الأحجار الكريمة.. شفاء ودواء
إذا
كنت مريضاً – لاقدر الله- وذهبت إلى الطبيب، وكتب لك روشتة العلاج لا تتوجه بها
إلى الصيدلية ، واذهب إلى أقرب جواهرجي، لأن الروشتة لا تحتوي على أسماء أدوية
ومركبات كيميائية وفيتامينات ، بل نصائح بارتداء حجر العقيق الأحمر، أو خاتم من
الألماظ الثمين، أو إسورة من الزمرد !
والحكاية
ليست نكتة ، بل هو علم الجواهر "الجيمولجي" الذي أثبت أن ارتداء خاتم
الماس أو عقد الزمرد أو العقي ق والفيروز، يحميك من لدغ الحشرات ، ويخلص جسمك من
السموم، ويمنحك الثقة في النفس ..
وعلى
طريقة "علي بابا" سندخل معاً مغارة الذهب، والمرجان، والياقوت، واللؤلؤ،
والألماظ، إلى آخر قائمة جميع الأحجار الكريمة، ونصف الكريمة .
يعد
الماس أو الألماظ من أغلى الجواهر والأحجار الكريمة، يليه الروبي (أو الياقوت) ثم
الزمرد، ثم الزفير..
ويعتلي
الماس قمة هرم الجواهر لأربعة أسباب –كما يقول د. علي السكري الخبير الجيولوجي
بهيئة الطاقة النووية- أولها: إنه يتميز بصلابة عالية، ويعد من أصلب الأحجار في
العالم، والثاني، هو اللون، فالنوع الممتاز من الماس هو الذي لا لون له، وعندما
يتخلله الضوء الأبيض يعكس ألوان الطيف السبعة، والنقاء للماسة ومدى بريقها وخلوها
من أي عيب..
أما
العامل الأخير فهو يتعلق بتدخل الإنسان في تشكيل وصقل الحجر، وهو ما يسمى
"القطعية" وكلما زاد عدد أوجه الماسة زادت قيمتها، وهناك عدة أشكال
للماسة مثل: الشكل المستدير ويسمى "ميليه" وشكل اللوزة ويسمى
"ماركيز" والمربع ويسمى "كاريه" والشكل المستطيل ويسمى
"باجيت" .
أما
التأثير النفسي للماس، فيقال إنه ذو إشاعات عالية، تحمي الإنسان من السموم والجنون،
وهناك قصة أسطورية يرويها د. فهمي العراقي، الخبير الجيولوجي بهيئة المساحة في
رسالته عن الأحجار الكريمة، والتي حصل بها على الدكتوراه، وهي أن ماسة
"كوهينيور" وضعت في الماء وتم تحريكها عدة مرات لكي تكسب الماء خاصية
الماس، ويؤخذ بعد ذلك ليشربه المريض لكي يشفى !!
وترجع
التأثيرات النفسية الناتجة عن الأحجار الكريمة –كما يقول العراقي- إلى كونها كتلة
من الجزيئات التي لها حركتها الذاتية ، والتي تعطي إحساساً بالهدوء والثقة، لذلك
يطلق عليها أحجار اللمس المهدئة، وكان القدماء من السحرة يستخدمونها في العلاج من
الأمراض المختلفة ، لاعتقادهم أن الإشعاعات الصادرة عنها ، تضفي على العقل البشري
راحة وصفاء .
وقد
تغنت "مارلين مونرو" وقالت "الماس هو أفضل صديق للمرأة"
واشتهرت "اليزابيث تايلور" باقتنائها له، وكذلك "كلوديا شيفر"
التي تحمل خاتماً |أهداه لها الساحر ديفيد كوبرفيلد قيمته مليوناً دولار .
