وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي, أخبار, ثقافة, اتيكيت, كتب, علوم وتكنولوجيا, مال وأعمال, طب, بيئة

إعلان الرئيسية

دراسة طبية تحذر: الوشم قد يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد (الميلانوما)

 
مع تزايد الإقبال على رسم الوشم كنوع من التعبير الفني أو الشخصي، بدأت الأوساط الطبية تدق ناقوس الخطر حول الآثار الصحية طويلة المدى لهذه الممارسة. 
في تحذير طبي جديد، كشفت المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة عن وجود صلة مقلقة بين الوشم وخطر الإصابة بسرطان الجلد، وتحديداً النوع الأكثر شراسة المعروف بـ "الميلانوما". 

هذا التحذير يفتح الباب واسعاً للتساؤل حول المكونات الخفية في أحبار الوشم وتأثيرها على صحة الجسم.


العلاقة بين الوشم وسرطان الجلد (الميلانوما)

أشارت الدراسة المنشورة في المجلة الأوروبية إلى أن عملية الوشم لا تتوقف عند حدود الرسم على الجلد، بل قد تتعداها لتشكل خطراً حقيقياً على الصحة. حيث أوضح الباحثون أن الأشخاص الذين يمتلكون وشوماً قد يكونون أكثر عرضة لتطور سرطان الجلد.

يركز التحذير بشكل أساسي على الميلانوما، وهو أخطر أنواع سرطانات الجلد، والذي ينشأ في الخلايا الصبغية. والسبب الرئيسي لهذا الخطر لا يكمن فقط في عملية الوخز بالإبر، بل في التركيبة الكيميائية المعقدة والمجهولة أحياناً للأحبار المستخدمة.


لماذا يعتبر حبر الوشم خطيراً؟

يكمن السر وراء هذا التحذير في المكونات الكيميائية التي تدخل في صناعة أحبار الوشم. وفقاً للمجلة، فإن هذه الأحبار ليست مجرد أصباغ بريئة، بل قد تحتوي على كوكتيل من المواد السامة والمسرطنة، ومن أبرزها:

  1. الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAHs): وهي مركبات كيميائية ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان عند تراكمها في الجسم.

  2. الأمينات العطرية: مواد كيميائية تستخدم في الصبغات الصناعية وقد ثبت ضررها على الخلايا البشرية.

  3. المعادن الثقيلة: مثل الزرنيخ، الرصاص، والنيكل، والتي يمكن أن تسبب تسمماً مزمناً وتلفاً للخلايا عند وجودها بتركيزات معينة.

ملاحظة هامة: عند حقن الحبر، يتعامل الجسم معه فوراً على أنه "مادة غريبة"، مما يستنفر الجهاز المناعي لمحاولة التخلص منه أو احتواءه، وهو ما قد يسبب التهابات مزمنة تزيد من احتمالية التحولات السرطانية.


دور أشعة الشمس في تحويل الوشم إلى مادة سامة

لا يتوقف الخطر عند المكونات الأصلية للحبر فقط، بل يمتد ليشمل التفاعلات البيئية. حذرت الدراسة من أن التعرض لأشعة الشمس (الأشعة فوق البنفسجية) قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة بشكل كبير.

  • تحلل الأصباغ: بعض ألوان الوشم ليست مستقرة كيميائياً؛ فعند تعرضها لأشعة الشمس القوية، قد تتحلل هذه الأصباغ وتتفكك إلى جزيئات أصغر.

  • نواتج ثانوية ضارة: عملية التحلل هذه قد تنتج مواد كيميائية جديدة أكثر سمية من الحبر الأصلي، وهي التي قد تكون المسؤولة المباشرة عن تحفيز الخلايا السرطانية.


نصائح للوقاية والحد من المخاطر

إذا كنت تمتلك وشماً أو تفكر في الحصول على واحد، فمن الضروري اتباع إجراءات السلامة لتقليل المخاطر المحتملة:

  • الحماية من الشمس: يجب تغطية الوشم أو استخدام واقي شمسي بمعامل حماية عالٍ جداً لمنع تحلل الحبر بفعل الأشعة فوق البنفسجية.

  • الفحص الدوري: راقب منطقة الوشم بانتظام بحثاً عن أي تغيرات في الجلد، مثل ظهور شامات جديدة، تغير في اللون، أو تقرحات لا تلتئم.

  • اختيار الأحبار: التأكد من مصدر الأحبار المستخدمة ومحاولة اختيار أنواع خالية من المعادن الثقيلة والمواد المسرطنة قدر الإمكان، رغم صعوبة ضمان ذلك كلياً.


خاتمة

إن العلاقة بين الوشم وسرطان الجلد التي أبرزتها المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة تدعو للتريث والتفكير العميق قبل الإقدام على هذه الخطوة. الوعي بمكونات حبر الوشم ومخاطر التعرض للشمس يعد خط الدفاع الأول لحماية صحتك من خطر الميلانوما.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button