وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

ستيف جوبز.. القائد الإداري الأشهر في عالم التقنية



مجتمع بوست | ستيف جوبز.. القائد الإداري الأشهر في عالم التقنية



"لقد كنت أمتلك أكثر من مليون دولار عندما كان عمري 23 عاماً، و10 ملايين عندما كنت في الرابعة والعشرين، و100 مليون عندما كان عمري 25 سنة، لكن لم يكن لذلك أي أهمية، لأنني لم أكن أفعلها من أجل المال"!

هكذا قال ستيف جوبز، القائد الإداري البارز في عالم التكنولوجيا، وأحد أهم رجال القرن العشرين، وأكثرهم إثارة للجدل.
ولد ستيف بول جوبز في سان فرانسيسكو في 24 فبراير 1955 ، لأبويين غير متزوجين وهما عبد الفتاح الجندلي وجوان شيبل، اللذان قاما بعرضه على عائلة أخرى لكي تقوم بتربيته، حيث تبناه زوجان وهما بول وكلارا جوبز، اللذان اتخذ "ستيف" بعد ذلك لقبهما "جوبز" للأبد.

نشأ "جوبز" مع والديه بالتبنّي، في جنوبي سان فرانسيسكو، في بيت صغير يقع في قلب وادٍ سرعان ما أصبح معروفاً باسم "وادي السيليكون". وعاش الصبي شبابا عاديا، كأي شاب أمريكي وتأثر كثيرا بأفكار "الهيبيز" في بداية دراسته بالجامعة، الشعر الطويل، السراويل المفتوحة، الموسيقى الصاخبة. ولم يكن "ستيف" في مدرسته آنذاك تلميذاً ناجحاً، لكن كانت هناك مادة واحدة تثير حماسته وشغفه وهي الإلكترونيات، كان هاوياً ومتحمّساً وعاشقاً لعالم التكنولوجيا، ثم تخرج من المدرسة الثانوية والتحق بالجامعة، ولكن بسبب ضائقة مالية توقف عن الدراسة.

وبعد أن ترك دراسته، سعى "جوبز" لتنمية مهاراته في مجال التكنولوجيا والإلكترونيات، فقدم ورقة بأفكاره في مجال الإلكترونيات إلى لشركة "أتاري"، وهي أول شركة في صناعة ألعاب الفيديو، وتمكن من الحصول على وظيفة مصمّم ألعاب فيها، وكان يهدف من هذا إلى توفير المال اللازم للسفر إلى الهند.

وبالفعل ترك "جوبز" عمله لفترة سافر خلالها إلى الهند، ثم عاد من رحلته برأس حليق مرتدياً جلباباً هندياً، وأثناء رحلته الهندية هذه للتأمل واكتشاف الحياة جرب تعاطى حبوب الهلوسة، حيث تحول إلى "البوذية" هناك، وظل متأثر بالفلسفة الهندية طوال حياته.
لم تستمر هذه الحياة المضطربة كثيراً، إذ أسس "جوبز" فى عام 1976 شركة آبل مع صديقه القديم  ستيف وزيناك، وكان المقر الرسمى للشركة جراج عائلة الأخير، وحصل الصديقان على رأس المال اللازم تأسيس الشركة بعد أن باع جوبز سيارته الـ«فولكس واجن» فيما باع «وزيناك" آلته الحاسبة.

وكان الهدف الرئيسى من تأسيس "آبل" هو إضفاء طابع الديمقراطية على عملية التكنولوجيا، وإتاحة التقدم العلمى للجميع وذلك بابتكار أجهزة أصغر، أرخص، أذكى، وبينما ابتكر "وزيناك" أجهزة كمبيوتر شخصية سهلة الاستخدام، تولى "جوبز" عملية التسويق، وكان سعر أول جهاز كمبيوتر 666 دولاراً، ووصلت أرباح الشركة من مبيعات أول جهاز إلى 774 ألف دولار.

الوصفة السحرية
كان "جوبز" أول من أطلق موجة الكمبيوترات الصغيرة الشخصية، إذ فطن إلى أن الناس العاديين يمثلون سوقاً عملاقاً، فقرر إدخال الحاسوب إلى البيوت ومناضد الموظفين والعاملين وكسر احتكاره على كبريات الشركات وهكذا ولد الكمبيوتر "آبل" ، ومن بعده كمبيوتر "ماكنتوش" الذي ذاع صيته وأصبح المفضل لدى جموع الناس حول العالم، لأنه حقق شعار "التكنولوجيا للجميع".

