ظاهرة الدعاة البلوجرز.
لست مستريحا لانتشار ظاهرة الدعاة البلوجرز إن صحت التسمية، فمنذ ثلاثة عقود ابتليت بلاد المسلمين بمن أطلق عليهم الدعاة الجدد، وكان على رأسهم أبرز من نعرف الآن ممن لهم برامج متلفزة ذائعة..
كنا يومئذ نرى في انبعاثهم ألف مبرر، منها روتينية أسلوب الدعوة التي ينتهجها الوعاظ الرسميون المجازون دراسة وتأصيلا، ومن ضيق أفق الواعظ في الوصول إلى الجماهير، وبخاصة الشباب، وربما كان هناك الكثير من الأسباب الاجتماعية الوجيهة التي عملت على أن هرع الكثير من الشباب في سياق ما أطلق عليه الصحوة الدينية يومئذ؛ فكان ما كان من انتشار حلقات الداعية الفلاني، والداعية العلاني، وغير ذلك حتى انتهى المطاف إلى ما انتهى إليه مما علمنا، ومما لم نعلم، وتعاظم بنا الاهتمام والمتابعة حتى صار الأمر لكثير من هؤلاء سبوبة لا حدود لها رضينا على من وافق نهج الدعاة بحق، أو على من خالف لم نرض.
الدعاة البلوجرز ونبطشي الفرح
ومنذ سنوات انتشار مساحة التواصل الاجتماعي، وفي الأخيرة منها خاصة ذاع لكثير من بعض المتكلمين في العزاءات، وفي المناسبات الاجتماعية المختلفة سجلات صوتية ومرئية لبعض من يمكن تسميتهم الدعاة البلوجرز ، يصيحون ويهللون ويجاملون، وينادون الجمهور بأسمائهم، وأحيانا يتوقفون على طريقة نبطشي الفرح (مسوق النقوط في الأفراح الشعبية) ليحيي العريس، والعائلات..
دعاة التليفزيون والبحث عن المشاهدات
الحقيقة أنه شيء غدا مقززا في سياق حالات الاهتراء التي اكتنفت كل الأشياء.
كذا الأمر في شأن هؤلاء المستضافين من الدعاة في حلقات التلفزيون في القنوات الفضائية الخاصة التي غدا الدعاة يتسابقون في لم أكبر عدد من المشاهدات عبر قنواتهم الخاصة بأي كلام يقال في شأن فك المسحور، ورقي المصاب بالعين، واجتلاب الرزق، وجلب الحبيب.
فيا أيها القائمون على الدعوة، ألا تصديتم بحسم لهؤلاء، ومتابعة الأمر بجدية، وإلا كان الأمر وخيم العاقبة على الجميع.
د/ ممدوح سالم