إذا
كان التواصل في بعده المتداول يقوم على التفاهم والقبول والتعايش بين مختلف الفئات
التي نجحت في خلق جسور التواصل بينها، فهو يعني كذلك تبادل التقدير والاحترام، والتعبير
عن مشاعر المحبة والامتنان، وخاصة عندما تصدر عن المرء بعفوية وتلقائية، ودون سابق
إعدادٍ أو تنميقٍ وزخرفة كلام، ولقد عبّر بعض المثقفين والباحثين المغاربة عن إعجابهم
بشخصية الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري، وأثار اهتمامهم سعة اطلاعه، ورحابة صدره،
وأصالة إبداعه وبلاغة نصوصه، فضلا عن قيمة التواصل الثقافي الذي يُجَسِّدُه بين اليمن
والمغرب، وما يمثله تعزيز هذا التواصل من مكسب للبلدين، ومن ترسيخٍ للعلاقات المشتركة،
وتقويةٍ لأواصر الأخوة، وهكذا نقتبس جملة من الكلمات والمواقف والآراء التي صدرت عن
شخصيات مغربية لها مكانتها في الحياة الفكرية والعلمية بالمغرب، وقيلت في حق الشاعر
الدكتور عبد الولي الشميري، في مواقف مختلفة وسياقات متعدّدة:
- وصفت
الدكتورة لويزا بولبرس الشاعر الدكتور عبد الولي الشميري بقولها: "صاحب علم صقيل،
وبيان أنيق، وأدب رفيق، وشعر رقيق، إنه حفيد من حفدة أبي تمام، هو من الشخصيات العربية
والإسلامية البارزة التي انفتح وعيها على قضايا أمتها والذود عن هذه الأمة في زمن عزّ
فيه الرجال، وانتكست فيه الهمم، فأعطى وأجزل العطاء، ولا يزال مبدعاً وراعياً للفعل
الإبداعي بحنو وفي صمت، إنه الشاعر السفير اليمني الأستاذ الدكتور عبد الولي الشميري،
رئيس مؤسسة الإبداع للثقافة والآداب والفنون، ورئيس منتدى المثقف العربي بالقاهرة"(1)
.
- أما الدكتور حسن محب فقد رأى في تكريم الدكتور
عبد الولي الشميري، تجليا من تجليات الدبلوماسية الثقافية الموازية التي تعزّز الأخوة
العربية، يقول: "ولعل اختيار هذه الدورة السفير الأديب الأريب اليمني عبد الولي
الشميري يُذكّرنا بالدور الذي ينبغي أن تقوم به الجمعيات فيما يتعلق بالدبلوماسية الموازية،
هذه الأخيرة تلعب دوراً كبيراً في ربط العالم العربي والعالم الإسلامي، وتُذكّرنا بأواصر
المحبة، وبأواصر الأخوة المتينة التي لا يمكن أن تتغيّر، ولا يمكن أن تتبدل عبر الزمن،
وهذه الأخوة هي ديدن وهي غاية كل المغاربة بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره
الله، رائد الثقافة ورائد المثقفين"(2)
.
- وقد جاء في كلمات عبد المجيد بطاني، مخاطباً الدكتور عبد الولي الشامري قائلاً: "مرحى بسفيرنا وبعريس لقاءاتنا،.. سيدي الفاضل عبد الولي الشميري، واعذرني إن تجرّأ المقال على المقام، وقد ألفنا منك إبداعاً عميقاً..، استسغنا شعرك العذب، فنّاً رائعاً، عطراً جذاباً، ومضامين عميقة، استجلينا منها نُبل أخلاقك، وطيب عِشرتك..، جِدّيٌ أنت حتى النخاع، في جدِّيتِك أبلغُ وألطف، وفي هزلك أرفعُ وأضعف، مُدافعٌ عن الحقّ والصواب، منك الحق ومعك الحقّ، صادقٌ في فنّك بما يكفي، وملء الإحساس بما يفي، ومن النكران الذاتي ما لا يُحتمل..، تعدّدت فضائلك وتناسلت شمائلك..
وهناك
مواقف أخرى كثيرة لباحثين مغاربة عبّروا عن إعجابهم بالمنجز العلمي والأدبي للشاعر
الدكتور عبد الولي الشميري، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وإنما الغاية هي
الوقوف على بعض مظاهر التواصل الثقافي عند الدكتور عبد الولي الشميري مع الثقافة المغربية،
وتتبع تجليات حضوره الأدبي والعلمي في المغرب، وأيضا رصد مواقفه وآرائه، حول هذه الثقافة،
حيث خلصنا إلى أنَّ تواصله كان فاعلاً ومؤثّراً ودالاًّ على عمق الروابط التي جمعت
المغرب باليمن منذ أقدم العصور، فالرجل كان في مستوى التاريخ الحافل بالتبادلات واستمرار
الصلات والزيارات، ونجح في تمثيل الثقافة اليمينة الضاربة بعمق في الحضارة والسمو،
وأيضا عبّر عن وعي عميق بتاريخ المغرب واطلاعٍ واسعٍ على حضارته المجيدة، وهو ما يفتح
آفاقاً رحبة أمام الباحثين اليمنيين والمغاربة على حد سواء لاستثمار هذا الرصيد من
الاحترام والاهتمام بالإرث الحضاري المشترك، وتوجيهه في خدمة قضايا الأمة العربية والإسلامية،
وضمان وحدتها واحترام خصوصياتها.
----
هوامش:
[1] في مستهل إلقاء كلمة
الدكتور عبد الولي الشميري نيابة عنه، في حق الشاعرة المحامية الأستاذة سميرة
فرجي، في مارس 2017م، الكلمة متاحة في اليوتيوب، في قناة الشميري، عبر الرابط
الآتي: https://www.youtube.com/watch?v=yHgjHysKpw0
[2] من تغطية الصحفي المغربي محمد
علوي لفعاليات تكريم الدكتور عبد الولي الشميري بمدينة فاس، يومي 22 و23 أكتوبر،
تسجيل الكلمات متاح عبر اليوتيوب، https://www.youtube.com/watch?v=LNT4IPzzR48