ليس خافيا أو غريبا أن السر يكمن في المقاومة؛ مقاومة تستند إلى إيمانك بالحق الذي تدافع عنه.
يتسم المعتدي دوما بالوحشية والجبروت واستثمار
طاقات الشر لديه في إرهاب الخصم، ظنا منه سرعة التسليم والإقرار بمطالبه المزعومة أنها
شرعية.. وهنا يبدأ التنفيذ بالهجوم والاعتداء على المختار من ضحاياه ويراقب... يمكن
له أن يكسب جولة أو جولتين لكن إلى حين تبدأ المقاومة من الطرف الآخر وتستمر متصاعدة
نحو الصمود وتظل قاهرة كبر العدو المتغطرس حتى يفقد أعصابه ويلوح في النهاية بكل أسلحته
الفتاكة.
هنا تعلم أنه قد قهر، وأنه يعلن هزيمته،
وأنه لا مناص من قدومه على الانتحار هو وشعبه متى اتبعه.
قس على ما تقدم تاريخ المقاومة الباسلة
لأي شعب عبر التاريخ، وفي العصر الحديث تأمل المقاومة الفلسطينية الباسلة للعدو، وها
هي الآن تتجسد في أوكرانيا لتقلب موازين المعادلة بالكلية، فتسجل معها تلك النتائج
الراهنة التي تمسي معطيات لاحقة لنتائج متغايرة كل لحظة.
وهاتيك ما يحدث...
_إمداد نوعي متصل ومتطور سياسيا واقتصاديا
من الناتو. (وليس من بعيد لبعيد، كما وصفت من قبل)
_إمداد عسكري بأسلحة أمريكية فتاكة. (لم
تزل أمريكا تجيد العراك بيد الغير)
_تقهقر وخسائر فادحة للجيش الروسي، وتلويح
بالنووي وهذا علامة الهزيمة الكبرى (تأمل دواعي ضرب اليابان بالقنبلة الذرية)
_تلويح وتلويح مقابل...
_الرجوع إلى الوراء... ومحاولة كفانا شر
القتال..
_هنالك يسري بين صفوف المقاومة صوت جماعي
يبعث على الاستمرار، "لا تستسلم ما دمت مؤمنا أنك على الحق" بينا نستمع إلى
آخرين يعززون "لسنا عربا فيسهل افتراسنا!"
هذا وإلى هذا الصباح لم يزل المشهد صعب
القراءة حتى على أولئك الأكابر في هذا الميدان.