"سلة المهملات ليست الطريق الوحيد الذي يمكن أن تسلكه الخردة، هناك أيضا طريق ثانٍ هو الفن"، هكذا تشرح الشابة التونسية سيرين الطرابلسي موهبتها في تحويل قطع الخردة إلى لوحات فنية.
اختارت سيرين أن تقدم صورة مختلفة عن الفنان التشكيلي الذي يعرفه الناس، فاستبدلت الريشة والأقلام والألوان المائية بقطع الخردة التي يراها الناس منتهية الصلاحية، بينما تراها هي كنزا ثمينا.
تقول سيرين لـ"سبوتنيك"، إن دورة حياة الخردة تبدأ بالنسبة إليها منذ اللحظة التي يتركها فيها الناس، وأن مهمتها تتمثل في جمعها ومن ثمة تحويل وجهتها من سلة المهملات إلى اللوحات الفنية التي تبدع في تشكيلها.
للوهلة الأولى يظن الناظر للوحات سيرين أنه إزاء رسومات رسمت بالريشة أو القلم، ولكنه سرعان ما يكتشف سحر المشهد حينما يقترب منها ويحدّق في تركيبتها الفريدة.
البلاستيك والحديد وأزرار القمصان وأغطية القوارير ودمى الأطفال وأجهزة التحكم والهواتف القديمة هي ما يكوّن لوحات سيرين التي تتفنن في تركيبها واختيار ما يتناسب مع الصورة التي ترغب في تشكيلها.
وتقول الفنانة التشكيلية الشابة "تحويل الخردة إلى لوحات فنية هو بمثابة تركيب أحجيات الصور المقطوعة، فهي تحتاج إلى جرعة زائدة من التركيز والخيال".
وترى سيرين أن قطع الخردة التي يراها الناس عديمة الجدوى، لها مكانتها في لوحاتها، وأن كل قطعة منها مهما ضؤل حجمها لها وظيفتها داخل اللوحة.
تضيف: "أغطية القوارير البلاستيكية تحولت إلى أجزاء من الشعر، وملاقط الغسيل إلى جزء من الوجه.. فكل قطع الخردة مهمة ولها قيمتها الخاصة".
والبورتريه هو أقرب الأعمال الفنية إلى قلب سيرين، فهي عادة ما تحب تطويع الخردة إلى وجوه بشرية عميقة الملامح. تقول "خلف كل نظرة تختفي الكثير من القصص والرسائل".
انطلقت فكرة تحويل الخردة إلى لوحات فنية من مشروع تخرّج اشتغلت عليه سيرين في مشوارها الجامعي بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، وقد استنبطت هذا الأسلوب من الفنان التشكيلي "أرمان فرنانديز" الذي اشتهر به.
تقول: "أردت أن يكون مشروع تخرجي فريدا من نوعه وأن أستخدم تقنية جديدة وغريبة عن الثقافة الفنية التونسية، وهي إعادة تدوير القطع غير الصالحة للاستعمال".
ولم تكن مهمة سيرين سهلة بالمرّة، فتحويل الخردة إلى لوحات فنية يستغرق الكثير من الوقت الذي يمتد أحيانا إلى أكثر من 40 ساعة للوحة الواحدة، كما أنه يستهلك الكثير من الجهد وليالي السهر.
تقول سيرين إن أصعب مرحلة في عملها هي تجميع قطع الخردة. وأضافت ضاحكة: "لقد استبدلت كلمة صباح الخير بهلْ لديك خردة؟.. كنت أطلب من الجميع أن يزودوني بكل القطع التي يرونها غير صالحة للاستعمال دون أن أعلمهم بالسبب".
وقد حظيت سيرين بمساعدة أكثر من 80 شخصا شاركوها مهمة تجميع قطع الخردة لمشروع تخرّجها، من عائلتها وأقاربها وأصدقائها وجيرانها وأساتذتها وحتى من الأشخاص الغرباء.
تضيف: "في النهاية كسبت التحدي وتحصّل مشروعي على أعلى الدرجات، حتى أن لوحاتي خرجت من مدرجات الكلية إلى قاعات المعارض التونسية وباتت تحظى باهتمام الناس".
وتقول سيرين إن تعبيرات الإعجاب والدهشة التي ترتسم على وجوه الناس لدى مشاهدتهم للوحاتها جعلتها تنسى أشهر الإرهاق.
وتسعى سيرين من خلالها أعمالها إلى إيصال رسالة للناس، مفادها أن الفن يمكن أن يكون صديقا للبيئة وأن يسهم في التوعية بالمخاطر البيئية في بلدها الذي يعاني من انتشار النفايات.
تضيف: "بالإضافة إلى الجوانب الجمالية، فإن الفكرة الأساسية من تحويل الخردة إلى لوحات فنية هي التوعية بأهمية "الرسكلة" وبأن النفايات يمكن أن تتحول إلى شيء نافع وغير مكلف".
وتشير سيرين إلى أن لوحات الخردة غيرت طريقة نظرتها إلى الحياة وعلاقتها بالبيئة، فاكتسبت عادات جديدة على غرار جمع النفايات التي يلقيها الناس في الشارع، مضيفة "يجب أن يدرك الجميع أن الضرر الذي يلحقونه بالبيئة سينعكس علينا وعلى الأجيال القادمة".
وتقول سيرين إن خطتها الأولى هي إنشاء ورشة تخولها العمل بأريحية، فقطع الخردة تشاركها غرفة نومها ولم تعد قادرة على احتواء المزيد منها.
وتطمح الفنانة التونسية الشابة إلى الذهاب بعروضها إلى خارج حدود الوطن وأن تخوض أغوار هذا الفن الذي تقول إنه لا يزال يخفي العديد من الأسرار.
