هوى كنجْمٍ ساطعٍ في الثرى
لاحَ وحيّاني سِراعا وفرّْ
"يوسفُ" ما كان سوى زائر
للأرضِ حيّاها وبيا ومرّْ
كان ملاكاً من بني آدم
لكنّه عاف حياة البـشر
يا أجملَ الفِتيانِ يا مصحَفا
أحكمه المولى بكلّ العِبَر
ما زالَ حولي منكَ ظِلّ المَدى
وصوتُ ترتيلِكَ بعض السُوَر
يا دمعَةً في الليلِ في مسْجِدي
وبسمَة إشْراقها كالقَمر
ساءلتني يا يُوسُفي مرّةً
كيفَ حياةُ القَبْرِ والمُسْتقَرّ؟
ما كنت أدري لِم ساءَلْتَني؟
واليومَ حدِّثْني صحيحَ الخبر
كيف حياةُ الخُلدِ يا يوسُفي
وكيفَ رِفْقُ اللهِ بين الحُفر
كيف حياةُ الرّوحِ في خلْدِها
وكيف تَحيا ليْلها والبكر
من ذا يَلومُ الوالِدَينِ الأُلى
تجرعا بُعدَكَ يا ما أمر
من ذا يلُمْني إن رأى أدمعي
سيّالةً تجْري كماءِ المَطَر
لوْ ذُقْتَ يا موْتُ فِراقَ الحَبيب
مثْلي لما أوجعتني بالضـرر
كـأنّمــــا الأيّــــامُ مِــن بَــعْـــــدِهِ
موتى وكل النّاسِ بينَ الحُفر
يوسفُ كان القلبَ في أضْلُعي
ودونَ قلبي ما تفيدُ الصُوَر
لا بدّ من دمعٍ ومن لهْفةٍ
إنّي أبٌ مهما فًؤادي اصطبرْ
لكنّ إيماني بِوَعدِ اللِّقا
رَضيتُ أحكامَ القضا والقدر