحث الدكتور إدريس بن مليح بالدراسة والتحليل عدداً من النصوص الشعرية للدكتور عبد الولي الشميري، وخاصة ديوانه الموسوم بــ "أوتار"، وقد افتتح هذه الدراسة بمقدمة، ومبحث نظري بعنوان: "الذات الإبداعية والذات الواقعية"، لبناء أرضية نظرية تسمح بالغوص في تحليل نماذج من قصائد الشميري، حيث تناول بعض القضايا مثل التواصل الفني للمبدع، وصلته بالخيال، وسمات الذات بين الواقع والإبداع، حيث يعتمد الشاعر "لغة تخيلية بالدرجة الأولى، تمتلئ بمحتويات استعارية وكنائية تحيل على عوالم التخييل والرمز أكثر مما تحيل على الواقع اليومي والمتداول" ، وينتج عن ذلك اختلاف الرسالة الشعرية عن نظيرتها في التواصل العادي، في المرجعية والقناة وفي الهدف والغاية، فالرسالة الشعرية تواصل يتم عبر قناة مصطنعة وفق نموذج: أنا- أنا، ولذلك فهي "غير مرتبطة بزمن التواصل الفعلي، بل تسيطر على الزمن الفيزيائي، وتعمل على توقّفه ضمن لحظة الإبداع، ثم على امتداد هذه اللحظة إلى أزمنة أخرى تليها، هي أزمنة المتلقي المتنوع والمتعدّد عبر تاريخ النص وسيرورة تلقيه" ، ومعنى ذلك أنَّ القارئ من وجهة النظر هاته، يشارك في إنتاج النص الفني من ناحيتين اثنتين: أولاهما أنه مستحضر من طرف باثّ عبر تخيّل معين لدوره باعتباره متلقّياً، والثانية قبوله باعتباره متلقّياً لدور آخر يحدّده لنفسه خلال عملية القراءة، يكمن في أنه يجرّد من ذاته "أنا" باثة للرسالة، تكافئ "أناه" المتلقية، وتمكنه من استحضار السياق الغائب عنه" .

التواصل الثقافي بين اليمن والمغرب .. السفير عبد الولي الشميري أنموذجاً


وواضح أن هذه الرؤية العميقة، قد ساعدت الناقد الدكتور إدريس بن مليح على سبر أغوار النص الشعري عند الشميري، فلم يكتف بالبحث في المضامين أو المعاني التي يحفل بها هذا النص، وإنما سعى للبحث في رؤية الشاعر ونظرته للشعر نفسه، من خلال مباحث نقدية منها: مفهوم الشعر عن الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري، والذي خلص فيه إلى أن الشعر عن الشميري مجال تصوّري للخصب والحياة، ثم مبحث حول المرأة، رصد فيه الصور الغالبة على المرأة في شعر الشميري، وخلص إلى أنها صورة مستمدة من الذاكرة العريقة، والضاربة بجذورها في التاريخ الذي يذكرنا بطرفة، فهي صورة غنية وجذابة، مما جعل الناقد يخصص فصلا لتعميق البحث اختار له عنوان: الذات والعشق، وتضمن بعض المباحث منها: "المرأة العربية أو المرأة النموذج"، والتي على الرغم من أنها تعدّ الموضوع الأثير عند الشعراء القدامى، فهي عند الشاعر عبد الولي الشميري تمثل "موضوعاً قوميّاً، يتكرّس لبناء الهوية واستمرارها، ثم لما تصطدم به هذه الهوية من صدمات وصراعات مفروضة عليها بحكم التمزّق والشتات اللذين تعاني منهما" ، فهي لم تكن امرأة بوصفها الأنثى الجميلة التي يرتبط بها الإنسان في حياته الواعية؛ وإنما بامرأة نموذج، تمثل مصدر السعادة والشقاء في آن واحد، بالنسبة لذات إبداعية تعاني وتتخيّل وتنتج شعراً من صميم معاناتها وتخيّلها، إنها ذات شاعر عربي تقتله محبته، ويرغب هو في هذا القتل .


