وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

العبوس فى البيت.. الفرفوش خارجه.. الزوج "الفصامى" يرتدى قناع التجهم باعتباره قوة شخصية


مجتمع بوست | العبوس فى البيت.. الفرفوش خارجه.. الزوج "الفصامى" يرتدى قناع التجهم باعتباره قوة شخصية

خدعوك فقالوا إن "التجهم" قوة شخصية!
وفى الماضى كان المثل الشعبى ينصح الأزواج الجدد بأن "إذبح لها القطة فى ليلة عرسها" حتى يظهر الزوج –من أول ليلة- جاداً وصارماً، وبالتالى تنظر إليه الزوجة على أنه "سي السيد" المطاع القوى مرهوب الجانب، الذى لا يبتسم حتى للرغيف الساخن!
ولكن مثل هذا الزوج نفسه لو نجح فى فرض عبوسه وتجهمه ليفرض سيطرته وسطوته باعتباره "سي السيد" فى البيت، قد يكون شخصاً آخر على النقيض من ذلك خارج البيت، تماماً مثلما كان السيد أحمد عبد الجواد بطل نجيب محفوظ الشهير يرهب الست أمينة المسكينة وأبناءها، بينما كان يتباسط مع أصدقائه وخليلاته فى سهرات الأنس والفرفشة!
والسؤال الذى يطرح نفسه هنا.. هل يمكن أن يصاب الزوج بنوع من "الشيزوفرينيا" أو انفصام الشخصية، بحيث يكون انبساطياً مع الناس وعبوساً مع أهل بيته؟
فى البداية تقول احدى الزوجات –موظفة-: إن تعامل زوجها معها فى البيت يختلف عن تعامله مع أصحابه أو زملائه فى العمل، وهذا شئ طبيعى يرجع للاختلاف فى المواقف والأدوار الاجتماعية، ولكن عندما يصل الأمر إلى درجة التناقض، بحيث يكون مرهف المشاعر والحس وخفيف الظل مع الغرباء أو الزملاء فى العمل، ولكنه عندما يدخل البيت يرتدى قناعاً آخر من الصرامة، فإن ذلك يصبح نوعاً من ازدواجية الشخصية يتطلب وقفة حاسمة من الزوج والزوجة معاً، وربما يصل الأمر فى بعض الحالات المتطرفة إلى الطبيب النفسى، إذا كان الزوج مثقفاً بطبيعة الحال وليس مجرد "سى السيد"!


ومن جانبها تؤكد السيدة (ل.ل.ق): أنها اعتادت على هذا التناقض التى يمارسه زوجها فى تصرفاته مع زملائه وتصرفاته معها، حيث المجاملات والابتسامات مع زملائه، فى حين أنه يبخل عليها بمجاملة أو ابتسامة أو كلمة إطراء صغيرة.وتقول السيدة فوزية علي–اخصائية علاقات عامة-: أن الزوج الشرقى غالباً ما يرتدى زى "الأسد" مع زوجته وأولاده، ولكنه سرعان ما يخلع هذا الزى مع أصحابه خاصة فى جلسات السمر، وهذا ما جسده الكاتب الكبير نجيب محفوظ فى الثلاثية الشهيرة، حيث الزوج المتجبر المتسلط مع زوجته وأولاده، فى حين أنه إنبساطى بشكل فج مع زملائه وأصدقائه، إنه "أسد" فى الداخل وفى الخارج "نعامة"!

أما الدكتورة سعاد صالح الاستاذة بجامعة الأزهر: فتؤكد أن الكثير من الأسر العربية نعانى من هذه الازدواجية، وهذا راجع لعدم قدرة الزوجين على التواصل نفسياً وعاطفياُ مع بعضهما البعض، ولذلك نجد أن كل طرف يترك الآخر يعيش فى عالم مستقل به، والنتيجة الطبيعية هى عدم صمود هذا الزواج طويلاً، حيث لا توجد أرضية مشتركة يقف عليها الطرفان، فى حين أن الدين الإسلامى يحض الأزواج على اللين والرحمة والمودة مع زوجاتهم، كما أن الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" كان يعامل زوجاته أمهات المؤمنين بكل رقة وإنسانية وكان دائم التبسم داخل البيت وخارجه.
وترى الكاتبة نادية وحيد: أن الزوج الذى يغير جلده فى البيت عن الخارج بشكل مبالغ فيه مريض اجتماعياً وهذا ما أكدته فى مجموعتى القصصية بعنوان "حضن العمر" فقد تناولت في بعض القصص مشكلة أساسية متمثلة فى عدم وجود الصراحة والشفافية بين الطرفين، فينتج عن ذلك التناقض صراع دائم بينهما.
وفى تقديرى أن مثل هذا الزوج يقوم "بالتنفيس" عن مشاعره مع الآخرين، بدلاً من أن يفعل ذلك مع زوجته كما هو مفترض ،ولذلك ينبغى على الزوجة تهيئة المناخ فى منزلها حيث تحد من هذه الحالة فعليها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أن تقوم بنوع من التنفيس، حتى تخرج بزوجها من هذه الحالة من خلال "تلطيف الجو" بالدعابة وخفة الظل قدر الإمكان.

