وصف المدون

مجتمع بوست مدونة اجتماعيه توعوية إخبارية تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها شتى الموضوعات التى تهم الأسرة والمجتمع العربي,أخبار,ثقافة,اتيكيت,كتب,علوم وتكنولوجيا,مال وأعمال,طب,بيئة

إعلان الرئيسية

الشباب محور التنمية
الشباب محور التنمية


في فبراير 2015، وأثناء احتفالية عالمية أقيمت في نيويورك تحت شعار "إشراك الشباب في الانتقال من الأهداف الإنمائية للألفية إلى أهداف التنمية المستدامة: ما الذي يحتاجه هذا الأمر؟"، قال بان كي مون، أمين عام "الأمم المتحدة حينئذ"، موجها خطابه إلى الشباب حول العالم: "أنتم جميعا هنا في وقت حاسم بالنسبة للناس ولكوكبنا، وهذه ليست مجرد سنة مثل غيرها من السنين، بل فرصة سانحة لتغيير مجرى التاريخ. فجيلكم هذا هو الأول الذي يتمتع بالقدرة على وضع حد للفقر، والأخير الذي يمكنه العمل لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ. لدينا ثلاث أولويات رئيسية، وهي استكمال الأهداف الإنمائية للألفية؛ والاتفاق على الإجراءات التحويلية والعالمية للتنمية المستدامة؛ وتحقيق اتفاق مناخ عالمي وجديد هادف".
وأطلق "كي مون" دولية تحت هاشتاغ إلكتروني بعنوان "# الشباب الآن"، داعياً الأجيال الجديدة على مستوى العالم إلى "المساعدة في دفع عجلة التنمية المستدامة المحورية لكوكب الأرض، والمساعدة في محاربة الظلم وعدم المساواة"، ولأن يكونوا "مواطنين عالميين نشطين".
وأكد المسئول الأممي أنه "لابد من بناء نموذج تنموي جديد في العالم العربي قائم على التكامل بين كافة القطاعات في كل دول المنطقة، التي تحتاج إلى توجه جديد يضمن للشباب الذين يشعر العديد منهم بالتهميش والإقصاء واليأس، أن يشاركوا في صنع القرار التنموي حول حاضرهم ومستقبلهم، وحاضر ومستقبل مجتمعاتهم وبلادهم".
1.2 مليار شاب وشابة
تصريحات المسئول الدولي تؤكد مدى الارتباط الوثيق بين الشباب ومجالات التنمية المختلفة، ولاسيما التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وأهمية انخراطهم في الحياة الاقتصادية والمشاريع المختلفة التي من شأنها تطوير المجتمع والمساهمة في الناتج المحلي الوطني، خصوصا أن الشباب طاقة إنسانية متميزة بالطموح والحماسة، والسعي نحو الاستقلال، وحب الاستطلاع والمعرفة، والتطلع نحو المستقبل بكل ثقة وعزم، وهم أساس التنمية والطاقة الكبيرة التي ينبغي الاستفادة بها في العملية التنموية الوطنية، بل هم - بكل تأكيد- "محور التنمية".
 وفي هذا الصدد، يقول "البنك الدولي" في تقرير حديث له، "نعيش اليوم في زمن لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية. هذا الزمن الذي تتوافر فيه جميع المقومات التي كان وما زال لها الدور الكبير في تبادل المعرفة والخبرة بسرعة كبيرة في وقت قليل. واليوم، هناك أكثر من 1.2 مليار شاب وشابة تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً يعيشون على وجه الأرض".
وأكد تقرير البنك أن "هذا العدد من الشباب هو الأكبر في التاريخ، والغالبية العظمى من هؤلاء موجودون في منطقة الشرق الأوسط، حيث أن هناك حوالي 100 مليون شخص تتراوح أعمارهم 15- 35 سنة، بواقع 60 بالمئة من سكان المنطقة"، منوها إلى أن "مصطلح التنمية يتمحور في جوهره حالياً حول مستقبل الشباب، الذي يجب علينا أن لا ننسى أن له الدور والأثر الكبير في تعزيز النمو المشترك والقضاء على الفقر المدقع، حيث يعيش 90 بالمئة من الشباب حاليا في البلدان النامية، بلا عمل أو تعليم".