وينطلق الناقد الدكتور إدريس بن مليح من تحليل بعض قصائد الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري، ومنها قصيدة: ظامئ والعذب يجري، وقصيدة: طلاق ولّادة، ليخلص إلى جملة من النتائج؛ من أهمها تحوّل المرأة/ ولّادة إلى رمزٍ للمجد العربي التليد، فهي الهوية والوجود والحضارة، ولذلك تقصد إليها الذات الإبداعية وتصبو إلى التمازج بها، ومعناه حسب الناقد، وجود اشتياق كبير عند الشاعر الشميري إلى استرجاع هذه الهوية الأصيلة والمجد العريق، وما يترتب عن ذلك من انفصام ومعاناة.


ينتقل بعد ذلك في فصل آخر إلى رصد "الذات الإبداعية وبنية الفضاء"، منطلقاً من المفهوم ومراكز الهوية، عبر تحليل قصيدة: أوحشتنا، فتتحول الذات إلى عروبة، تكشف عن تلاحم الفضاء والهوية في آن واحد، وتمركز العشق بوصفه قلقاً دائما وسفراً مستمراً. ويتيح الانفتاح على تحليل قصائد أخرى الوقوف على حالة الذات القلقة، والمتنقلة عبر الفضاء الشاسع لمراكز هويتها، ومن ذلك قصيدة: "إلى الرباط".

يختتم الناقد الدكتور إدريس بن مليح كتابه النقدي حول الذات الإبداعية في شعر الدكتور عبد الولي الشميري، بفصل أخير عَنْوَنَهُ بـ الزمن الشعري والذات الإبداعية، استخلص منه سعي الشاعر نحو محو الزمن الفيزيائي والمادي، واتجاهه نحو العمق، أي توقف اللحظة الإبداعية واتجاهها بشكل عمودي، ولا يعني الزمن ماهو مألوف مثل الأيام والساعات والدقائق..، وإنما يمثل لحظة جمالية هي لحظة حبّ معيّن، أو ألم ومعاناة من جرّاء تجربة إبداعية، ثم قلق وتوتر وجوديين بالمعنى الفلسفي لهذه الكلمة، والذات في كل ذلك تعيش زمناً داخليا هو زمن التجربة .


ومن خلال تحليل بعض قصائد الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري، وخاصة قصيدتيه: "ما اسمها"، و"بلا عنوان"، يصل الناقد إلى هيمنة فكرة العروبة على تجربة الذات عند هذا الشاعر الذي حمل همّ وطنه ومجد أمّته، فآمن بالإنسان العربي وبمراكزه الحضارية المتعددة والمتنوعة، في إشارةٍ إلى قدرة الإبداع على تحكيم حدود الزمن وعوائق الفضاء وتجاوز معيقات إحياء نهضة وطن.


الذات الإبداعية المصدومة


أما الخاتمة، فقد حَمَلت عنوان: "الذات الإبداعية المصدومة"، ولعل سر اختيار هذه العبارة، يكمن في تَوَصّل الناقد إلى فكرة جوهرية مفادها: وعي الشاعر عبد الولي الشميري، بالمفارقة المؤلمة؛ بين واقع صعب وحلم جميل، بين متخيّل طموح وواقع معاند، الشيء الذي ينتج نوعاً من القلق الحاد، أو الصدمة التي تغدو بؤرة إبداع جديد، فالشاعر لا يُحَمِّلُ المسؤولية للقادة والزعماء والسياسيين، وإنما الأمر يتعلق لديه بهزيمة حضارية عامة لا يمكن للمثقف نفسه إلا أن يكون جزءاً منها، إذ الكلّ مسؤول بشكل أو بآخر عن هذا التاريخ الجديد للإنسان العربي، وفي تقديري إنَّ هذا الموقف يتّسِمُ بالكثير من الجرأة، في النقد الذاتي، والتفكير في الذات الجماعية ومحاسبتها، وهذا يعني أيضاً أن الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري ليس مجرد شاعر أو مفكر يشخّص الوضع ويمهّد لاقتراح الحلول الممكنة، وإنما أيضا يُحاكِمُ الشخصية العربية ولو رمزياً من خلال صوره الشعرية المنتقاة بدقة، ومواقفه المتّزنة والثابتة على المبدأ، في ضرورة الاعتراف بالنقص وبالتقصير، وتحمّلِ المسؤولية والشعور بالواجب أمام الوطن وقضايا الأمة. وفي الواقع، إن هذه المعاني هي ما يحتاجها فعلا المجال السياسي في الوطن العربي ليرتقي بأدائه، والذي ينبغي أن يكون في خدمة الإنسان والإنسانية، دون أي تخندق في اتجاه أو انزواء في حزب أو ميلٍ نحو اليسار أو اليمين، بل الغاية الكبرى هي الاستقامة في خدمة الوطن وسبل الارتقاء به، ولذلك نجد الشاعر السفير الدكتور عبد الولي الشميري يرى العالم العربي أمة واحدة لا يُفرّقها الساسة أو يمزّقها الاختلاف الإيديولوجي أو تُباعِد بينها الأهواء، فنجده ينصح دائما بتجاوز الخلافات الضيقة، ويعطي المثال بسيرته ومساره، فهو  كثير الأسفار والتنقلات، إذ رحل إلى أكثر من ثمانين دولة، وقصائده ونصوصه غنية بالمكارم والقيم الداعية للوحدة والتضامن والتعاون والمحبة والإخاء.