هذا ما قالته الزوجات، فما هو رأى الطب النفسى فى ظاهرة الزوج العابث فى الخارج العبوس فى داخل المنزل، يقول الدكتور محمد مصطفى أستاذ الطب النفسى أولاً هذه الحالة ليست تناقض وإنما هى دوائر اجتماعية يتحرك فيها الزوج من وقت للآخر، حيث الدور الاجتماعى التى يؤديه مع زملائه يختلف عن دوره داخل المنزل، والدور التى يقوم به أثناء فترة الخطوبة يختلف عما بعد الزواج.

·       كيف؟
-   الحقيقة أن المسئولية الاجتماعية والاقتصادية التى تفرضها الأسرة، والتراكمات والضغوط تجعله حازماً وملتزماً فى تعامله مع أسرته، ولكن عندما تأتى له فرحة الالتقاء مع الأصدقاء فإنه "ينسى" هذا الدور الحازم مؤقتاً ويخفف من الضغوط النفسية ليصبح على راحته بعض الوقت، وبالتالى يصير مرحاً وضحوكاً!
أما الدكتور عادل محمود فيرى: أن التنشئة الذكورية فى مجتمعاتنا لها دخل كبير، حيث أن هذه التنشئة تجعل الرجل يتصرف أحياناً بقسوة فى منزله، لاعتقاده بأن ذلك من صفات الرجولة الحقة، كذلك التكوين البيولوجى يدفعه للتفاعل الخارجى، أى أن لديه ميولاً لحالة من المشاركة والتنفيس الخارجى، فى حين أن المرأة لديها على الجانب الآخر- ميل إلى التفاعل الداخلى، أى لشعورها بالإخلاص والتفانى داخل نطاق الأسرة لا خارجها، خاصة وأنها منوط بها القيام برعاية الأطفال وغير ذلك، كذلك فلسفة التناقض التى يعيشها كل من الرجل والمرأة فى المجتمعات العربية تجعل كل منهما فى صراع، حيث كل طرف يسعى للبحث عن الهوية والاستقلال بعيداً عن الآخر ونتيجة هذا الصراع هو "الملل الزوجى" أو الانفصال العاطفى بين الزوجين أى أن يستمر الزوجان ولكن بدون عواطف مجرد غريبين تحت سقف واحد!
·       وكيف يمكن للزوجة أن تخلع عن زوجها قناع التجهم فى البيت؟
-   هناك العديد من التصرفات اللبقة والذكية التى تستطيع الزوجة القيام بها، من أجل إخراج زوجها من حالة "الفصام الاجتماعى" ومنها مثلا- أن تعمل على تغيير جو المنزل وتعيد ترتيب الأثاث، وهذا التصرف الصغير له تأثير بالغ الأهمية فى مزاج الزوج وتصرفاته، خاصة إذا كان من النوع الملول الذى يصيبه السأم بحكم العادة، كما يمكن للزوجة أيضاً دفع الدماء فى شرايين الحياة الزوجية، عن طريق الزيارات العائلية سواء إلى الأهل أو الأصدقاء المشتركين للأسرة، حتى توفر للزوج جو الصداقة داخل المنزل فلا يهرب إلى الخارج بحثاً عنها، كما أن على الزوجة التعامل هى نفسها "كصديق" مع الزوجة، بمشاركته اهتمامته بكرة القدم مثلاً أو الهوايات الأخرى التى يهتم بها، ومن هنا يجد الرجل كل متطلباته النفسية والاجتماعية داخل البيت، وتنتهى حالة "الشيزوفرينيا" إلى غير رجعة!

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button