المعرفة (Knowledge) هي تراكم للمعلومات (Information) المتوافرة ونسجها مع
بعضها لتنتج علما مفيدا، بينما المعلومات هي تجميع و"تشبيك" للبيانات (Data) مثل الأرقام
والإحصائيات والاستقصاءات والأبحاث، وفحصها والاستنتاج منها لتخرج لنا مادة يمكن
فهمها والاستفادة منها. أي أن البيانات تتحول
إلى معلومات، ثم تتحول المعلومات إلى معرفة.
إذن... ما هي الخطوة
التالية للمعرفة؟ أي ما هي نهاية أو
فائدة المعرفة؟ وما هو الهدف من الحصول
عليها؟
قال الفلاسفة قديماً أن
نهاية المعرفة هي الحكم
(Wisdom) ، أي أن من تتراكم لديه
كميات كبيرة من المعرفة يتحول إلى "حكيم"، يرشد الناس ويعلمهم ويدلهم
ويقودهم إلى ما فيه الخير والحق والعدل والسلام والجمال...الخ الخ، كما كان يفعل
فلاسفة اليونان القدماء، وكما فعل ويفعل كل الفلاسفة الذي أتوا من بعدهم حتى الآن،
أو كما يعتقدون أنهم يفعلونه.
في العصور الحديثة تحول
الهدف من الحصول على المعرفة والعلم أيضا إلى هدف واقعي وليس مجرد كلام نظري يقوم
بها الفلاسفة، أصبح الهدف من المعرفة والعلم أو نهايتهما هو إفادة البشرية إفادة
عملية، أي أن المعرفة والعلم أيضا يجب أن يتحولا إلى فعل
(Action) أو أداة أو وسيلة أو طريقة أو ابتكار
(Creation) أو إبداع (Innovation)،
ليفيدا البشرية في حياتها العادية على ظهر الأرض.
إذن كوني حكيما أو
فيلسوفا أو حتى عالما ليس كافيا، المهم أن تتحول حكمتي وفلسفتي وعلمي ومعرفتي إلى
أدوات تفيد البشرية، عن طريق الابتكار والإبداع والاختراع والصناعة والإنتاج
والتطوير والتسويق...الخ الخ، فلا قيمة لحكمة أو فلسفة أو معرفة أو علم بدون
استخدامها في إفادة البشرية، وجعل حياتها أفضل وأرقى وأجمل.