قد تكون نفاياتنا مصدراً لفن جميل لشخص آخر! من البديهي أن نقوم برمي
الإطارات القديمة بعد استبدالها, لكن الوضع يختلف مع "لحسن إيوي", الذي
تعلم هذه الحرفة غير التقليدية من أبيه ليقوم بتحويل الإطارات إلى أحصنة وتنانين
وغيرها.
يجمع الفنان المغربي الإطارات من مكبات النفايات ومقابر السيارات,
وبذلك يساهم في عملية إعادة تدوير الغطارات وتحويل النفايات القبيحة إلى فن جميل.
يستغرق ما بين أسبوع وشهرين لإنهاء قطعة فنية ليبيعا لاحقاً. شارك
"لحسن إيوي" بقطعة فنية (الأسد) فى معرض للفنون في فرنسا.
حاصل "لحسن إيوي", على الإجازة في الأدب الإنجليزي، ورث موهبته
الفنية هذه عن والده الذي كان يستخدم المطاط لصنع دلاء و جرار للإستعمال اليومي .
بدأت موهبة لحسن بالظهور منذ سن الثامنة لتبرز موهبته بعد سنوات خلال برنامج
"صنعة بلادي" الذي تفرد وتميز فيه من خلال موهبته و تقنياته الخاصة فيما
يخص إعادة تدوير المخلفات، وهنا تعرف الجمهور المغربي لأول مرة على هذا النوع من الفن
.
يستخدم لحسن العجلات من مختلف الأنواع والأصناف من إطارات الشاحنات والسيارات
والجرارات وصولا إلى الأنابيب الرفيعة، وأثناء اشتغاله يبدأ بتشكيل هيكل ليحدد معالم
الجسم الذي سيقوم بنحته ثم يشرع في زخرفته بدقة وحرفية .
والجميل أيضا أن هذا الفنان المبدع اختار أن يصنع أدواته بنفسه، فبحكم أنه
كان يقضي معظم وقته في تعلم تقنيات جديدة تطور عمله، استطاع أن يصنع أدواته الخاصة
التي طورها بمجهوده وأبحاثه الخاصة .
اتخد لحسن ايوي من الفن مصدرا للعيش، فبالرغم من أنه يأخد وقتا طويلا لإتمام
عمل فني واحد إلا أنه قرر أن يسخر إبداعه لخدمة البيئة. ويسعى جاهداً لإيصال رسالته
والتعريف بفنه وطنيا وعالميا .
لحسن هو مثال للشاب المغربي والعربي المبدع والمثابر الذي بجعبته الكثير
والكثير، الذي يستحق التنويه والتشجيع والدعم لما يقوم به من مجهود، فهذا الشاب تخطى
حدود الإبداع وأبان من خلال أعماله الفنية عن احترامه ومسؤوليته تجاه البيئة .