الأطفال هم أقرب الناس إلى الفطرة، ومن ثم فهم الأطيب أفئدة،
والأقرب للتعاطف والتفاعل مع من يحتاج إلى ذلك، على عكس بعض الكبار.
ليلي بورن Lily Born فتاة أمريكية ذات أصول آسيوية، تبلغ
من العمر حوالي 17 عاماً.
لكن قصتها بدأت قبل ذلك. فحينما كانت طفلة في عمر الثامنة،
لاحظت إفلات الأكواب من يد جدها المصاب بمرض باركنسون الذي يتسبب في ارتعاش اليد لا
إراديا، وهو ما كان يؤدي دائما لانسكاب ما في تلك الأكواب، الأمر الذي يكون مزعجا بلا
شك، له ولأسرته.
ولكونها تتمتع بعقلية مبرمجة على التفكير في حل المشكلات،
فإنها فكرت في إيجاد حل لتلك المشكلة.
ومن ثم استخدمت البلاستيك القابل للتشكيل، وصنعت منه كوبا
بلاستيكيا ذي ثلاثة أرجل خصيصًا لجدها حتى لا ينقلب، وبالفعل كان الكوب مريحا لجدها
في حمله.
وبعد عام، صنعت نسخة خزفية من نفس الكوب لوالدها حتى يتمكن
من تجنب كوارث انسكاب القهوة على جهاز الكمبيوتر الخاص به.
وبعد المزيد والمزيد من تطوير الابتكار، أصبح كأس كانجارو
Kangaroo Cup الآن الدعامة الأساسية
لشركة ليلي التي تحمل اسم إيماجيرو Imagiroo.
وعبر حملات للتمويل الجماعي على مواقع إنديجوجو Indiegogo وكيكستارتر Kickstarter لدعم هذا المشروع
الربحي ذي التوجه الاجتماعي، استطاعت ليلي بيع الآلاف من الأكواب التي تصنعها وجميع
عشرات الآلاف من الدولارات من الدعم.
وقد طابقت شهرتها الآفاق، حينما قامت وسائل الإعلام الأمريكية
والعالمية بتناول قصتها وقصة مشروعها.
وتؤكد قصة ليلي أهمية العمل على بناء عقلية حل المشكلات في
إطار خلق روح الريادة لدى الصغار من قبل المعنيين بالتنشئة الريادية، وأن الحلول المبتكرة
التي يصلون إليها لا يتطلب الأمر بالضرورة أن تكون حلولا معقدة، بل ربما يكون المطلوب
أبسط كثيراً وأيسر، كخطوة أولى على طريق طويل من ريادة الأعمال، المهم أن يصب الأمر
في حل مشكلة أو تلبية احتياج مجتمعي، وليس فقط أن يؤدي إلى كسب بعض المال.
د. مجدي سعيد