الياقوت والزمرد
الشائع
بين الناس أن الماس هو أغلى الأحجار الكريمة ، لكن إذا قارنا حجر ياقوت وزنه عشرون
قيراطاً صافياً بحجر ماس بنفس الوزن سنجد أن الياقوت سعره أضعاف سعر الماس، ويرجع
ذلك إلى الندرة الشديدة للياقوت الأحمر، وندرة أحجامه الكبيرة، فلا توجد ياقوتة
تصل – مثل الماس- إلى 50 قيراطاً، وأكبر ياقوتة حمراء توجد في التاج البريطاني ،
ولا تقدر بثمن، والياقوت – كما يقول د. علي السكري، يحمي من يحمله من الطاعون
ويعالج الوسواس ، ويقي من مرض التيفود والأوبئة الأخرى، وإذا حرك في الماء لبعض
الوقت، يشربه المريض الذي يشكو ألاماً معوية فيشفى، ويقال إن المصاب بسرطان
الأمعاء يمكنه أن يعالج بالياقوت ، بأن يبلع قطعة صغيرة منه، فإذا استعادا ثانية
عن طريق التبرز تنظف جيداً ثم يبلعها مرة ثانية وهكذا عدة مرات، ويقال: أن حالة من
حالات السرطان المعوي شفيت بهذه الطريقة ، وتوقفت الآلام السرطانية !!
والزمرد
هو ثالث الأحجار الكريمة، لونه أخضر "برسيمي" وصلابته عالية، لكنه سهل
التشكيل وكلما زاد حجمه وزاد لونه اخضراراً زاد سعره ، ويوجد الزمرد في أماكن
متفرقة من العالم ، مثل جنوب إفريقيا وكولومبيا والبرازيل والهند ، وباكستان ،
وروسيا ، إلا أن الزمرد المصري يحتل المرتبة الأولى لما له من شهرة تاريخية .
الزفير والفيروز
يوجد
حجر الزفير في جميع الألوان فمنه الأصفر، والأحمر، وهو شبيع بالياقوت الأحمر، لكنه
أقل منه في درجة الصلابة، واللون الأكثر تداولاً هو اللون الكحلي، ويتم تشكيل الخواتم
والأقراط والتماثيل منه، أما الأحجار الأخرى فتندرج تحت مسمى الأحجار نصف الكريمة،
وتعتبر أسعارها رخيصة وفي متناول الجميع إذا ما قورنت بأسعار الأحجار الكريمة
السابقة ، ويعد الفيروز من الأحجار نصف الكريمة، لونه أزرق سماوي، ويوجد في إيران
والصين وروسيا وأستراليا والولايات المتحدة الأمريكية، وجبال التبت، ولكن فيروز
سيناء يتميز بأنه أجود وأجمل أنواع الفيروز في العالم، ويشير الجيولوجي د. فهمي العراقي ، إلى أنه يوجد في مناطق متفرقة ،
ولكن أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء، نضبت معظم الأماكن التي كانت ممتلئة
بالفيروز ، خاصة في سانت كاترين، بسبب عمليات النهب التي دامت 15 عاماً ، وقد أتجه
السوق المصري في الأونة الأخيرة إلى استيراد الفيروز الأمريكي فاتح اللون ، الذي
يتأثر بالعطور والعرق والعوامل الخارجية التي تجعله يميل للزرقة، ثم للاخضرار، ثم
ينطفئ لونه أو يموت (بلغة الجواهرجية) .
العقيق الكاميرا
العقيق
هو عبارة عن "زلط" يوجد به ألوان مختلفة، وقيمة الحلي المصنوعة منه
يتوقف سعرها على أسلوب "القطعية" وتشكيل الحجر، وهو صعب ويتم تشكيله
باستخدام أدوات مصنوعة .
من
الماس، والعقيق له عدة ألوان وتسميات ، فاللون الأسود منه يسمى "أونيكس"
واللون الأحمر يسمى "كورنالين" ويستخرج من عدة مناطق في العالم مثل
الشرق الأقصى والبرازيل ، ومن أغلى أنواع العقيق لون أبيض شفاف يسمى "الموس
أجت" أو العقيق الكاميرا، ويستخرج من البحار من الأحجار البركانية، وبمجرد
استخراجه تنطبع عليه صورة أول مشهد يطالعه في الطبيعة، فأشكال الأشجار أو الطيور
في السماء، ويوجد في الصين والشرق الأقصى نوع من العقيق يسمى "حجر الدم"
ولونه أخضر داكن بداخله بقع حمراء ، ومعروف عنه أنه يوقف النزيف ، ويشير د.فهمي
العراقي في بحثه إلى أن العقيق الأحمر يستخدم في الشرق الأقصى كواق ضد الحشرات
السامة مثل العناكب والعقارب، ويجعلها تسعى نحو ضحية أخرى ، وهناك نوع من العقيق
البني يرسل إشعاعات تعيد الثقة في النفس، وتعطيها شجاعة ، وتمكن صاحبها من الانتصار
على أعدائه .. كما تمهد له النجاح في الأمور النسائية !!
