من تعريفات القائد أنه "الشخص الذى
له أتباع"، ووجود الأتباع مهم جداً مثل وجود القادة تماماً، فلولا الأتباع ما
استطاع القادة تحقيق رؤيتهم وأهدافهم، فالقادة يحققون هذا من خلال أتباعهم وبهم ولهم
أيضاً.
قيل أنه "بدون أتباع، لكان نابليون
مجرد رجل يرتدي قبعة"، فلولا جنود وضباط نابليون ما حفق انتصاراته وفتوحاته وأمجاده،
ولظل نابليون العظيم ضابطا فرنسيا صغيراً.
إذن... ماذا يتوقع الأتباع من القادة؟ أو
ما الذي يتمنى الأتباع تواجده في قادتهم؟
تم في الولايات المتحدة الأمريكية عمل بحث
أو استقصاء بين آلاف الموظفين والعاملين في مؤسسات متعددة عن الصفات التي يرونهم ضرورية
أن تتوافر في مديرينهم أو رؤسائهم أو قادتهم.
ذُكِرَ للموظفين 20 صفة مميزة، وطِلبِ منهم
أن يختاروا ما يرونه مهما منها من حيث أهميتها من وجهة نظرهم أن تتوافر في قادتهم،
وهذه الصفات كانت: النزاهة، الكفاءة، النظرة المستقبلية، الإلهام، الذكاء، العدل، سعة
العقل، الشجاعة، المباشرة، التخيل، المشاركة، التدعيم، الاهتمام، التعاون، النضوج،
الطموح، التصميم، التحكم في النفس، الإخلاص، والاعتماد على النفس.
جاء على رأس القائمة، وبفارق كبير عن بقية
الصفات الأخرى، أربع صفات أساسية رأى الموظفون والعاملون أنها أهم الصفات التي يجب
أن يتمتع بها قادتهم وهي: الأمانة، الكفاءة، الرؤية، والإلهام.
1- الأمانة
جاءت الأمانة (Honesty) أو النزاهة (Integrity)، وبفارق كبير، على
رأس قائمة الصفات التي يجب ان يتمتع بها القادة في رأي الأتباع، وتعني بالنسبة لهم
الشرف والاستقامة والأخلاق والثبات على المبدأ، والعمل بما يقوله القائد فعلا وليس
إطلاق شعارات رنانة فارغة.
2- الكفاءة
جاءت الكفاءة (Efficiency) مباشرة بعد الأمانة في الترتيب، وتعني المهارة المهنية والحرفية،
ومعرفة كيف يمكن إدارة المؤسسة لإحداث التغيير المطلوب، وإدراك كيف تحدث الأشياء وطرق
مواجهتها.
الأمانة والكفاءة هما وجها العملة في الإدارة
والقيادة والزعامة، ولا يغني وجود أحدهما عن وجود الآخر، فلو كان المدير أو القائد
أمينا نزيها شريفا ولكن تنقصه الكفاءة الإدارية أو المهارت القيادية، فربما تخرج الأمور
عن سيطرته نتيجة عدم حرفيته ومهارته وفهمه لعمل المؤسسة، وربما استغل من حوله جهله
لإدارة المؤسسة لمصلحتهم الشخصية، مما يؤدي في النهاية إلى فشل المؤسسة أو الهيئة أو
الشركة.
ولو كان المدير كفؤا ماهر محترفا، ولكن
تنقصه الأمانة والنزاهة والشرف، لاستغل كفاءته ومهارته لإدارة المؤسسة لمصلحته الشخصية
والتكسب منها، وربما يحيط نفسه بمن هم فاسدون مثله حتى لا ينكشف أمره، فتفسد المؤسسة
بالكامل.
3- الرؤية
الرؤية (Vision) عنصر مهم جداً يجب توافره في القادة، وهي القدرة على النظر إلى الأمام
فى اتجاه التغيير الجديد والمطلوب، وهي القدرة على توقع المستقبل وإعطاء الإتجاه الصحيح
لأعضاء الفريق لتحقيق المطلوب، وفي نفس الوقت يدرك الأتباع دورهم وأهميتهم فى تحقيق
المستقبل الواعد لأنفسهم ومؤسساتهم وهيائهم وشركاتهم، ولأوطانهم وبلادهم أيضاً.
4- الإلهام
جاء الإلهام (Inspiration) رابعا في القائمة، ويعني قوة الإقناع لدى القائد، وقدرته على نشر
حلمه الشخصي، والذي يصبح حلما لجميع أفراد المؤسسة، عن طريق الوضوح والحماس والعمل
الجاد الذي يلمسه كل أفراد المؤسسة.
قال "بنجامين دزرائيلي"، رئيس
وزراء بريطانيا الشهير جداً، "يجب أن أتبع الناس، ألستُ قائدهم؟"، أي أن
القائد يجب أن يرى ماذا يريد الناس، ويجب أن يعمل لتحقيق ما يطلبونه، وبالتالي سيقنعهم
أنه القائد المطلوب ليسيروا خلفه ويحققوا جميعا أهدافهم.
الناس إثنان، قادة وأتباع، ورؤساء ومرؤوسون،
ومدراء وموظفون، وحكام ومحكمون، ورعاة ورعية، ولو صلح الرعاة وبرعوا، صلحت الرعية وبرعت،
ولو فسدوا وضلوا، فسدت وضلت.