عرض "جوبز" كل منتج كنظرة للمستقبل، وجعل كل شيء يبدو ممتعاً للغاية، كان صاحب رؤيا ومديراً ذا شخصية جذابة تتمتع بمهارات تواصل ممتازة، لكنه كان مستبداً لا يرحم، ومصاباً بجنون العظمة أيضاً، إذ كان يرى في نفسه واحداً من عظماء قادة العالم الثقافي أو السياسي في عصرنا هذا. ومن خلال أحاديثه كان جوبز يعتبر نفسه واحداً من الأشخاص المميّزين القلائل في العالم، أمثال شكسبير ونيوتن، "أما البقية فهم بلا قيمة، ولا يعنون شيئاً"!

وفي عام 2007 بدأت الإثارة الحقيقية حين قامت "آبل" بإختراع الهاتف الجوال iPhone كجهاز بسيط ومتطور، وكانت هذه هي الوصفة السحرية التي يطبقها جوبز في كل منتجاته،  أي البساطة التطور، ثم ظهر بعدها جهاز i Pad في 2010
وذات مرة، سئل جوبز عن سر الأفكار الخيالية التي تتمتع بها "آبل" فقال: "إن من يعمل في الشركة ليسوا فقط مبرمجين بل رسامين وشعراء ومهندسين ينظرون للمنتج من زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم ".

من "مجنون" إلى قائد
فى كتاب «أن تكون ستيف جوبز.. تطور شخص متهور ومجنون إلى قائد صاحب رؤية» للكاتبين ينبرن تشلندير وريك تيتزيلى، والصادر فى الولايات المتحدة نهاية مارس الماضى، محاولة لمعرفة سر نجاح هذا الرجل وكيف قرأ المستقبل وأسرع بعملية التغيير التكنولوجى.
ويؤكد مؤلفا الكتاب أن مؤسس "آبل" كان يتمتع بقدرة خارقة على توصيل وجهة نظره والتعبير بطريقة مقنعة تسحر كل من يستمع إليه، وكان الجميع يقتنع بما يقول بفضل طريقة تعبيره عن وجهة نظره والحماس الذى يملأ صوته وهو يشرح ما يريد.

ويكشف الكتاب أسرار نجاح "جوبز" فى إدارة "آبل" والتى تتلخص فى الاستعانة بالأشخاص المناسبين في العمل، والثقة فى قدراتهم وعدم التدخل فى عملهم، فقد كان حريصا على الاستعانة بمجموعة من المديرين التنفيذيين الخبراء فى مجال عملهم وترك لهم حرية التصرف دون تدخل منه إلا عند الضرورة.

وتحول الرجل إلى أسطورة، لقدرته على أن يقدم للبشر ما يحتاجونه وعلى توفير منتج يقدم خدمات إضافية، وفى بداية إنتاج الـ«آى بود» كان سعره أعلى بكثير من الـ«سى دى بلاير»، ولكن القدرة الهائلة على التخزين جعلته يجذب أنظار المستهلكين.

ولدى "جوبز" مقولة شهيرة وهي أنه "في كثير من الأحيان لا يعرف الناس ما يريدونه حتى يظهر لهم، ومن ثم فإن أفضل الأفكار تأتي من الذين يقوم بتحديد المشكلات ومحاولة إيجاد حلول لها قبل ان يدركها الآخرون".

وينصح "جوبز" أصحاب الأعمال الالتزام بالبساطة والاختصار في اجتماعاتهم، حيث أن كثيرا من الأفراد يملون من القراءة الطويلة والتفاصيل الكثيرة، ولذلك كان الرجل معروفا بأسلوبه الجيد في العرض والذي يعتمد على استخدام الرسومات والخطوط الكبيرة من أجل البساطة والوضوح في الشرح.
ويتعين على الشخص لكي يكون رجل أعمال ناجحا ومبتكرا، حسب نصيحة "جو"، أن يهتم بالتغيير الجذري وليس محاولة محاكاة الأخرين، فمثلاً لا يستوجب عليه أن يؤدي الأعمال بنسبة 10% أفضل من الأخرين ولكن عليه أن يتفوق بمقدار 10 أضعاف عنهم.
وأخيرا، يقول الرجل: "كن شجاعاً لتتبع ما يمليه عليك قلبك وحدسك. فهما وبطريقة استثنائية، يعرفان حقاً ما تريد، وكل ما عدا ذلك ثانوي."

وفي الخامس من أكتوبر 2011، توفي "جوبز" في منزله، بعد ستة أسابيع من تقديمه استقالته كمدير تنفيذي لشركة "آبل" بعدما أحس جوبز بعدم مقدرته على العطاء أكثر، ثم أعلنت الشركة عن خبر الوفاة، وقالت إن رئيسها الراحل الذي كان "نابغة ومبدعاً"، وقد رحل "جوبز" الأسطورة بعد صراع طويل مع المرض، متأثرا بإصابته بسرطان البنكرياس، عن 56 عاما.




ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button