القاسم بن علي بن هتيمل الخزاعي الضمدي التهامي يعتبر من أبرز شعراء المخلاف
السليمان، ويلقب بشاعر المخلاف السليماني.
وهو من أبرز الشعراء الذين تناولتهم موسوعة أعلام اليمن ومؤلفيه,
للشاعر العربي الكبير الدكتور عبد الولي الشميري.
ولد، ونشأ في قرية (نجران) الواقعة في وادي (ضَمَد) من بلاد (المخلاف السليماني)
المعروفة بجازان، ولد في العقد الثاني أو الثالث من القرن السابع الهجري وهو أحد كبار
شعراء عصره.
برع في علوم كثيرة، وكان باعه المديد، وحظه
الوافر هو الشعر، وتبرز ثقافته واضحة جلية في تضاعيف أبياته، من نحو، وفقه، وقضايا
علم الكلام، وأخبار الأمم الذاهبة، وأيام العرب في الجاهلية والإسلام، وأسماء القبائل،
وذكر الأماكن والبلدان، وغير ذلك.
وقد اجتمعت في شخصيته حياة البداوة ببساطتها
وعفويتها، ومجالسة الملوك والأمراء، وما يتطلبه ذلك من حسٍّ سياسي، ومعرفة بطباع علية
القوم، وجوب الأسفار والصحراء، مما أكسبه معرفة واسعة بالبلدان وتواريخها.
وقد أكثر من أسفاره وتنقلاته بين تهامة
واليمن والحجاز، ثم اتصل ببعض الأمراء والملوك يمدحهم بغرر قصائده، ومن هؤلاء أمراء
(المخلاف السليماني)، وبعض أمراء مكة المكرمة، إلا أن معظم مدائحه كانت في الأميرين:
الشريف (القاسم بن علي الذروي)، و الشريف (أحمد بن عبد الله بن حمزة).
كما مدح ملك بني رسول (يوسف بن عمر الرسولي)،
والإمام (أحمد بن الحسين القاسمي)، والأمير (أحمد بن علي الكناني).
وقد أجمع كلُّ من كتب عنه على جودة شعره
وسموه، واختلف النقاد في المفاضلة بينه وبين الشاعر (محمد بن حِمْير) المعاصر له.
مؤلفاته وشعره
من مؤلفاته: ديوان شعر، وشعره قوي العبارة،
جزل الأسلوب، رقيق المعاني، وقد اختار منه لأديب (محمد بن أحمد العقيلي) بعض القصائد،
مصدرة بمحاولة لمعرفة حياة الشاعر، ونشرها باسم:
(مختارات من شعر ابن هتيمل)، في سنة
1381هـ/1961م، وقد نشر الديوان في مجلدين، كاملاً بتحقيق الدكتور (عبد الولي عبد الوارث
الشميري) الذي نال به درجة الدكتوراة، وعززه بعرض وتحليل في مجلد ثالث عن الشاعر وشعره
وعصره.
وفاته
يعد ابن هتيمل من الشعراء المعمّرين، حيث
توفي رحمه الله بعد مائة عام من الحياة الحافلة بالأحداث والزاخرة بالأدب والشعر رحمة
الله عليه.