وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية





كلمة أحبك قوليها لطفلك.. حرمان الطفل من الحنان والحب كحرمانه من الرضاعة والغذاء




كلمة أحبك قوليها لطفلك.. حرمان الطفل من الحنان والحب كحرمانه من الرضاعة والغذاء


(أحبك يا حبيبى) كلمة ساحرة تذيب كل الهموم وتسعد النفس البشرية وتربط الإنسان بالحياة.. فما بالك إذا وجهت للطفل فتكون بمثابة الرباط المقدس بين الطفل والأم والحياة.

ولكن المشكلة عندما تنشغل الأم بمشاكلها والأمور الحياتية وإثبات الذات فى العمل وترك الطفل للمربية فيشعر أنه فى حاجة للحنان والتأكد من إهتمام وحب الأم.. وهنا يكمن الخطر خاصة عندما يطلب الابن من الأم الإعلان عن حبها له والتصريح شفوياً بكلمة أحبك ويصبح كثير التساؤل.. هل تحبينى يا ماما" "تحبينى أكثر أم أخى أكثر" "قولى بحبك" فهذا مؤشر خطر لحالته النفسية.

كيف يفسر علماء النفس والإجتماع والطب هذه الحالة؟ وهل هى مرض أم عرض لمرض؟ وكيف تتعامل الأم مع طفلها فى هذه الحالة؟

حنان الأم يعطيه الثقة

إن أهم شئ فى العلاقة بين الطفل والأم فى السنوات الأولى هى العلاقة النفسية فهي مطلب طبيعي مثل الأكل و الشرب والنظافة ، فالام مطلوب منها دائما أن تعطي طفلها الحنان والاهتمام والرعاية النفسية التى يحتاج إليها باستمرار.

الطفل فى السنة الأولى من عمره تتكون حالته النفسية ولكى يكون شخصاً مطمئناً هادئاً واثقاً من نفسه لابد من الثقة التى يستمدها من حنان الأم عندما يستمع إلى دقات قلبها وهذا يعتبر امتداد لمرحلة الجنين وكلما زاد فى العمر يستقل تدريجياً عنها لكن علاقة الحب علاقة مستمرة وغريزية فالأم مهما بعد ابنها عنها فهى تشعر به وتتفاعل مع فرحه وحزنه.. وهذا الحب يساعد الطفل على النمو النفسى والجسدى.. 

وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين حرموا من حنان وحب الأم مبكراً تعرضوا لنقص شديد فى النمو.. ومن المعروف أيضاً أن المشرفة أو المربية لا تشعر بالطفل مثل الأم والطفل الذى يعانى من الحرمان العاطفى يصاب بإضطرابات سلوكية ويتعرض أيضاً لاضطرابات أثناء النوم وفى الإخراج والتبول اللاإرادى ليلاً يصاب بعيوب الكلام ونوبات العنف والتمرد أو قد يميل إلى الخوف الشديد والإنطواء.

والطفل الذى يتلهف إلى سماع كلمة الحب يعنى إنه فى حالة إضطراب نفسى شديد نتيجة عدم الرعاية أو إنشغال الأم عنه وعدم شعوره بالحب والحنان وهذا مؤشر خطر.

هزة نفسية

هذه الظاهرة تظهر بوضوح فى الأسر العربية كثيرة العدد وخاصة عند قدوم طفل جديد لأن الطفل الأكبر يشعر بأن خصوصية العلاقة بينه وبين الأم انتابها نوع من التأثر وأن كل إمتيازاته مهددة والأضواء سرقت منه ومن هنا يبدأ فى محاولة جذب الأم ويطرح عليها سؤال الحب.

وهنا أنبه الآباء إلى خطأ الإهتمام بالطفل الجديد على حساب الأكبر لما لذلك من الأثار النفسية العميقة للطفل الأول.. ويجب على الجميع أن ينتبه إلى أن كتلة المشاعر والأحاسيس لدى طفلهم تتعرض لهزة عنيفة.

هذا إلى جانب إنشغال الأسرة بالعمل وبالتالى تقل العبارات العاطفية فى لغة الحوار بين الأب أو الأم والطفل، فالزوجان يحتاجان بين الحين والأخر إلى التعبير عن مشاعرها الدافئة تجاه بعضهما لفظيا،ً فما بالك بالأطفال الذين هم فى حاجة مهما كبروا أن يسمعوا من الأم على وجه الخصوص عبارات الحب والإشتياق والحنان والتدليل.. ولكن للأسف كثيراً ما ينسى الآباء هذه المبادئ خاصة فى ظل إنشغال المرأة بعملها الخارجى أو مشاغلها المنزلية أو فى ظل فتور الحياة الزوجية.

يقول علماء النفس: "أن قلوبنا كالساعة تحتاج أن نملأها بالحب من حين لآخر" وأن الأبناء حتى وأن وصلوا إلى سن الأربعين والخمسين يظلوا متشوقين إلى هذه اللغة الحميمة الخاصة مع الأم فما بالنا بالأطفال الصغار.

آثار الصحية

أن من الضرورى التنشئة المتوازنة منذ البداية لأن الحنان والتدليل الزائد يجعل الأم تقع أسيرة لطفل مدلل ويشعرها باستمرار أنه فى حاجة لحبها وحنانها وتفضيله على الآخرين.. وفى نفس الوقت يجب أن تتعلم الأم جيداً كيف تعطى حبها وحنانها الكافى لطفلها حتى يكون قادراً على مواجهة الحياة بشخصية اجتماعية متزنة

فالحرمان العاطفى والخواء النفسى لهما مردود على الحياة الصحية للطفل وقد تظهر على هيئة حالة مرضية وغالباً يطلق عليها الأمراض "النفسبدنية" فحنان الأم ضرورى جداً خاصة فى السنوات الأولى من عمر الطفل التى تسمى مرحلة التكوين.. 

وهناك علامات تحتاج إلى الفحص النفسى إلى جانب العلاج فهناك طفل لا ينمو بصورة طبيعية ووزنه غير مناسب لسنه.. والطفل الذى يعانى من الحرمان يكون كثير البكاء لانشغال الأم عنه ويعانى من ضعف من جهاز المناعة وقد لا يتحكم فى البول إلى سن متقدم لأنه يشعر بعدم الأمان.. وغالباً يظهر الحرمان فى صورة عدوان من الطفل وشقاوة حادة وغير طبيعية فيصل الأمر إلى تقطيع شعره أو جرح نفسه.

وغالباً هذا الطفل يعانى من الأمراض البدنية لأنه لا يتناول الغذاء الكافى فيصاب بلين عظام والتأخر فى المشى والتسنين والكلام وغيرها.. ولذلك دائماً ننصح الأم بضرورة رعاية طفلها وفطامه فى عامين كاملين حتى يأخذ حقه فى الغذاء والحنان. 



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button