اليوم مع موسوعة أعلام اليمن, ورجل من صُلحاء
اليمن, تاجر, رجل أعمال كبير, خيّر, عاش في القرن الخامس عشر الهجري, العشرين الميلادي,
وهو من محافظة تعز.
إنه (هائل بن سعيد بن أنعم بن زيد بن على بن
ناصر) وشهرته بالحاج هائل سعيد..
ولد فى قرية تسمى "قرض" من عزلة
الأعروق في مديرية حيفان سنة 1320 من الهجرة, وتوافق سنة 1902 للميلاد..
نشأ في محيط خيري, أسري, متين, يعمل في
الزراعة, والحياكة. درس هائل سعيد القرآن الكريم في كتاب قريته خلال أربعة أعوام,
ثم هاجر إلى فرنسا مرتين خلال عشرة أعوام, عمل فيهما بحارًا في السفن التجارية
المتنقلة, ثم عاملاً ومشرفاً لأحد مصانع مدينة مارسيليا.. وهناك التقى بالعلامة
عبد الله بن على الحكيمي..
وفي النصف الثاني من عقد الثلاثينيات من
القرن العشرين الميلادي حطت به الرحال في مدينتى (بربرة) و(هرجيسا) في أرض الصومال
في أيام الاستقرار والتبادل التجاري بين عدن وتلك المدن.. ثم استقر به المقام بعد
ذلك في مدينة عدن ليباشر أول عمل تجاري خاص, ما لبث أن تطور وحقق نجاحات متواليات
بفضل الله.. وتوسعت في مدينة عدن من جنوب اليمن التي كانت مستعمرة بريطانية, وتوسع
بتجارته نحو شمال اليمن, وتوسع فى مجال تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية
والبضائع القادمة من الدول الأخرى والهند واستيراد أنواعاً من المنتجات التى أدت إلى
كسر احتكار نشاط التجارة الخارجية التى كان يُسيطر عليها فى مطلع الخمسينيات من
القرن العشرين من الشركات والبيوت التجارية الأجنبية ثم بدأ نحو تنفيذ أول مشروع
صناعي تم افتتاحه سنة 1390 للهجرة وتوافق سنة 1970 في ضاحية مدينة تعز ثم أسس بعد
ذلك مجموعة تجارية وصناعية, امتد نشاطها إلى مناطق عديدة وإلى دول شتى في الشرق والغرب.
وأسهم في تأسيس الجمعيات الخيرية العديدة
والهيئات وأيد وساند كل يد تعمل فى مجال العلم والخير والتعليم.. وأُبعد عن مدينة
عدن سنة 1963 من الميلاد الى مدينة تعز فى بداية الثورات فأسهم فى بناء الصناعة
وبوركت جهوده بالنجاحات الكبيرة واستوعب آلاف من العمل وتطورت إلى عدد من المنشآت
الصناعية..
عمل بلا كلل, يجمع التبرعات وتقديم الدعم فى
كل مجال خيري فى كل مشروع له صلة بالآخرة ولم يعد إلى مدينة عدن خلال حكم التأميم والمصادرة
للأموال والتجارة خلال الحكم الاشتراكي في عدن إلا قبل وفاته.. عاد بعد السماح
بالتنقل بين الشمال والجنوب..
كان هائل سعيد وقبل الاحتلال الإسرائيلي قد
زار القدس الشريف وصلى فى الحرم الأقصي وتعرف على بيت المقدس وإلى المآذن الإسلامية
التاريخية فيها, وأرسى بفضل الله عليه وبركته أسرة تجارية كبيرة, تعليمية شامخة فى
مجاله لتحل محله بالنجاحات مخلدة آثاره ومناقبه واسمه. وخلال العشرين عامًا
الأخيرة من عمره تفرغ للأعمال الخيرية بمختلف مجالاتها للبناء الأُخروي وأعمال
البر ومكافحة الفقر مع انقطاعات للتعبد والخلوات..
توفى هائل سعيد أنعم رحمه الله متوضئاً في
قريته ينتظر أداء صلاة العشاء في السابع والعشرين من شهر رمضان المبارك الليلة
القدرية سنة 1410 للهجرة, توافق 23 من شهر ابريل سنة 1990 للميلاد, إثر عودته إلى
قريته من عمرة في العشر الأخيرة من رمضان.. وقد رثاه عدد كبير من الشعراء البلغاء
الفصحاء وبكى عليه الناس بكاء كثيرًا وحن إليه كل من كانوا يحبونه لخيريته..
عن موسوعة الأعلام
يذكر ان موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه للدكتور عبد الولي الشميري, تعد أشمل موسوعة
للسير والتراجم لإنسان في بلاد اليمن عبر الزمن والحضارات والدول والقبائل والقرى والمدن
والمهاجرين.