المخترع المغربي.. رشيد اليزمي.. ابتكار تكنولوجيا جديدة لشحن بطارية السيارات الكهربائية فى عشرين دقيقة فقط
موعدنا اليوم مع المخترع المغربي رشيد اليزمي, الذي
يعتبر أحد أشهر علماء الكيمياء الكهربائية في العالم, أعلن مؤخراً عن اختراع
تكنولوجيا جديدة لشحن بطارية السيارات الكهربائية فى عشرين دقيقة فقط, وهى مدة
تعتبر قياسية وأسرع ثلاث مرات مما اخترع حتى الآن فى هذا المجال فى العالم..
في حوار خص به موقع "سكاي نيوز عربية" من مقر إقامته
في سنغافورة، يؤكد رشيد اليزمي، صاحب الـ160 براءة اختراع، أنه اخترع شاحنا جديدا يمكن
من شحن بطارية السيارات الكهربائية في أقل من 20 دقيقة، مع ضمان السير على مسافة ما
بين 250 و 400 كيلومترا دون توقف، وهي المسافة المعمول بها حاليا في معظم السيارات
الكهربائية.
ويؤكد العالم الفيزيائي أنه استغرق 8 سنوات في البحث عن تقنية
تحقق ما هو مستحيل في الوقت الراهن. ويوضح في هذا السياق، أن البطاريات المستعملة حاليا
في جميع السيارات الكهربائية، بما فيها تلك التي تنتجها شركة تيسلا الأميركية الرائدة
في هذا المجال، تحتاج لمدة ساعة لتشحن بشكل كامل، مؤكدا أن "التكنولوجيا المتوفرة
حاليا، لا تؤمن شحنا كاملا وآمنا في أقل من ساعة، فإن حدث ذلك، فهو يرفع درجة حرارة
البطارية، مما يعرضها للانفجار كما يؤثر ذلك على عمر البطارية".
متحدثا عن المراحل التي توصلت إليها التجارب المتعلقة بالتقنية
الجديدة، أكد العالم المغربي، أنه أبرم عقودا مع بعض الشركات من أوروبا وآسيا، والتي
زودته ببطارياتها المستعملة في السيارات الكهربائية لتجربة الشاحن الجديد.
ويقول الأستاذ الزائر بجامعة كاليفورنيا الأميركية للتكنولوجيا
"لقد قمنا بمئات العمليات من الإفراغ والشحن لتلك البطاريات، وقطعنا بها مسافة
200 ألف كيلومتر حتى الساعة، وقد كانت النتائج رائعة".
ويؤكد رشيد اليزمي أنه واثق من أن شركة تيسلا ستقبل على
"الشاحن الخارق" عندما ستبدأ في استعماله الشركات الأوربية والآسيوية.
ويتوقع المدير السابق للمركز الوطني للبحث العلمي في فرنسا،
أن الشاحن الجديد سيحتاج لسنة على الأقل، ليكون متوفرا في الأسواق، وذلك حتى يتم التأكد
من كل الجوانب التقنية، و"هو أمر عادي بالنسبة لأي اختراع".
ويتوقع العالم المغربي، الذي خصص أبحاثه لجعل البطاريات آمنة،
أن تشجع التقنية الجديدة على الإقبال على السيارات الكهربائية، خاصة وأن "العديد
من الناس ينفرون من طول المدة التي يتطلبها الشحن"، كما من شأن التقنية أن تسرع
من عملية التحول التام نحو السيارات الكهربائية بحلول العام 2040 بعدد من دول العالم،
وبالتالي المساهمة في خلق طاقات نظيفة.
تجارب سابقة "لرجل البطاريات"
التجربة الواعدة التي طورها من مختبره في سنغافورة حيث يقيم
منذ سنوات، تشكل استمرارية في بحث العالم رشيد اليزمي عن توفير بطاريات تخدم الاحتياجات
المعاصرة.
فالأجهزة المحمولة التي نستخدمها اليوم، تحمل بصمة هذا الفيزيائي
المغربي، الذي كان من بين العلماء الأربعة الذين جعلوا بطاريات الليثيوم قابلة للشحن.
وهذه التقنية التي تم اعتمادها وتسويقها سنة 1991 مكنت العالم من استخدام الأجهزة المحمولة
بسهولة، عكس ما كان معمولا به قبل ذلك، حيث كانت البطاريات لا تقبل الشحن وبالتالي
يجب استبدالها عند انتهاء شحنتها.