وتأهيل الشباب حديثي التخرج للاندماج في سوق العمل، يعد من أهم هذه التحديات التي تواجه الدول والمؤسسات ونظم التعليم العربية. فالتغيرات الجذرية والمتسارعة في شكل وطبيعة متطلبات منظمات الأعمال، أصبحت تتطلب أكثر من أي وقت مضى ضرورة وضع برامج خاصة، يتم فيها الربط بين "التعليم" و"التدريب" و"العمل"، وتهدف إلى مساعدة الشباب للحصول على أول عمل لهم، واندماجهم في عالم العمل وتلبية متطلباته المُلحة.
وأول متطلبات التنمية، بعد التدريب، هي العمل على تشغيل هذه الأجيال الجديدة. فعلى الرغم من أن الشريحة الأكبر في مجتمعات المنطقة العربية هم الشباب، إلا أنهم يواجهون تحدياً كبيراً على صعيد إيجاد فرص العمل اللائقة، علاوة على طائفة من التحديات والعوائق الأخرى. فمعدلات البطالة مرتــفعة بيـن الشباب، حيث بلغت 28.2 في المئة في منطقة الشرق الأوســـط عام 2014، وبـــذلك تـــمثل أعلى معدل لبطالة الشباب في العالم. كما أن الوضع أصعب بالنسبة إلى الشابات، حيث بلغ معدل البطالة بينهن في العام نفسه 41 بالمئة في المنطقة.
ويقول الخبراء إن من الأهمية بمكان إدراك أن الشباب بما أنهم فئة ديموغرافية لها مشاكلها الخاصة، وهي فئة غير متجانسة تماما، إجراء مسوح متخصصة لقضايا الشباب تطرح أسئلة متخصصة عن التعليم والصحة والعمل والحياة الأسرية والمشاركة في الحياة العامة. وهذه المعلومات تزود قاعدة البيانات الإحصائية للشباب بإحصاءات سليمة تسهل التعرف على المشاكل والتحديات وبالتالي صياغة الإستراتيجية الملائمة لإشراك الشباب، من الجنسين، في عملية التنمية، وجعلهم في بؤرة اهتمام هذه العملية التنموية.
 الشباب.. كقوة تغيير مجتمعية
والشباب، فضلا عن ذلك، قوة تغيير مجتمعية لا يُستهان بها، والدليل على ذلك ما شهدته المنطقة العربية مت تحولات جذرية كان الشباب هم المحرك الأول لها، للأسباب التالية:
·       أنهم الأكثر طموحاً في المجتمع. وهذا يعني أن عملية التغيير والتقدم لديهم لا تقف عند حدود، وأن أي مجموعة اجتماعية تسعى للتغيير السياسي أو الاجتماعي يجب أن تضع في سلم أولوياتها استقطاب طاقات الشباب وتوظيف هذه الطاقات باتجاه أهدافها المحددة.
·       أنهم الأكثر تقبلاً للتغيير، بحكم استعدادهم لتقبل الجديد والتعامل معه بروح خلاقة ومبدعة، ما يضمن المواكبة الحثيثة للمتغيرات والتكيف معها بشكل سلس.
·       تمتعهم بالحماس والحيوية فكراً وحركة، وبما يشكل طاقة جبارة نحو التقدم، فالشباب المتقد حماسة وحيوية في تفاعله مع معطيات السياسية ومتغيراتها ومع معطيات المجتمع ومتطلباته، هو الضمانة للتقدم بثبات، فيما تظل الحركات التنموية التي لا تحظى بهذه الطاقة الخلاقة، مهددة بالانهيار والموت، أو على أقل تقدير التقوقع والمراوحة في ذات المكان.
ولمعرفة استعدادات الشباب وانخراطهم في العمل التنموي، فإن المطلوب – أولاً- هو معرفة الاحتياجات الأساسية للشباب والعمل على تلبيتها أو أخذها بعين الاعتبار لدى صياغة الخطط والبرامج التنموية؛ باعتبارها متطلبات ضرورية يجب على المسئولين المعنيين إدراكها، مع الإشارة إلى أن مفهوم "الحاجات" مفهوم نسبي يختلف من مجتمع إلى آخر تبعاً لطبيعة وخصوصيات المجتمع المدني، ومستوى التطور الاجتماعي والاقتصادي، من أجل الوصول إلى الهدف المرجو، وهو أن يكون الشباب محورا أساسيا للعملية التنموية.



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

Back to top button