وقد
أثبت الحقل الطبي –والكلام على مسئولية د.العراقي- أن الشخص الذي يرتدي قطعة من
العقيق في رقبته فوق عظمة الصدر فإن لها تأثيراً كبيراً في زيادة فطنته وذكائه
وتساعد في شفاء الحمى ،وإيقاف نوبات الجنون ، ويقال إنه في الشرق الأدنى يمنع
النزلات المعوية .
حجر سيئ السمعة
أما
حجر الزبرجد (البريدوت) فتحتل مصر مكان الصدارة بين مناطق العالم ، التي تحوي هذا
الحجر النفيس ، ويوجد بمصر جزيرة تسمى بجزيرة الزبرجد" في البحر الأحمر على
بعد 50 كم من شاطئ رأس بناس ، وتعرف الجزيرة عالمياً باسم جزيرة "سان
جون" ويتميز الزبرجد بجاذبيته ، وشفافيته ولونه الأخضر .
وحجر
"اللباس يازولي" وهو حجر نصف كريم أزرق اللون ، أميمة كلمة أفغانية بمعنى
الوردة المزهرة أو زهرة الورد وهو منتشر في أفغانستان بكثرة ثم في روسيا وشيلي ،
وشتهر مدينة بيشاور الأفغانية بالإرهاب أولاً وبأحجار اللباس يازولي ثانياً وبيعه
من الموارد الهامة لأفغانستان، وتستورده مصر كحجر خام ، ويتم تقطيعه وصقله في مصر
وتصنع منه تماثيل الزينة والتماثيل الفرعونية .
ومن
الأحجار سيئة السمعة حجر الأوبال ، وهو حجر جيري موجود في الصحراء الغربية ، وفي
أمريكا وأستراليا ،ويعتبر من أحجاء سوء الحظ ولونه شبيه بالدخان، والمشتغلون
بالعلوم الغامضة الخفية ، يكشفون في هذا الحجر إشعاعات مؤذية ضارة ، وبعض الناس
يدعون أن الأوبال مفيد للذين يعانون من امراض العيون غير إنه كان الشخص محظوظاً ، وتمكن
من الحصول على قطعة من الأوبال الأسود اللون ، ذات بريق مضي ، فإن حاملها يحظي
بالحظ الحسن .
أحجار الأعصاب
ويتميز
حجر عين الهرة (ويسمى أيضاً عين النمر) بأن ألوانه تتموج بتحريكه ، وهو عبارة عن
أكسيد حديد ويوجد الحجر باللون البني والأسود في جنوب أفريقيا بكثرة ، ويمكن
صباغته بألوان أخرى إما بالأصباغ الكيميائية أو بتعريضه للنار والأكسدة أما عين
القط فهو حجر يزداد صلابة عن عين الهر أو النمر ، ويزداد ندرة لذا يرتفع ثمنه
لأضعاف ثمن عين الهر، ويسمى بعين القط لأنه رصاصي اللون يشبه عين القط وهو حجر
استخدامه قليل.
أحجار العرب !
ويشتهر
حجر "الجاد" في الدول العربية بصفة خاصة ، وهو حجر أسود تشتهر به الصين
، وتصنع منه الحلي والفازات والتماثيل، ويزداد سعره في حالة الشفافية والنقاء ،
ولهذا الحجر أهمية كبيرة لدى طائفة الديرود في الجزر البريطانية (وهي طائفة كانت
تعمل في السحر) وهناك عادات سائدة في أيرلندا حتى أيامنا هذه – يذكرها د.فهمي
العراقي- حيث تقوم زوجات الصيادين في الساحل الغربي من أيرلندا بحرق قطعة صغيرة من
حجر الجاد ، عند انطلاق الصيادين للصيد في الظلام لكي يعود إليهن أزواجهن بالسلامة
، وقبل أن ينتشر طب الأسنان كان الناس يستعملون مسحوق هذا الحجر بوضعه حول السن
المريضة التي تؤلم صاحبها فيزول الألم ، وربما يرجع ذلك إلى أن طعم المسحوق غير
المستساغ ، كان يبعد الشخص عن التفكير في الألم الناتج من السن !!
