هناك القليل من البشر ممن يمنحهم الله روح الريادة في الصغر, ويهيئ لهم المناخ الذي يحتضن موهبتهم ويقدرها وينميها, من هؤلاء الرواد الصغار الفتى البريطاني فيمي أوليد- كومب Femi Owolade-Coombes الذي يبلغ حالياً من العمر 12 عام, ويعيش في كاتفورد بجنوب لندن.
عندما كان فيمي في سن السابعة تم تشخيصه مريضاً بمتلازمة توريت Tourette’s Syndrome وهو مرض عصبي يتسبب للمرضى في
نوبات من التشنج والتلفظ اللاإرادي وزيادة معدل الوسواس القهري لديهم، لكن
هذا لم يكن عائقا لفيمي عن تعلم البرمجة في سن التاسعة.
حيث تعلم لعبة ماينكرافت Minecraft وساتخدام لغة البايثون
البرمجية على حاسوب راسبيري باي, وتعلم التحكم في الروبوت مستخدماً تقنية ARM للمعالجات متناهية الصغر. وحينها قرر ان يؤسس
مجموعة صغيرة لصغار الشغوفين بالبرمجة في جنوب لندن South London Raspberry Jam
ليتشارك شغفه بالبرمجة معهم.
وقد اختار أن يكون غالبية الأطفال الذين يحضرون في تلك المجموعة من
المصابين إما بالتوحد او بمتلازمة توريت, ومنذ ذلك الوقت وعلى مدار ثلاث سنوات وهو
يدير المئات من ورش العمل المجانية في البرمجة والروبوت في بريطانيا وخارجها, حيث
أطلق من أجل إقامة ورش لتعليم الأطفال في بنجلاديش البرمجة والروبوت حملة تمويل
جماعي ناجحة على إنديجوجو, واستطاع بفضلها أن يدير 17 ورشة, حضرها 220 من صغار
الفتيان والفتيات هناك.
وقد حظيت الأنشطة والفعاليات المجتمعية التي يديرها فيمي بالإشادة
الإعلامية, وبالتقدير من الهيئات والمؤسسات المعنية بتكريم صغار الرواد, ففي عام
2016 كان أحد المتأهلين لجائزة شركة BT لصغار الرواد, وفي عام
2017 فاز بجائزة ديانا Legacy Diana Award حيث تمت دعوته إلى قصر
سانت جيمس وقدمت له الجائزة من قبل دوق كامبريدج والأمير هاري.
وقد نجح فيمي في تأسيس نشاطه التجاري الخاص
بتنظيم الورش للشركات والمؤسسات العامة في الوقت الذي يواصل فيه عمله المجتمعي.
وقد تم اعتباره من الممكنين من التغيير Change-enabler وسفيراً ملهماً لشباب المبرمجين.
د. مجدي سعيد
1-