وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية




د. مجدى سعيد يكتب كريم الحق.. الذي أقسم ألا يدع أحدا يموت لانعدام الإسعاف






د. مجدى سعيد يكتب: كريم الحق.. الذي أقسم ألا يدع أحدا يموت لانعدام الإسعاف




البعض يخرج من مأساته الشخصية أو الاجتماعية ناقما ساخطا على الظروف والأحوال وربما المجتمع والناس، والبعض تدفعه ربما نفس المأساة لأن يكون سببا في حماية الآخرين من أن يقعوا في نفس ما وقع فيه.

من هذا الصنف الثاني، عامل مزارع الشاي الهندي كريم الحق البالغ من العمر 53 عاما، والذي قضى 19 عاما يقدم خدمة الإسعاف على دراجة نارية لأهالي قريته وعشرين قرية مجاورة تقع في إحدى المناطق التي تفتقر إلى الخدمات من طرق وكهرباء وشبكات محمول بولاية البنغال الغربية الهندية، واستفاد من خدماته وفق أحدث تقرير فيديو نشره موقع "جريت بيج ستوري Great Big Story" 5 آلاف شخص.


تبدأ قصة كريم الحق عام 1995، عندما كانت أمه في حالة مرضية احتاج معها أن يطوف بالقرية من باب إلى باب بحثا عن وسيلة إسعاف تنقلها إلى المستشفى للعلاج، لكنه لم يعثر على بغيته، وكان نتيجة ذلك وفاة أمه، وبعدها أقسم في نفسه ألا يدع أحدا آخر يموت لانعدام خدمة الإسعاف.

د. مجدى سعيد يكتب كريم الحق.. الذي أقسم ألا يدع أحدا يموت لانعدام الإسعاف


لكن فكرة توفير الإسعاف على دراجته النارية لم تأته إلا عندما سقط أحد زملائه في العمل مغشيا عليه، فكان أن أجلسه خلفه على الدراجة، ونقله لتلقي العلاج في أقرب مستشفى لمكان عمله، فكان أن تعافى زميله، وهنا جاءته فكرة تكرار الأمر مع أهل قريته و20 قرية مجاورة، ورغم أنه لا يحصل من عمله إلا على 4 آلاف روبية، إلا أنه لم يقصر يوما في تقديم الخدمة، رغم بعد أقرب مستشفى إلى منطقة قريته والقرى المحيطة بمسافة 45 كيلومتر، يساعده ربما في ذلك كبر عمر ابنيه، وعملهم، وتكافلهم سويا كأسرة.


ولم يكتف كريم الحق بذلك، بل إنه تعلم الإسعافات الأولية من الأطباء المحليين، وصار يقدمها كخدمة إضافية، فضلا عن إقامته لمخيمات صحية لأهل القرى بشكل دوري.


لم يمر عمله الخيري المجاني هذا دون تكريم، ففي إطار جوائز الدولة الهندية التي تقدم سنويا للأبطال المجهولين، فكان أن حصل في عام 2017 على جائزة بادما شري Padma Shri المرموقة، وقد ساعدته الجائزة على تطوير أداة خدمته بإضافة مكان مغطى على جانب من الدراجة البخارية، لتصبح مركبة تشبه "التوكتوك" عليها بيانات مقدم الخدمة ووسائل الاتصال، كما أصبحت الأسرة جميعا تتشارك في تقديم الخدمة "المجانية" لأهل القرى.



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button