آفي شيفمان.. مؤسس موقع تتبع فيروس كورونا عالميًا
بقلم/ د. مجدى سعيد
------------
تعلم
البرمجة في الصغر يفجر طاقة الإبداع والمبادرة الإيجابية لدى الصغار من أصحاب العقول
الطازجة القادرين على طرح حلول برمجية لتساؤلات الساعة الملحة، ومن ثم يسارعون في اتخاذ
القرارات وتنفيذها دون عوائق تؤخرهم.
آفي
شيفمان Avi Schiffmann طالب مدرسة ميرسر آيلاند العليا، والبالغ من العمر
17 عاما كان صاحب زمام المبادرة بتأسيس موقع يقدم متابعة مستمرة لتطورات الأرقام والإحصائيات
والمعلومات الخاصة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.
كان
آفي قد تعلم البرمجة قبل تعلم البرمجة ذاتيا قبل عقد من الآن من خلال مشاهدة الفيديوهات
التعليمية على اليوتيوب وقراءة المصادر المقروءة المتاحة على الإنترنت، كما تعلم منذ
عدة أشهر تطوير المواقع بنفس الكيفية.
في
بدايات ظهور فيروس كورونا المستجد في ولاية ووهان الصينية، وبينما لم تكن حكومة الولايات
المتحدة تعير الموضوع كثير اهتمام، وتحديدا في ديسمبر من العام الماضي 2019، استطاع
آفي أن يدرك أن هناك احتياجا لتوافر معلومات بشكل مستمر ومباشر وفي مكان واحد، دون
ضجيج إعلانات، ودون حاجة الجمهور للبحث في مصادر عدة للوصول إليها.
ومن
ثم عمد إلى صناعة برمجية تتيح له تحديث المعلومات الإحصائية الخاصة بتطور الفيروس لحظة
بلحظة، من خلال آلية برمجية تعرف باسم “حصاد الشبكة web
scraping”
تتيح له أن يتتبع تحديث المعلومات والإحصاءات من خلال مواقع الجهات المحلية والوطنية
والعالمية المعنية بمتابعة تطور الفيروس، وهو ما أتاح له أن يوفر تلك المعلومات في
وقت تحديثها الفعلي في مصادرها الأصلية.
ومع
انتشار المرض من الصين إلى بلدان مختلفة من العالم، ومع استخدام نفس الآلية البرمجية
استطاع توسعة مجال المتابعة، ليقدم في النهاية أرقاما عالمية، ثم أرقاما بالقارات،
ثم أرقاما بالولايات، صحيح أنه لم يتح بعد هذا التتبع على المستوى الإداري الخاص بالولايات
إلا في بعض الدول فقط، إلا أنه قائم على تطوير موقعه بمرور الوقت، وبمساعدة زملائه
في المدرسة، حيث أنهم جميعا في عطلة إجبارية الآن.
يتيح
آفي نسخة من موقعه (nCov2019.live) على التليفون المحمول،
فضلا عن تويتات على موقع تويتر، ويقدم موقعه فضلا عن المعلومات الإحصائية، خريطة تفاعلية،
فضلا عن معلومات عن المرض. ويتابع الموقع حاليا ما يزيد عن 40 مليون متابع حول العالم.
وبعدما
تلقى ملاحظة من متابعي الموقع عن أنه يقدم معلومات سلبية، من حيث أنه كان يقدم أعداد
المصابين والمتوفين والحالات الخطرة، قام بتزويد المعلومات بخانة تقدم أعداد من تعافوا
في كل بلد أو إقليم يتتبعه.
كما
يعمل حاليا على برمجة لمتابعة تطور جهود تقديم علاجات أو تحصينات للفيروس، في إطار
السباق المحموم من الحكومات والشركات في هذا المجال.
ويعتزم
آفي تغيير اسم الموقع لاحقا، ليتيح له اتباع نفس الآلية في متابعة الأوبئة عالميا،
إذا كما يذكر، لم تكن خدمة كهذه متاحة وقت تفشي وباء الإيبولا، ومن ثم أدرك أن الحاجة
لخدمة كهذه تربط بين التكنولوجيا والصحة العامة العالمية أمر بات ضروريا للمواطنين
في العالم.