وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

 


رفضت أن يمسها الإنجليز.. تعرف على أم صابر شهيدة الشرف والعفة



رفضت أن يمسها الإنجليز.. تعرف على "أم صابر" شهيدة الشرف والعفة

 

كتب/ خطاب معوض خطاب

"أم صابر"، قرية مشهورة في مركز بدر بمديرية التحرير بمحافظة البحيرة، وهي أول قرية تم إنشاؤها بمديرية التحرير، ويوجد بها مسجد شهير يطلق عليه اسم "أم صابر"، وهذا المسجد تم افتتاحه في أواخر شهر ديسمبر سنة 1954م، كذلك يوجد شارع وعدد من المدارس بالأسكندرية يحملون نفس الاسم.

 

فمن تكون "أم صابر" هذه؟!

السيدة "أم صابر" كانت فلاحة مصرية من الإسماعيلية، وكانت متزوجة من رجل يسمى "محمد خليل دسوقى" المزارع بأبي حماد، وفي أحد الأيام أثناء الاحتلال الإنجليزي لمصر كانت أم صابر ذاهبة إلى منطقة التل الكبير مستقلة سيارة نقل عام "أوتوبيس"، وكان من المقرر أن يمر هذا الأوتوبيس بنقطة تفتيش إنجليزية عند منطقة المحجر _على مسافة قريبة من منطقة التل الكبير_ وهذه النقطة كانت واحدة من نقاط التفتيش الكثيرة التي أقامها الإنجليز في قرى ومدن منطقة القناة بعد إداتساع حركة المقاومة الشعبية ضد الإنجليز قبل قيام ثورة يوليو.

 

وبمجرد وصول الأوتوبيس لنقطة التفتيش المشار إليها توقف السائق لكي يقوم عساكر الإنجليز بتفتيش الركاب كالمعتاد، وعندما جاء الدور على "أم صابر" لكي يفتشها العساكر الإنجليز رفضت هذه السيدة القروية بكل إباء وشمم أن تمتد إليها يد أحد منهم لتفتيشها، وذلك وسط ذهول الجميع، رفضت أن يمد أي عسكري إنجليزي يده إلى جسدها أو يلمسها، وعلى الفور ودون تردد ما كان من عساكر الإنجليز إلا أن أطلقوا عليها الرصاص عندما قاومتهم ولم تسمح لهم بتفتيشها، لتصبح "أم صابر" أول سيدة شهيدة مصرية في الإسماعيلية، بل في منطقة القناة كلها أثناء فترة الكفاح المسلح ضد الإنجليز في ذلك الوقت.

 

والسيدة "أم صابر" ذكرها الشاعر السوداني الكبير "د.تاج السر الحسن" في قصيدته الشهيرة "آسيا وأفريقيا"، وبعد العدوان الثلاثى على بورسعيد، وتحديدا في سنة 1957م قامت المطربة "أحلام" بغناء أغنية اسمها "حمام البر"، وكانت هذه الأغنية من أروع الأغاني الوطنية التي لحنها محمود الشريف وكتب كلماتها صلاح جاهين، وتم ذكر اسم "أم صابر" في هذه الأغنية، كما ذكر اسم منطقة التل في هذه الأغنية أيضا:

ياما راح نسمع بشاير

طلي ياما يا أم صابر

مابقاش عالجسر غيرنا

غادر ماشي يتسلى

مابقاش عالتل غيرنا

والحبايب بتناصرنا

يا حمام انزل في خيرنا

والقط الغلة

يا حمام البر سقف

طير وهفهف

حوم ورفرف

على كتف الحر وقف

والقط الغلة

هذه حكاية "أم صابر"، السيدة التي تعتبر نموذج للمرأة المصرية ذات العفة والشرف والكرامة، وكانت سيرتها يوما ما تجوب مصر بأسرها بل والمنطقة العربية كلها.

 

ورغم أن التاريخ لم يحفظ لنا صورة السيدة "أم صابر" شهيدة الشرف والعفة، لكن تخيلها الفنانون ورسموها وكتب عنها الكتاب والصحفيون كثيرا في ذلك الوقت، لكن مع لأسف الشديد بمرور الوقت تم نسيان "أم صابر" مثلما تم نسيان تاريخ معظم أبطال وعظماء بلدنا، وكأنه من المقصود أن يتم تهميش دور هؤلاء الأبطال وإهمال سيرتهم، وبروزة من لا يستحق، حتى تغيب القدوة الحسنة والطيبة عن شبابنا ليصبحوا بلا قدوة ولا رمز فيضيعوا وتضيع هوية الأمة بضياعهم!!!

 

وإنني أتعجب كيف لا يتم تدريس سيرة هذه السيدة وأمثالها من الأبطال المصريين ليأخذ منهم أولادنا وبناتنا الأسوة والقدوة؟! فلو نظرنا حولنا لرأينا أن جميع الأمم تهتم بتاريخها وأبطالها وتضعهم في المكانة التي تليق بهم، وذلك حتى تتأسى بهم الأجيال الجديدة، فمتى نفيق من غفوتنا تلك؟! وهل حقا أننا وكما يقال عنا أننا "أمة تجيد أشياء لا يقدر عليها غيرنا، فنحن أمة تأكل أبطالها؟!".

 

 

المصادر :

كتاب مقدمات ثورة يوليو "عبدالرحمن الرافعي" صفحة 109.

بوابة الحضارات موقع الأهرام للفنون والآداب والتراث.

صفحة تراث مصري "أيمن عثمان".


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button