ظهر الملياردير الصيني جاك ما مؤسس مجموعة علي بابا Alibaba
العملاقة، الأربعاء، بشكل علني لأول مرة منذ فتح تحقيق مع شركته وانتقاده
للسلطات.
وبمجرد ظهوره العلني، قفزت أسهم "علي بابا"
في بورصة هونج كونج بنسبة 6%، ابتهاجا بالظهور الذي بدد الاختفاء الغريب وما رافقه
من سيناريوهات محتملة.
الملياردير جاك ما، أحد أغنى الرجال في الصين ومؤسس شركة
علي بابا العملاقة للتجارة الإلكترونية، لم يظهر علنا منذ أكثر من شهرين، وفقا لتقرير
صادر عن موقع Yahoo Finance
ونشره موقع "Foxbusiness".
وجاء اختفاؤه بعد أن دعا إلى الإصلاح الاقتصادي في خطاب
ألقاه في 24 أكتوبر في شنغهاي.
وبرغم الجائحة، ارتفع أداء نشاطه في الصين في ديسمبر،
وحافظ على مستويات ما قبل الوباء.
وكان الملياردير المختفي عن الأضواء قد قال إن
"النظام المالي اليوم هو إرث العصر الصناعي، ويجب أن ننشئ جيلا جديدا من الشباب،
ويجب علينا إصلاح النظام الحالي".
وأفاد موقع "Foxbusiness"
نقلا عن Yahoo Finance بأن جاك ما كان
من المفترض أن يشارك في الحلقة النهائية لشهر نوفمبر من برنامج "Africa's
Business Heroes"
وهو مسابقة لأصحاب المشاريع الأفارقة، ولكن ناب عنه مسؤول تنفيذي لدى علي بابا.
وقد تعرضت كل من Alibaba
و Ant Group
شركة الخدمات المالية لرقابة الحكومة الصينية بعد خطاب جاك ما، كما
تواجه Alibaba تحقيقا لمكافحة
الاحتكار بدأ في ديسمبر، بينما تم تعليق الاكتتاب العام الأولي لمجموعة Ant
Group وتم إبلاغ الشركة بإعادة الهيكلة.
وخصص جاك ما، الذي تقدر ثروته بـ58.4 مليار دولار، ملايين
الدولارات لمكافحة جائحة فيروس كورونا.
وفي الربيع قال إنه سيمنح 14.4 مليون دولار من مؤسسته
لتمويل تطوير لقاح لفيروس كورونا في ووهان، كما خصص مبلغ 2.15 مليون دولار لتطوير لقاح
في معهد للعدوى والمناعة في أستراليا.
وظهر جاك ما في مقطع فيديو، نشرته على الإنترنت صحيفة
Tianmu News وهي تابعة لحكومة
مقاطعة تشجيانغ الرسمية، وقالت الصحيفة إن الفيديو جرى تصويره صباح اليوم.
"رفاق الأمس"
والفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم بوسائل التواصل
الاجتماعي الصينية، أظهر "ما" يخاطب المعلمين الريفيين كجزء من إحدى مبادرات
مؤسسته الخيرية.
ويشهد الحدث السنوي، الذي يتم استضافته عادةً في منتجع
مدينة سانيا، احتفال مؤسسة جاك ما بإنجازات المعلمين الريفيين وحفل توزيع جوائز لهم.
وجاك ما مدرس لغة إنجليزية سابق، والتعليم أولوية رئيسية
لمؤسسته، وقد زاد من جهوده الخيرية في السنوات الأخيرة بعد تقاعده من علي بابا.
أسابيع "خارج الضوء"
وهذا هو الظهور الأول لمؤسس علي بابا، بعد أسابيع من
خروجه من دائرة الضوء التي أثارت تكهنات حول مكان وجوده في الوقت الذي تواجه فيه شركاته
تدقيقًا تنظيميًا متزايدًا.
وكان "ما" قد أدلى في أكتوبر/ تشرين الأول
الماضي ببعض التعليقات التي بدت منتقدة للجهة التنظيمية المالية في الصين.
بعد تلك التصريحات واجهت "علي بابا" تحقيقا
لمكافحة الاحتكار، بينما تم تعليق الاكتتاب العام الأولي لمجموعة آنت جروب وتم إبلاغ
الشركة بإعادة الهيكلة.
وكان الأستاذ السابق للغة الإنجليزية الذي تقاعد رسميا
من مجموعة "علي بابا" العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت العام الماضي،
يأمل في أن تتخطى ثروته 70 مليار دولار مع طرح مجموعة "آنت" الأولى عالميا
للدفع على الإنترنت، في بورصتي هونج كونج وشنغهاي.
لكن سلطات الوصاية أعلنت تعليق العملية وقيمتها 34,4
مليار دولار، لقلقها من أنشطتها في عمليات الدفع الإلكتروني.
وبذلك وجهت السلطات ضربة قاسية إلى ما (56 عاما) الذي
يبقى المساهم الأول في المجموعة التابعة لعلي بابا.
وأعقب ذلك، تراجع سهم علي بابا في بورصتي وول ستريت وهونج
كونج، ما أفقد جاك لقب صاحب أكبر ثروة في الصين.
مسيرة جاك ما
جاك ما من مواليد 15 أكتوبر 1964 في مدينة هانغتشو) هو
رجل أعمال صيني، يمتلك مجموعة شركات تجارية ناجحة على شبكة الإنترنت وأول رجل أعمال
صيني آسيوي يظهر على غلاف مجلة فوربس الأمريكية. شغل منصب الرئيس التنفيذي سابقا لمجموعة
علي بابا التي أنشأها والتي تملك كذلك الموقع التجاري علي إكسبريس. قبل تقاعده سنة
10 مايو 2013.
ولد جاك ما في هانغتشو بمقاطعة جيجيانيغ الصينية. حيث أظهر في سن مبكرة رغبة جامحة في تعلم اللغة الإنجليزية لدرجة أنه حسب قوله "كان يركب دراجته كل صباح لمدة 45 دقيقة متجهاً صوب فندق قريب لإرشاد الأجانب مجاناً حول المدينة والتحدث معهم بغية ممارسة وإتقان لغته الإنجليزية".
وعلى الرغم من فشله
في امتحانات القبول مرتين، إلا أنه تخرج أخيراً من كلية هانغتشو للمعلمين (حاليا جامعة
هانغتشو العادية) سنة 1988 حاصلا على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية. ليصبح
فيما بعد محاضراً في اللغة الإنجليزية والتجارة الدولية في جامعة هانغتشو للإلكترونيات.
بدأ جاك ما بناء المواقع الإلكترونية للشركات الصينية
بمساعدة أصدقاء له في الولايات المتحدة، حيث قال "في اليوم الذي إتصلنا فيه بشبكة
الإنترنت، دعوت أصدقائي وأناساً من عالم التلفزيون إلى بيتي، "وعلى إتصال ديال
أب بطيئ جدا"، إنتظرنا ثلاث ساعات ونصف للحصول على نصف صفحة ... شربنا، وشاهدنا
التلفزيون ولعبنا الورق، ونحن ننتظر، لكني كنت فخوراً جداً وأنا أثبت (لضيوف منزلي)
أن الإنترنت موجودة".