أنيس منصور.. هل لازلتم تذكرونه؟
بقلم/ صلاح الإمام
هو من أبناء المنصورة الجميلة وأنا بلدياته.. لم يمض وقت طويل على فراقه دنيانا فقد توفى فى 21 اكتوبر 2011 ومع ذلك
خرج من ذاكرة الكثيرين الذين عاصروه ..
كان أنيس منصور هو أكبر نقطة تحول فى حياتى،
وتعلقت به، وقرأت جل مؤلفاته، وكانت كتاباته سببا فى توسيع مداركى منذ مرحلة الصبا
..
فى مكتبة مدرستى الإعدادية لفت نظرى كتاب
اسمه (أرواح وأشباح) استعرنه وقرأته كله على يومين.. ولما ذهبت لأعيده للمكتبة وجدت
كتابا آخر له اسمه (الذين هبطوا من السماء) فاستعرته وقرأته فى ليلة واحدة .. وكان
ذلك عام 1975.
أرواح وأشباح
كان أنيس منصور يتقن عدة لغات، ومكنه ذلك
من الإطلاع على ثقافات عديدة ومختلفة نقلها إلينا فى كتبه، وكان ينقل مؤلفات أجنبية
ويضع عليها اسمه بعد تغيير طفيف فيها، وتفرد عن كتاب جيله ومن سبقه من الأجيال فى الكتابة
بتوسع فى عالم الأرواح والأشباح والخوارق البشرية كقراءة الأفكار وتحريك الأجسام بنظرات
العين وتناسخ الأرواح وإجراء الجراحات بدون مخدر وغيرها من الخوارق .. إلى جانب كتابته
بإسهاب فى مجال الأطباق الطائرة والمخلوقات الغريبة التى نزلت إلى الأرض على مدى أزمنة
كثيرة، وخوارق الفراعنة.. وكلها كانت أشياء تبهرنى وجعلت منى شخصا ذا خيال واسع ..
بعدها بدأت أتتبع كل مؤلفاته، وأول كتاب
اشتريته له كان كتاب (أرواح وأشباح) بمبلغ 125ج من مكتبة الثقافة بالمحلة الكبرى
.. وكان هذا مبلغاً كبيراً لكنى رأيت أنه أعظم شىء تملكته فى حياتى وقتها وهو أحد مؤلفات
أنيس منصور، وبعدها اشتريت: الذبن هبطوا من السماء، الذين عادوا إلى السماء، القوى
الخارقة، وهذه الكتب الأربعة كان بينهم عامل مشترك وهو الخيال والخوارق ..
حول العالم فى 200 يوم
ثم بدأت أشترى له مؤلفات أخرى بعيدا عن
هذه المجالات فقد فتنت به وبكل ما يكتبه، فاشتريت له: يوم بيوم، قالوا، وداعا أيها
الملل... وكان أغلى كتاب اشتريته فى حياتى وقتها هو (حول العالم فى 200 يوم) اشتريته
بثلاثة جنيهات من مكتبة الثقافة بالمحلة، وقرأته من الغلاف للغلاف،ثم اقتنيت مؤلفه
(العظماء مائة وأعظمهم محمد) الذى كتبه الكاتب الأمريكى مايكل هارت لكن أنيس نشره وعليه
اسمه كما لو كان هو مؤلفه ولم يجد غضاضة فى ذلك !!
ثم صدر كتابه الذى يندرج تحت بند المذكرات
(فى صالون العقاد كانت لنا أيام) وهو مؤلف زاخر بقصص وحكايات تخص كل مبدعى مصر فى النصف
الأول من القرن العشرين.
مواقف الأهرام
ثم بدأت أتابع مقاله اليومى فى الأهرام
(مواقف) وكان يخصص عمود يوم الجمعة للحكم والمأثورات .. وهو فى الأصل أستاذ فلسفة فكنت
أتشبع من كتاباته قطرات من هذا العلم (الذى كرهته بشدة لاحقا) ..
كان أنيس من حوارى السادات، ومن المقربين
له، وأيد زيارة السادات للقدس وكامب ديفيد وزار اسرائيل والتقى شامير وأجرى معه حوارا
نشر فى أخبار اليوم ..
مازلت أحتفظ بالكثير من مؤلفات هذا المبدع
الموسوعى ..
كنت فى صباى وشبابى أتخذه مثلى الأعلى وأتمنى
أن أكون مثله ..
لكن ظروف زمنى لم تكن مثل زمنه
والحمد لله على ما قضاه لى وما قسمه لى
..