أخيراً، إن الدراسة التي أنجزها الناقد الدكتور إدريس بن مليح، حول الذات الإبداعية في شعر الدكتور عبد الولي الشميري، قد أسهمت في الكشف عن الكثير من معالم هذه التجربة الشعرية الثرية، ثراء صاحبها الذي تميّز بعمق ثقافته وسعة اطلاعه وتنوّع تكوينه وغزارة رصيده المعرفي وأصالة مَلكة الإبداع الشعري لديه وقدرته على التواصل الفعال، كل ذلك جعل شعره ضمن دائرة النصوص الرائدة، التي نَسَجَها على منوال كبار شعراء العرب، من حيث جزالة اللفظ وعذوبته وقوة المعنى وسُلطته، الشيء الذي يمنح القارئ إحساساً بالفخر والاعتزاز بعروبته وتاريخه وهو يقرأ أو ينصت للدكتور السفير عبد الولي الشميري، ولعل ذلك ما يفسّر اهتمام هذا الشاعر بتاريخ أمته المجيد ودفاعه المستميت عن النقط المضيئة في هذا التاريخ، وهو ما دفعه لإنجاز مشروع ثقافي رائدٍ في هذا المجال، ويتعلق الأمر بموسوعة أعلام اليمن ومؤلّفيه، الصادرة عن مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون، بصنعاء، والتي اعتبرت أضخم عمل موسوعي يؤرّخ لآلاف من أعلام اليمن القدماء والمعاصرين والمبرّزين في مختلف التخصصات، عبر العصور، وجاءت في عشرين مجلّداً، وقد استغرق العمل فيها أكثر من عقدين من الزمن، قبل أن تخرج في صورة أنيقة ورائعة، وفي شكلٍ إلكتروني ونسخة ورقية فاخرة.


الدكتور عبد الولي الشميري في عيون المغاربة:


إذا كان التواصل في بعده المتداول يقوم على التفاهم والقبول والتعايش بين مختلف الفئات التي نجحت في خلق جسور التواصل بينها، فهو يعني كذلك تبادل التقدير والاحترام، والتعبير عن مشاعر المحبة والامتنان، وخاصة عندما تصدر عن المرء بعفوية وتلقائية، ودون سابق إعدادٍ أو تنميقٍ وزخرفة كلام، ولقد عبّر بعض المثقفين والباحثين المغاربة عن إعجابهم بشخصية الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري، وأثار اهتمامهم سعة اطلاعه، ورحابة صدره، وأصالة إبداعه وبلاغة نصوصه، فضلا عن قيمة التواصل الثقافي الذي يُجَسِّدُه بين اليمن والمغرب، وما يمثله تعزيز هذا التواصل من مكسب للبلدين، ومن ترسيخٍ للعلاقات المشتركة، وتقويةٍ لأواصر الأخوة، وهكذا نقتبس جملة من الكلمات والمواقف والآراء التي صدرت عن شخصيات مغربية لها مكانتها في الحياة الفكرية والعلمية بالمغرب، وقيلت في حق الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري، في مواقف مختلفة وسياقات متعدّدة:

