خلال 35 (كيلو متر) من مدينة القاهرة
لقرية طحانوب (مركز شبين القناطر) بمحافظة القليوبية، تتراقص علامات الاستفهام،
وتتماوج الاستفسارات، ويتقافز تنمّر الناس على تلك النبتة.
رحلة ويوم ضائع لتزور مزرعة صبّار؟
اذهب للمقابر وشاهد الصبّار.
الناس تروح جناين ورد وفل وياسمين،،
وانت رايح رحلة لمزرعة صبّار
حتى الصبار بيتعمل له مزارع وجناين
حوالي ساعة استغرقتها الرحلة من أمام
محطة مترو كلية الزراعة، لقرية طحانوب، بسبب إصلاحات تتم في الطريق،،
- أعرف أن ليلى مراد غنّت في أحد شوارع
القرية: (اتمخطري يا خيل) وأن القرية كانت تصدّر "الياسمين" لفرنسا خلال
القرن الفائت، ليتم تحويله لعطر..
وكنتُ قد قرأتُ أن ذِكرها جاء في كتاب
القوانين لـ الأسعد بن مماتي (1149م - 1209م) بـ اسم (طحا) وهو الاسم الشائع
المتداول بين الناس الآن..
لكنها جاءت في كتاب (التحفة السنية في
أسماء البلاد المصرية) بـ اسم "طحانوب" وهو اسم هيروغليفي معناه: الأرض
الذهبية.
- أخيرا وَصَلَت السيارة لقرية طحا،،
لن تسأل عن المزرعة.. فهي أشهر من
محافظة القليوبية نفسها..
يأخذك الطريق بين المزارع وينتزعك من أوهام
الحداثة، وضجيج المدينة،،
- معي شقيقتي المُدرّسة بجامعة الأزهر،
أو بالأحرى (أنا الذي معها) فهي صاحبة فكرة الزيارة، ومن عشّاق تلك النبتة الساحرة
بأنواعها الكثيرة جدا.
- لم أجد حارسًا، أو موظفًا للتذاكر،
كما كنتُ أتوهّم،، ولكني وجدتُ القاضي والمستشار الخلوق ثروت بدوي في استقبالنا..
هذا الرائع البسيط جدا الذي يُغيّر
(نظْرَتك وتفكيرك) عن عالم القضاة، والتفكير المُسبق عن القاضي الذي يعيش في برجٍ
ذهبي..
المستشار ثروت بدوي.. الرسام، والشاعر،
والمفكّر الموسوعي، ومؤسس وصاحب مزرعة الصبّار العالمية.. يُسحِركَ بثقافته وعلمه
وتمكّنه اللغوي والخطابي التلقائي في جميع المجالات.
- خلال أربعة عقود، نجح المستشار القدير
في صناعة مَعلمٍ مصريٍّ عالمي، بمجهود فردي، وأصبح اسم "مزرعة الصبار العالمية"
أيقونة مضيئة تتنافس بلدان العالم وجامعاتها ومؤسساتها على زيارتها، لتتفوق بذلك
على مؤسسات دولية وحدائق استثمارية مصرية وعالمية..
- ليس مشروعا استثماريا، ولكنها هواية
رائعة لقاضٍ جليل، نجح من خلالها في تجميع حوالي 12 ألف نوع من الصبار (أنواع
الصبار في العالم 25 ألف نوع) من دون مساعدات رسمية،، لتتغيّر فكرة ونظرة الناس
للصبار، وليعرف الجميع أن الصبار الموجود بالمقابر مجرد نوع من 25 ألف نوع،،
الصبار.. ألوان وأشكال وزهور مبهجة
وبجميع الألوان والأحجام...
شكرا للمستشار الكريم "ثروت
بدوي" على حُسن الضيافة، وحُسن الاستقبال، وصدقَ الذين قالوا عنه: (حاتم
الطائي)