ويعد
الكهرمان من أكثر الأحجار التي يعشقها العرب ، ويقال عنه مجازاً "حجر"
لكنه في الحقيقة عبارة عن نزيف أشجار أو سائل صمغي من نوع من الأشجار ، يتحول مع
آلاف السنين إلى كهرمان.
أحجار البحار !!
هناك
الكثير من الجواهر والأحجار الكريمة تستخرج من البحار ، ويعد اللؤلؤ من أهم تلك
الجواهر ، وهو من أقدم الجواهر ، وعرفه الصينيون منذ 4200 سنة وكانوا يعتقدون أن
اللؤلؤ يستخرج من رأس التنين ، وكان عظماء الفرس يتحلون به ويضعونه في أقراط
أذانهم اليمني ، وقد أخذ الإغريق عنهم هذه العادة ، ويستخرج اللؤلؤ من مغاصات
المناطق الحارة ، ومغاصات الخليج الفارسي ، وأستراليا ، وكانت البحرين هي أول دولة
خليجية استخرجته من مغاصات الخليج العربي تلتها بقية دول الخليج ، وتوقف استخراج
اللؤلؤ بعد استخراج البترول .
أما
المرجان فهو نبات مائي يوجد منه عدة ألوان : مثل المرجان الأحمر ، ويتواجد بكثرة
في تونس والجزائر في البحر المتوسط وكان يتواجد بكثرة في سواحل إيطاليا الجوبية ،
لكنه نضب من كثرة استخراجه ، وفي مقبرة توت عنخ آمون ، هناك الكثير من الحلي
المطعمة بالمرجان ،والمرجان عبارة عن شجرة تحتاج إلى مئات السنين لتنمو ، وشجرة
المرجان الأحمر قصيرة لكنها تعد الأغلى سعراً بين الأنواع الأخرى كالمرجان الأبيض
والروز ، الذي ينمو في سواحل آسيا .
برجك في حجرك
يرفض
الخبير الجيولوجي علي السكري، الربط بين الأبراج والأحجار الكريمة لأنها في رأيه
تخرج عن نطاق الحلم بينما يؤكدها الجيولوجي فهمي العراقي قائلاً: إن علاقة الحجر
بالبرج درسها كثير من الفلكيين واختلط فيها العلم والخرافة ، لكنها مثار اهتمام
ومتابعة الكثيرين رغم ذلك، والماس هو حجر مواليد برج الحمل ويتميز مواليد هذه
البرج بقوة الشخصية والمستقبل الباهر، والزمرد هو حجر مواليد برج الثور ، ويتمتع
صاحبه بشخصية حالمة حساسة محبة للعمل ومتواضعة، أما برج العذراء .. فاللؤلؤ هو
الحجر المناسب لمواليد هذا البرج، لأن أصحابه مندفعون وخياليون !!
مواليد
برج السرطان يعتبرون الياقوت الأحمر هو حجرهم وتتسم شخصية مواليد هذا البرج
بالعاطفة والطموح والجاذبية .
والزبرجد
هو الحجر المفضل لمواليد برج الأسد وصاحب البرج يتسم بالتفاؤل والصبر.
والزفير
هو حجر مواليد برج العذراء ومواليد هذا البرج عادة من أصحاب المزاج الحاد.
والأوبال
هو حجر برج الميزان ، وأصحابه أقوياء الإرادة ، لكن شخصيتهم مترددة متقلبة ،
وسريعة الغضب .
وأصحاب
برج العقرب، يتفق معهم حجر "التوباز" وهم يتسمون بالقوة والإرادة
والإصرار على تخطي العقبات .
ومواليد
برج القوس، يميزهم حجر الفيروز بذوقهم الراقي المتميز الذي يعبر عن حس مرهف .
أما
برج الجدي فحجرهم هو العقيق، وأصحاب هذا البرج من النواع الصبور القانع بالقليل،
وحجر "الأماتيست" هو حجر برج الدلو، ويعاني أصحابه من الحزن والمتاعب،
ويحتاجون إلى المزيد من التفاؤل ولمواليد برج الحوت، حجر الزمرد بلونه الأزرق
الجميل، وصاحب هذا البرج يميل إلى الهدوء والذكاء والذوق المتميز .