أثار النجم المصري محمد رمضان، الجدل مجددا، بعد ما نشر على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" عدة صور من طائرته الخاصة لدى عودته من الولايات المتحدة، وبجواره رزم دولارات.
وتعليقا على هذه الصور دون الكاتب المصري عامر شماخ قائلاً: "لا يجوز فى الإسلام الحجر على الملكيات الخاصة أو مصادرة أموال الأشخاص -إلا إذا ثبت أنها نتاج سرقة أو غصب، أو كانت سبب فتنة وفوضى، أو كانت حرزًا فى جريمة من الجرائم، فلولى الأمر (القاضى) حق مصادرتها كجزاء تعزيرى يردع الجانى وأمثاله.
وقد يسأل سائل: هل تجوز مصادرة دولارات محمد رمضان؟ أقول نعم، والرأى الأصوب لأهل العلم بالطبع إن خالفونى. فهذا المال سبب فتنة وفساد؛ فماذا يكون رد فعل الفقير الذى لا يجد قوت يومه فى هذه الحقبة السوداء وهو يرى هذه الملايين التى من الواضح أن صاحبها يرميها زاهدًا فيها؟!
وماذا يكون رد فعل ربة المنزل التى يخيّب زوجها رجاءها فى تلبية طلباتها اليومية والمسكين عاجز إلا إذا امتدت يده إلى الحرام؟ وما هو رد فعل أستاذ الجامعة والطبيب والمهندس والمدرس وغيرهم من أرباب المهن الذين نالوا تعليمًا عاليًا ولم يقعوا على عُشر معشار ما يتقاضاه هذا الممثل ضحل التعليم نصف الموهوب؟!
إنها إذًا الفتنة التى تضرب السلم المجتمعى وتحيل الناس إلى طبقات يعادى بعضها بعضًا. ثم إنه لا يجوز وضع الأموال فى أيدى السفهاء الذين لا يحسنون التصرف فيها، فلو أن راشدًا امتلك هذه الأموال لعرف حق الله فيها بدلًا من التفاخر والاستعلاء على الغير بها مثل طفل امتلك لعبة ثمينة لا يملكها غيره فهو يستعرضها أمامهم ليغيظهم بها..
هناك فقراء ومعوزون بعشرات الملايين، منهم عشرات الألوف لا يجدون مكانًا فى مستشفيات شبه الدولة فيموتون بأوجاعهم يشكون إلى الله ظلم الظالمين وشح المالكين وسفه المبذرين، وهناك من لا يستطيعون إكمال تعليمهم لضيق الحال، وهناك وهناك.. فهل يعى هذا الممثل كل هذا؟!
فى كلتا الحالين: وعى أم لم يعِ، أرى أن تُصادر هذه الدولارات، فصندوق الجباية (تحيا مصر) أولى بها، بديلًا عن أموال الصالحين والصالحات التى أُخذت غصبًا، صحيح سوف تُصادر هذه الأموال لصالح تلك الفئة ولن تذهب إلى مصارفها المعهودة، لكن ليكون ذلك مثالًا لإهلاك الظالمين بالظالمين، وليعلم السفيه أنه قد يؤخذ بأيدى الحمقى الذين قدموه إلى المجتمع وجعلوه قائدًا من قادة الرأى".
ردود الأفعال حول تصرف محمد رمضان
المغردون اختلفوا في ردود أفعالهم على صور رمضان وبجواره رزم الدولارات في الطائرة، فهناك من اعتبرها تصرفا مستفزا ومتعمدا ومثيرا للجدل تعود عليه الفنان، بينما ذهب آخرون إلى اعتبارها صورا عادية وتدلل على أن رمضان ربح كثيرا من حفلاته بأميركا، ووجد فريق ثالث أن هناك من ينتقد مثل هذا التصرف لأنه صادر من رمضان وقد لا ينتقده لو كان من غيره.
محمد رمضان يحذف صورة الدولارات
وبعدما احتدم الجدل لجأ محمد رمضان إلى حذف الصور التي تظهر فيها الدولارات بشكل واضح واكتفى بصورة واحدة تظهر فيها الدولارات على استحياء.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها رمضان الجدل بنشر صور دولارات، ففي أبريل 2021 ظهر في مقطع فيديو وهو يلقي بكمية كبيرة من الأموال في مسبح.
وما ساعد في تأجيج الجدل وقتها أن الأمر تزامن مع صدور حكم قضائي ضده يلزمه بدفع تعويض قدره 6 ملايين جنيه لصالح الطيار الراحل أشرف أبو اليسر في القضية الشهيرة بينهما، لكن تبين لاحقا أن هذا كان جزءا من تصوير أغنية.
وقد حاول موقع "سكاي نيوز عربية" الحصول على توضيح من محمد رمضان أو مدير أعماله شقيقه محمود رمضان، حول طبيعة الصور الجديدة وما إذا كانت ضمن عمل فني أم ماذا، ولكنهما لم يتسجيبا لطلب التعليق.
واعتبر الناقد الفني خالد محمود أنه " للنظر بموضوعية لتلك التصرفات يجب إخراج محمد رمضان من سياق حياة الفنان الطبيعية، سواء بالنسبة لسلوكه في حياته الخاصة أو حياته على الشاشة".
وأضاف في حديث لموقع "سكاي نيوز عربية": "اتخذ رمضان منهجا وأسلوبا مفاده تعمد إثارة الجدل حول نفسه، حيث يكون سعيدا بذلك".
وتابع: "لو فكر رمضان في أن يكون الجدل المثار حوله في كل مرة موجها إلى أعماله وحول أدائه لشخصيات قوية وأدوار تبقى في ذاكرة المشاهدين، سيكون له شأن آخر. استغل رمضان مواقع التواصل وتأثيرها الضخم في حياة الناس ويسعى إلى أن يكون محط أنظار هؤلاء دائما على تلك الوسائل بتصرفات مثيرة للجدل".
وأوضح أنه " لا يمكن أبدا للنقابات الفنية أن تتدخل أو تتحكم في تصرفات الفنان طالما أنه لم يرتكب تجاوزا أخلاقيا أو مهنيا، ولكن على الفنان نفسه أن يكون مسؤولا عن تصرفاته أمام المجتمع".
من جانبه قال الناقد الفني وليد أبو السعود إن رمضان في هذه الصور الجديدة يواصل استعراضه ومحاولة إثبات نجاحه، وهو النجاح الذى لا يترجمه إلا في صورتين، الأولى: تدافع الجمهور حوله والثانية كثرة النقود ومظاهر الثراء الفاحش التي يعيشها.
وأشار أبو سعود إلى أن "رمضان يواصل جذب خيال الطبقة المهمشة في المجتمع وأنه واحد منهم واستطاع الوصول إلى الدولارات وأصبح يمتلك الملايين منها، ليؤكد لهم أنه أسطورتهم الذي استطاع اختراق صفوف الطبقة الغنية والدخول بينهم".
واختتم الناقد الفني حديثه قائلا إن رمضان لم يكتفى بهذا بل أطلق على نفسه "نمبر ون" وهو لقب لا وجود له على أرض الواقع فلم يدخل رمضان منافسة سينمائية مع بطل قوي إلا وتغلب النجم عليه، وذلك وفق أرقام شباك التذاكر وإيرادات الأفلام، وحتى حين تميز رمضان في الأعمال الدرامية التليفزيونية، بدلا من استغلال ذلك فنيا، يسعى ويتعمد إثارة الجدل الذي يفقده الكثير من تقدير الناس.