(توبـــــــــة)... رائعة الشاعر محمود شحاتة
طرحتُ ذنوبَ ماضي العُمرِ أرضَا
وجئتكَ تائباً رَبِّي لتَرضَى
فكم أسرفتُ في اللذاتِ جَهلًا
وكم ضيَّعتُ بالإهمالِ فرضَا
طَغَى الأملُ البريءُ وكان حُلماً
جميلاً في ربيع العُمر غضَّا
تردد في الفؤاد هوىً وحُبًّا
وعزماً من ذُبابِ السَّيفِ أمضَى
تدورُ به ليالي العُمر شَوقاً
إلى الأجل المُقَدَّرِ حين يُقضَى
بجودك أدفعُ الأحزانَ كَهلاً
وأجنِي من بِحارِ الوَصلِ فَيضَا
أتيتُ ورَوضَةُ الأحلامِ قَفرٌ
مَنابعُهَا وكُلُّ الناسِ مَرضَى
وليس سواك يارحمنُ حِصنٌ
يرى فيه الشَّقيُّ الأمنَ مَحضَا
يَذودُ عن الحقيقة كُلُّ حُرٍّ
وإن كانَ الطَّعامُ لدَيهِ قَرضَا
ويَشقَى في سَبيلِ العَيشِ عُمراً
ويأنَفُ أن يَبيعَ دَمَاً وَعِرضَا
فلا تتركْ بِبَابكَ (نَابِغيًّا)
يُمَزِّقُ بَعضُهُ بِالهَمِّ بَعضَا