وقد طور اليزمي، نواة هذه التقنية في الثمانينات، في المركز
الوطني للبحث العلمي في فرنسا، حيث خصص رسالة الدكتوراه في علم المواد، حول تقنية إادماج
مادة الليثيوم بالغرافيت، بطريقة مبتكرة، مكنت من جعل بطاريات الليثيوم قابلة للشحن.
اليزمي مهندس وعالم مغربي فرنسي، ولد في المغرب بمدينة فاس،
وهو عالم متخصص في مجال علم المواد. مكّنت أعماله المرتبطة بتطوير مصعد الغرافيت من
جعل بطاريات أيون الليثيوم، قابلة للشحن.
فاز سنة 2014، بجائزة تشارلز درابر التي تمنحها الأكاديمية
الوطنية للهندسة في واشنطن، عن أعماله في مجال تطوير البطاريات، والتي أحدثت طفرة في
مجال الإلكترونيات المحمولة، كما فاز بميدالية جمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات
(IEEE)
عام 2012، وحصل على وسام جوقة الشرف في فرنسا، والوسام الملكي من ملك المغرب عام
2014، وأختير كعضو شرفي في أكاديمية الملك الحسن الثاني للعلوم والتكنولوجيا. في
2019 تم إعطاء جائزة نوبل لثلاثة باحثين شاركوا مع اليزمي في تطوير بطاريات أيون الليثيوم،
بينما تم إقصاء اليزمي من الحصول على الجائزة بسبب قواعد الحصول على الجائزة والتي
لا تسمح بمنحها لأكثر من ثلاثة أشخاص.
سيرته
تلقى رشيد اليزمي تعليمه الثانوي في ثانويتيّ مولاي رشيد
ومولاي إدريس بفاس، حيث نال شهادة الباكالوريا، شعبة العلوم الرياضية، سنة 1971. كانت
بداياته الجامعية بالمغرب في جامعة محمد الخامس بالرباط، التي لم يمكث فيها إلا سنة
واحدة قبل أن يلتحق بسلك الأقسام التحضيرية لكبرى مدارس الهندسة و التي مكنته من ولوج
معهد غرونوبل للتكنولوجيا بفرنسا، سنة 1978. بعد ذلك، أنجز اليزمي أطروحة الدكتوراه،
في مختبر تابع للمركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، في علم المواد، حول دمج الليثيوم
بالغرافيت، عبر استعمال تقنية التحليل الكهربائي للأجسام الصلبة، عوض السائلة الّتي
كانت هي السّائدة. مما شكل قاعدة مهمة لأعماله اللاحقة التي مكنت من تطوير بطاريات
اللليثيوم لتكون قابلة للشحن.
في 1998، ارتقى اليزمي في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي
إلى مدير للأبحاث. بالموازاة مع ذلك، اشتغل أيضا كأستاذ زائر بجامعات كيوطو
(1988-1990) وكاليفورنيا للتكنولوجيا (2000-2010) وجامعة نانيانغ في سنغافورة (منذ
2010).
في 2007، أنشأ اليزمي CFX Battery وهي شركة ناشئة في
كاليفورنيا متخصصة في تطوير وتسويق براءات اختراعاته، خصوصا، تلك المتعلقة بمجال بطاريات
أيون الفليور.
في 2014، فاز رفقة الباحثين جون كودناف ويوشيو نيشي وأكيرا
يوشينو بجائزة درابر التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للهندسة بواشنطن، اعترافا لهم
بأعمالهم ودورهم الكبير في تطوير بطارية الليثيوم أيون المستعملة بشكل واسع، عبر العالم،
في ملايين الأجهزة الإلكترونية كالهواتف والحواسيب المحمولة وأجهزة التصوير والسماعات
الطبية.
في مارس 2016، تم توشيح رشيد اليزمي من طرف جائزة ماريوس
لافيت للمُهندسين المُخترعين، باريس، فرنسا (the Marius Lavet Prize of Inventing-Engineers, Paris,
France).
أعماله
لليزمي أكثر من 100 براءة اختراع وأزيد من 200 إصدار علمي.
ساهم اليازمي بشكل كبير في اختراع بطارية الليثيوم والتي ساهمت في تصغير حجم بطاريات
الهواتف وأجهزة أخرى.
يعمل اليزمي حالياً في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة.
الجوائز
2014: جائزة درابر التي تمنحها الأكاديمية الأمريكية للهندسة
بواشنطن.
2016: جائزة ماريوس لافيت للمُهندسين المُخترعين، باريس،
فرنسا (the Marius
Lavet Prize of Inventing-Engineers, Paris, France).