في عالم اليوم، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي والبرمجة من أهم المهارات المطلوبة للمستقبل، تبرز قصص رواد الأعمال الذين استثمروا شغفهم في بناء منصات تعليمية مبتكرة.
ومن بين هؤلاء الرواد يبرز اسم المهندس محمد جاويش، مؤسس شركة iSchool، التي أصبحت أكبر منصة ناشئة متخصصة في تعليم البرمجة والذكاء الاصطناعي للأطفال من عمر 6 سنوات وحتى 18 سنة.
بداية الفكرة
بدأت قصة شركة iSchool من ملاحظة بسيطة: الأطفال يقضون وقتًا طويلًا أمام الأجهزة الإلكترونية، فلماذا لا يتحول هذا الوقت إلى تجربة تعليمية ممتعة ومثمرة؟ من هنا انطلقت رؤية محمد جاويش، الذي أدرك أن المستقبل الرقمي يحتاج إلى أجيال صغيرة تتقن لغات البرمجة وتفهم أساسيات الذكاء الاصطناعي منذ وقت مبكر.
تأسيس شركة iSchool
في البداية لم يكن الطريق سهلًا؛ ففكرة تعليم الأطفال البرمجة لم تكن شائعة في العالم العربي. لكن بفضل إصرار المهندس محمد جاويش وفريقه، انطلقت شركة iSchool لتصبح بيئة تعليمية متكاملة، تتيح للأطفال تعلم مهارات المستقبل بطريقة مبسطة وتفاعلية.
بدأت الشركة بعدد محدود من الطلاب، ومع مرور الوقت توسعت خدماتها لتشمل آلاف الأطفال في مختلف الدول العربية، بل وامتدت إلى تعاونات عالمية مع مؤسسات تعليمية رائدة.
منهجية التعليم في شركة iSchool
تعتمد شركة iSchool على مناهج متدرجة، تناسب مختلف الأعمار والمستويات. ومن أبرز ملامح المنهج:
-
منهج مبسط للأطفال (6-9 سنوات): تقديم المفاهيم الأولى للبرمجة عبر ألعاب تعليمية ممتعة.
-
المستوى المتوسط (10-14 سنة): تعليم أساسيات البرمجة بلغات مثل Python وScratch، وتنمية مهارات التفكير المنطقي.
-
المستوى المتقدم (15-18 سنة): التعمق في الذكاء الاصطناعي، تعلم بناء تطبيقات، وتصميم مشاريع تقنية متكاملة.
هذا النظام يجعل الطفل ينتقل تدريجيًا من مجرد مستخدم للتكنولوجيا إلى مبتكر قادر على بناء حلول رقمية.
التحديات والإنجازات
لم تخلُ رحلة شركة iSchool من تحديات، منها إقناع الأهالي بأهمية تعليم البرمجة في سن مبكرة، وتوفير محتوى يتناسب مع ثقافة مجتمعاتنا العربية. لكن بفضل رؤية واضحة وإصرار قوي، حققت الشركة نجاحات كبرى، منها:
-
الوصول إلى آلاف الطلاب في العالم العربي.
-
تدريب جيل جديد من المبرمجين الصغار.
-
المشاركة في مسابقات عالمية للبرمجة والذكاء الاصطناعي.
-
حصول الشركة على دعم واستثمارات جعلتها من أبرز الشركات الناشئة في قطاع التعليم التكنولوجي.
الدروس المستفادة من قصة محمد جاويش
قصة المهندس محمد جاويش مع شركة iSchool تحمل العديد من الدروس الملهمة، من أبرزها:
-
الإيمان بالفكرة: البداية لم تكن سهلة، لكن الإصرار على تحقيق الرؤية كان أساس النجاح.
-
الاستثمار في المستقبل: تعليم الأطفال مهارات الغد أهم من التركيز فقط على مهارات الماضي.
-
التطوير المستمر: النجاح لم يأتِ من مرة واحدة، بل عبر تطوير المناهج باستمرار ومواكبة التطورات العالمية.
-
إحداث تأثير حقيقي: ريادة الأعمال ليست فقط لتحقيق الأرباح، بل لصناعة تغيير مجتمعي ملموس.
لماذا تعتبر شركة iSchool نموذجًا ملهمًا؟
لأنها جمعت بين الفكر الريادي والتعليم المبتكر، وقدمت للأطفال فرصة للتعلم بشكل ممتع وعملي.
والأهم أنها كسرت الحاجز النفسي الذي يربط البرمجة بالكبار فقط، لتثبت أن الأطفال قادرون على دخول هذا العالم منذ سنواتهم الأولى.
الخلاصة
قصة المهندس محمد جاويش ونجاح شركة iSchool ليست مجرد قصة ريادة أعمال، بل هي نموذج لإعادة التفكير في التعليم في عالمنا العربي. فهي توضح أن الاستثمار في عقول الأطفال اليوم يعني صناعة قادة ومبتكرين للمستقبل.
