وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية





ظهرت فى القرن الـ 18 قبل ظهور المحاماة.. ماذا تعرف عن مهنة الغلباوي؟!




ظهرت فى القرن الـ 18 قبل ظهور المحاماة.. ماذا تعرف عن مهنة الغلباوي؟!



كل أسرة فيها واحد "غلباوى" يعنى مقاوح ومشاكس ومكابر وأحيانا هواش بيعرف إزاى يجيب حقوقها ويدافع بالأدب عن كل واحد فيها، وف نظر أسرته كان هيليق عليه أوى لو كان "محامى"، وزيادة فى الثقة فيه بيبصوا له على انه مدقدق وصايع بمعناها الإيجابى، وقالوا فى الأمثال "العيلة اللى فيها صايع.. حقها مش ضايع".

ده مفهوم إترسخ فى عقولنا من مهنة قديمة إنتشرت فى مصر قبل عام 1868 يعنى قبل إنشاء أول كلية حقوق فى مصر. وهى مهنة "الغلباوى".

حوالين المحاكم كانت بتنتشر أكشاك للكتبة العموميين، وأكشاك الكتبة نوعين.. كشك "عرضحالجى" بيكتب التظلمات والإلتماسات والعرائض، وكشك "الغلباوى" وده بقى "محامى الفقرا" أزهرى وفاهم فى القوانين التركية والشرعية والعرفية، وعنده مقدرة على الكلام والمجادلة لساعات طويلة، وبيعرف يناهد.

والناس فى الغالب كانت بتفضل "الغلباوى" الجعجاع على أمل إن القاضى يكش.. عن الغلباوى اللى بيمتلك قدرة على الإقناع بالأدلة والبراهين.

وإذا كان النهاردة المحامين بيعلنوا عن نفسهم بلافتات من عينة "فلان المحامى بالنقض أو "فلان محامى بالإستئناف العالى ومجلس الدولة" أو "فلان محامى لدى المحاكم الجنائية والمدنية والأسرة".. هنلاقى الغلباوى برضو كان بيحط يافطة أعلى الكشك، وفيها من الإبداع فى الصياغة والتنوع اللى يخليك توكله عنك زى..

"راضى عبد الجليل.. قانع من زبائنه بالقليل"
"الدفع بعد البراءة والفرج، وما على المعسر حرج"
"يا من على رفع القضية ناوى.. اقصد إلى السيد عطا الغلباوى"
"خفاجة عطا الدنجى غلباوى عربى وأفرنجى".. وخفاجة "غلباوى" متميز لانه بالإضافة لترافعه أمام المحاكم المصرية بيترافع أمام محاكم القنصليات والمحاكم المختلطة فى حال لو وقع المصرى فى مشكلة مع واحد من الأجانب.



وأتعاب الغلباوى على حسب مقدرتك المالية وإمكانياتك.. يعنى فلوس ماشى بضاعة زى بطيخ شمام خضراوات عيش فراخ بيض فاكهة مايضرش.. المهم عندنا حقك يرجع لك وتبقى مبسوط.

ومن طرائف الغلاباوية إن كتير منهم كان بينسى نفسه وهو بيترافع ويجلجل بصوته علشان يهوش القاضى، ويخبط بإيده على منصة القاضى، فالقاضى يحكم ببراءة المتهم وحبس "الغلباوى" شهر.

بعد تنظيم مهنة "المحاماة" ومنع ترخيص "الغلباوى" لجأ بعضهم بـ حلاوة روح لحل المشاكل الأسرية والغرامية مستثمرين ثقافتهم فى اللغة وقدرتهم على التعبير بالشعر والزجل والنثر، وثقة الناس فيهم.
فكان من المألوف لحد الخمسينات مشهد بنت قاعدة جنب "الغلباوى" وهو بيكتب لها جواب لحبيبها "والنبى تقول له كمان إنى مش راضية اتجوز حد غيره، وهفضل مستنياه العمر كله".
خلصت حكايتنا وماتنساش..



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button