  • وصفت الدكتورة لويزا بولبرس الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري بقولها: "صاحب علم صقيل، وبيان أنيق، وأدب رفيق، وشعر رقيق، إنه حفيد من حفدة أبي تمام، هو من الشخصيات العربية والإسلامية البارزة التي انفتح وعيها على قضايا أمتها والذود عن هذه الأمة في زمن عزّ فيه الرجال، وانتكست فيه الهمم، فأعطى وأجزل العطاء، ولا يزال مبدعاً وراعياً للفعل الإبداعي بحنو وفي صمت، إنه الشاعر السفير اليمني الأستاذ الدكتور عبد الولي الشميري، رئيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون، ورئيس منتدى المثقف العربي بالقاهرة" .
  • أما الدكتور حسن محب فقد رأى في تكريم الدكتور عبد الولي الشميري، تجليا من تجليات الدبلوماسية الثقافية الموازية التي تعزّز الأخوة العربية، يقول: "ولعل اختيار هذه الدورة السفير الأديب الأريب اليمني عبد الولي الشميري يُذكّرنا بالدور الذي ينبغي أن تقوم به الجمعيات فيما يتعلق بالدبلوماسية الموازية، هذه الأخيرة تلعب دوراً كبيراً في ربط العالم العربي والعالم الإسلامي، وتُذكّرنا بأواصر المحبة، وبأواصر الأخوة المتينة التي لا يمكن أن تتغيّر، ولا يمكن أن تتبدل عبر الزمن، وهذه الأخوة هي ديدن وهي غاية كل المغاربة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، رائد الثقافة ورائد المثقفين" .
  • وقد جاء في كلمات عبد المجيد بطاني، مخاطباً الدكتور عبد الولي الشامري قائلاً: "مرحى بسفيرنا وبعريس لقاءاتنا،.. سيدي الفاضل عبد الولي الشميري،  واعذرني إن تجرّأ المقال على المقام، وقد ألفنا منك إبداعاً عميقاً..، استسغنا شعرك العذب، فنّاً رائعاً، عطراً جذاباً، ومضامين عميقة، استجلينا منها نُبل أخلاقك، وطيب عِشرتك..، جِدّيٌ أنت حتى النخاع، في جدِّيتِك أبلغُ وألطف، وفي هزلك أرفعُ وأضعف، مُدافعٌ عن الحقّ والصواب، منك الحق ومعك الحقّ، صادقٌ في فنّك بما يكفي، وملء الإحساس بما يفي، ومن النكران الذاتي ما لا يُحتمل..، تعدّدت فضائلك وتناسلت شمائلك.." .


وهناك مواقف أخرى كثيرة لباحثين مغاربة عبّروا عن إعجابهم بالمنجز العلمي والأدبي للشاعر الدكتور عبد الولي الشميري، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وإنما الغاية هي الوقوف على بعض مظاهر التواصل الثقافي عند الدكتور عبد الولي الشميري مع الثقافة المغربية، وتتبع تجليات حضوره الأدبي والعلمي في المغرب، وأيضا رصد مواقفه وآرائه، حول هذه الثقافة، حيث خلصنا إلى أنَّ تواصله كان فاعلاً ومؤثّراً ودالاًّ على عمق الروابط التي جمعت المغرب باليمن منذ أقدم العصور، فالرجل كان في مستوى التاريخ الحافل بالتبادلات واستمرار الصلات والزيارات، ونجح في تمثيل الثقافة اليمينة الضاربة بعمق في الحضارة والسمو، وأيضا عبّر عن وعي عميق بتاريخ المغرب واطلاعٍ واسعٍ على حضارته المجيدة، وهو ما يفتح آفاقاً رحبة أمام الباحثين اليمنيين والمغاربة على حد سواء لاستثمار هذا الرصيد من الاحترام والاهتمام بالإرث الحضاري المشترك، وتوجيهه في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية، وضمان وحدتها واحترام خصوصياتها.



  بقلم/ د. خالد التوزاني

باحث في الأدب والنقد والتصوف

رئيس المركز المغربي للاستثمار الثقافي- مساق- 

 


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button