اختارت سيرين أن تقدم صورة مختلفة عن الفنان التشكيلي الذي يعرفه الناس، فاستبدلت الريشة والأقلام والألوان المائية بقطع الخردة التي يراها الناس منتهية الصلاحية، بينما تراها هي كنزا ثمينا.
سحر الخردة
تقول سيرين لـ"سبوتنيك"، إن دورة حياة الخردة تبدأ بالنسبة إليها منذ اللحظة التي يتركها فيها الناس، وأن مهمتها تتمثل في جمعها ومن ثمة تحويل وجهتها من سلة المهملات إلى اللوحات الفنية التي تبدع في تشكيلها.
للوهلة الأولى يظن الناظر للوحات سيرين أنه إزاء رسومات رسمت بالريشة أو القلم، ولكنه سرعان ما يكتشف سحر المشهد حينما يقترب منها ويحدّق في تركيبتها الفريدة.
البلاستيك والحديد وأزرار القمصان وأغطية القوارير ودمى الأطفال وأجهزة التحكم والهواتف القديمة هي ما يكوّن لوحات سيرين التي تتفنن في تركيبها واختيار ما يتناسب مع الصورة التي ترغب في تشكيلها.
وتقول الفنانة التشكيلية الشابة "تحويل الخردة إلى لوحات فنية هو بمثابة تركيب أحجيات الصور المقطوعة، فهي تحتاج إلى جرعة زائدة من التركيز والخيال".
وترى سيرين أن قطع الخردة التي يراها الناس عديمة الجدوى، لها مكانتها في لوحاتها، وأن كل قطعة منها مهما ضؤل حجمها لها وظيفتها داخل اللوحة.
تضيف: "أغطية القوارير البلاستيكية تحولت إلى أجزاء من الشعر، وملاقط الغسيل إلى جزء من الوجه.. فكل قطع الخردة مهمة ولها قيمتها الخاصة".
والبورتريه هو أقرب الأعمال الفنية إلى قلب سيرين، فهي عادة ما تحب تطويع الخردة إلى وجوه بشرية عميقة الملامح. تقول "خلف كل نظرة تختفي الكثير من القصص والرسائل".
تعب مخلوف
انطلقت فكرة تحويل الخردة إلى لوحات فنية من مشروع تخرّج اشتغلت عليه سيرين في مشوارها الجامعي بالمعهد العالي للفنون الجميلة بتونس، وقد استنبطت هذا الأسلوب من الفنان التشكيلي "أرمان فرنانديز" الذي اشتهر به.
تقول: "أردت أن يكون مشروع تخرجي فريدا من نوعه وأن أستخدم تقنية جديدة وغريبة عن الثقافة الفنية التونسية، وهي إعادة تدوير القطع غير الصالحة للاستعمال".
ولم تكن مهمة سيرين سهلة بالمرّة، فتحويل الخردة إلى لوحات فنية يستغرق الكثير من الوقت الذي يمتد أحيانا إلى أكثر من 40 ساعة للوحة الواحدة، كما أنه يستهلك الكثير من الجهد وليالي السهر.
تقول سيرين إن أصعب مرحلة في عملها هي تجميع قطع الخردة. وأضافت ضاحكة: "لقد استبدلت كلمة صباح الخير بهلْ لديك خردة؟.. كنت أطلب من الجميع أن يزودوني بكل القطع التي يرونها غير صالحة للاستعمال دون أن أعلمهم بالسبب".
وقد حظيت سيرين بمساعدة أكثر من 80 شخصا شاركوها مهمة تجميع قطع الخردة لمشروع تخرّجها، من عائلتها وأقاربها وأصدقائها وجيرانها وأساتذتها وحتى من الأشخاص الغرباء.
تضيف: "في النهاية كسبت التحدي وتحصّل مشروعي على أعلى الدرجات، حتى أن لوحاتي خرجت من مدرجات الكلية إلى قاعات المعارض التونسية وباتت تحظى باهتمام الناس".
وتقول سيرين إن تعبيرات الإعجاب والدهشة التي ترتسم على وجوه الناس لدى مشاهدتهم للوحاتها جعلتها تنسى أشهر الإرهاق.
لوحات صديقة للبيئة
وتسعى سيرين من خلالها أعمالها إلى إيصال رسالة للناس، مفادها أن الفن يمكن أن يكون صديقا للبيئة وأن يسهم في التوعية بالمخاطر البيئية في بلدها الذي يعاني من انتشار النفايات.
تضيف: "بالإضافة إلى الجوانب الجمالية، فإن الفكرة الأساسية من تحويل الخردة إلى لوحات فنية هي التوعية بأهمية "الرسكلة" وبأن النفايات يمكن أن تتحول إلى شيء نافع وغير مكلف".
وتشير سيرين إلى أن لوحات الخردة غيرت طريقة نظرتها إلى الحياة وعلاقتها بالبيئة، فاكتسبت عادات جديدة على غرار جمع النفايات التي يلقيها الناس في الشارع، مضيفة "يجب أن يدرك الجميع أن الضرر الذي يلحقونه بالبيئة سينعكس علينا وعلى الأجيال القادمة".
وتقول سيرين إن خطتها الأولى هي إنشاء ورشة تخولها العمل بأريحية، فقطع الخردة تشاركها غرفة نومها ولم تعد قادرة على احتواء المزيد منها.
وتطمح الفنانة التونسية الشابة إلى الذهاب بعروضها إلى خارج حدود الوطن وأن تخوض أغوار هذا الفن الذي تقول إنه لا يزال يخفي العديد من الأسرار.