وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

 

الذوق سلوك إسلامي.. في أصول الضيافة والزيارة

الذوق عنصر هام من عناصر السلوك الحياتي سواء ما كان بين الإنسان وربه، أو بين الإنسان والإنسان، أو حتى ما يقوم بين الانسان والحيوان، من علاقات وصلات شتى. كما أن نظرة الإسلام الإنسانية الرفيعة الشاملة تتناول جميع مجالات و أساليب الحياة وتقيمها على أسس سامية من الذوق الرفيع بحيث يبدو صاحبها ومؤديها إنساناً سامي الخلق، رفيع الذوق، سوي السلوك.

 

وتعد الضيافة سمة من سمات المجتمع العربي والإسلامي وخصيصة من خصائصه الفريدة في العالم، وأسلوبها ينضبط بضوابط أخلاقية وشرعية على مستوى الفرد والجماعة، وكلما توافقت الضيافة والزيارة مع التقاليد والأصول الشرعية قويت العلاقات وتوثقت الروابط.

 

تعود كثير من الناس أن يفاجئوا أقاربهم أو أصدقاءهم بالزيارة، فحينا يجدونهم وتكون زيارة غير متوقعة وغير محسوبة، فربما يكونون على موعد لمغادرة المنزل أو تكون لديهم من الظروف ما يحول دون إعطاء الزيارة حقها، ومع كل هذه العوامل فلا بد من استقبالهم بالبشاشة والترحاب.. والمثل الشائع: ( لاقيني ولا تغديني) ، والقرآن الكريم قد نبه إلى وجوب الاستئذان قبل الزيارة، قال تعالى:

 

 {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها } النور : 27.

وقد يحدث للمضيف الحرج لظروف أسرية أو مادية أو ضيق في السكن، ولهذا جعل الله لمثل ذلك مخرجا ومندوحة في قوله تعالى:

{وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم} النور: 28.

وعلى المضيف في مثل هذه الظروف أن يتصرف بحكمة ولباقة حتى لا يفسد ود القلوب. وعلى الضيف أن يتقبل الرجوع عن الزيارة بصدر رحب. ولعل بعض الإخوة لا يستريح لهذا، والأولى أن يعاتب نفسه ويلزمها بأدب الإسلام والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.


بعض الإخوة يتوجهون لزيارة أحدهم فيطرقون الباب عدة مرات، وقد حددت الآداب الإسلامية قواعد الاستئذان في زيارة صديق أو جار وذلك بالطرق أو استعمال (الجرس) ثلاث مرات فقط، الأولى لإعلام صاحب الدار أن هناك من يود زيارته. والثانية لاستعجاله إذا تأخر. والثالثة بمثابة اعتذار بأنه سوف يغادر المكان. ثم لا يزيد على ذلك احتراما لمشاعر صاحب الدار، فقد يكون غير متهيئ للاستقبال، أو أن يكون غير موجود أصلا في المنزل.

 

وبعض الإخوة ينصرف ثم يعود بعد فترة ويعاود ما سبق دون جدوى. وأنصح الزائر قبل أن يتوجه للزيارة أن يجهز بطاقة يكتب فيها أنه قد حضر للزيارة ويأسف لعدم اللقاء ثم يحدد فيها ما يريد أو يحدد موعدا آخر أو يترك عنوانه ورقم تليفونه كي يتصل به عند العودة.

 

ومن الحكايات التي تروى في مثل هذا الباب ما قرأته عن الشيخ عبد العزيز البشرى الذي ينفرد بأسلوبه في معالجة مشكلة الزيارات المفاجئة، فكان من عادته أن يضع عمامته وجبته خلف باب الشقة التي يسكن فيها. فإذا طرق أحدهم الباب لبس جبته وعمامته وأمسك عصاه، فإذا كان الضيف مرغوبا فيه استقبله أحسن استقبال وقال له: الحمد لله الذي جاء بي من الخارج الآن. وإذا كان الضيف ثقيل الظل وغير مرغوب فيه قال : الحمد لله الذي جاء بك قبل أن أخرج لأنني على موعد الآن!

وبعض الأفراد ممن عندهم فراغ- أو متسع من الوقت- يقضون وقتهم عند من لا يجد متسعا من الوقت لإنهاء ما تراكم عليه من واجبات (فالوقت هو الحياة) (فعاون غيرك على الانتفاع بوقته).

 

وقد يتزايد الزوار ولا يفكر الزائر الأول في الانصراف لأن (القعدة احلوت) وبعضهم وخاصة غير المتزوجين لا تحلو لهم الزيارة إلا في وقت متأخر وغير مناسب لأنهم لم يمروا بهذه التجربة بعد، والمثل يقول: (يا بخت من زار وخفف)، وإذا أبديت بعض التلميحات تنبيها لمجافاة هذا السلوك للتقاليد والعادات قيل لك (إننا نحبك في الله تعالى)!! وليس الحب في الله تعالى إلا في إظهار الذوق والأخلاق وضوابط العرف. وإذا نوهت إلى أن مثل هذه التصرفات ترهق وتضيع الوقت قيل لك: (اللي يعمل جمل لا يبعبع من العمل)!! وهل أنا جمل؟ إنما أنا…!

محمد سيد بركة


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button