وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

 

في أكتوبر 2020 أعلن "جيمس كوينسي" الرئيس التتنفيذي لشركة كوكاكولا أن الشركة ستتتخلص من نصف منتجاتها البالغة 400 منتجا وصنفا وعلامة تجارية (براند).

 

كوكا كولا: تسويق وتخطيط وابتكار... وحكمة أيضاً



لم يكن الجميع سعداء بهذا داخل الشركة وخارجها أيضا، ويقول كوينسي أنه تلقى الكثير من التعليقات من المستهلكين الذين أصيبوا بخيمة أمل كبيرة لأن الشركة تخلت عن بعض الأصناف التي يحبونها، وقال انه فعلا قد يكون من الصعب على بعض العملاء الانتقال إلى أصناف أحرى بديلة، ولكنه يأمل أن الشركة قد تستطيع نوفير أصناف بديلة جديدة لهم.

 

قال كوينسي أنه بنهاية عام 2021، تكون كوكاكولا قد تخلت عن 200 صنف من منتجاتها تقريبا، أي نصف الأصناف التي تنتجها الشركة، ورغم هذا فإن تلك الأصناف الملغاة تمثل 2% فقط من مبيعات الشركة الإجمالية. 

 

يقول كوينسي: لديك فرق كبير بين أكبر المنتجات والأصناف وأسرعها مبيعاً وتحقيقا للأرباح، وبعض المنتحات البطيئة التي تشغل مساحة فقط، والتي تشبه تصلب الشرايين، وبالتالي يجب عليك التخلص منها وتنظيف الشرايين.

 

قال كوينسي حاول الكثيرون من الرؤساء التنفيذيين السابقين التخلص من تلك المنتجات غير المفيدة، لكنهم لم يفعلوا، فهناك ميل في المؤسسة للاحتفاظ بكل منتجاتها كاملة على أساس أنها تاريخ لا يجوز التخلي عنه والتفريط فيه، وأن هذه المنتجات هي جزء من منظومة النجاح الشامل، حتى رغم كون هذه المنتجات عبئا على الشركة أو أصبحت بطيئة النمو أو غير مربحة بما فيه الكفاية.

 

يقول كوينسي أنه يجب أن تكون لدينا القدرة على الرجوع للوراء وإلقاء نظرة شاملة وفاحصة، ونقول نعم لقد حققنا نجاحا كبيرا، ولكن هذا لا يعني أن ما نقوم به طوال الوقت هو الأفضل، وأنه يجب أن نحافظ عليه وأن نحتفظ به للأبد.

 

كان من أهم أسباب تغيير سياسة كوكاكولا التي قادها رئيسها التنفيذي هو ظهور وباء كوفيد – 19، فقد أدرك كوينسي أنه يجب أن تفكر الشركة بشكل أكبر وأشمل، وقال أن الخطر الأكبر في ظل الأزمة الوبائية كان في ربيع 2020، فقد كان الاقتصاد العالمي يتقلص بقوة، وتم إغلاق كل شيء، وانخفض الطلب على منتجات كوكا كولا بشدة، وكانت سلاسل التوريد مسدودة في جميع أنحاء العالم.

 

قال كوينسي أنه وقتها توقفت الشركة عن محاولة إدارة "يومها هذا"، أي العمل يوما بيوم وحسب الظروف وبدون محاولة لمواجهة الأزمة العالمية، وبدأ التركيز تحت قيادته على العمل لمواجهة الأزمة الحالية والتخطيط للمستقبل، فالأزمة ستنتهي يوما ما، وعندما تنتهي فهل نريد أن نكون معروفين بمجرد إدارتنا للأزمة، أم أن نكون معروفين بأننا قد خرجنا من الأزمة أكثر قوة، وأننا خرجنا منها مستعدين لتحقيق المزيد من النمو، وهي الطريقة التي توصلنا بها إلى القرارات المتعلقة بالتخلص من نصف أصنافنا، وتغيير الطريقة التي تعمل بها المؤسسة، وتغيير التركيز على ما نستثمر فيه، لأن تفكيرنا تحول خلال الأزمة للتركيز حول المستقبل وكيف نستعد لدخول 2022.

 

قال كوينسي أن هذه الطريقة في التفكير، قد منحت المؤسسة مزيداً من الاعتقاد بأنه يمكن المخاطرة والتجربة بالفعل، وإلغاء التردد بسبب أن شيئاً ما قد يحدث بشكل خاطئ مما يؤدي إلى الخسارة، بينما يمكن بعد خوض تلك المخاطر أن شيئا قد يحدث بشكل صحيح ويحقق نجاحا كبيرا.

 

ويقول كوينس أيضا أنه بعد انتهاء الأزمة، يجب على الناس أن يجربوا ويبحثوا عن أشياء جديدة وفرص جديدة، وأن على شركة كوكا كولا أن تخرج بابتكارات جديدة ومنتجات جديدة، ترضي احتياجات العملاء القدامى وتكتسب عملاءً جددا أيضا.

 

يقول كوينسي "نحن البشر "مبرمجون" على إعطاء الأهمية إلى حد بعيد للأشياء التي يمكن أن نخسرها، مقارنة بالأشياء التي يمكن أن نكسبها، والتغيير والمخاطرة والابتكار تعني ترك الخوف مما يمكن أن نخسره، مقابل إمكانية ما قد نكسبه".

د. هاني سليمان

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button